هاجم حزب الله بشكل غير مسبوق : فيديو مُسرب للبطريرك الماروني يثير جدلاً واسعاً في لبنان

الأناضول
2021-04-01

في هجوم عنيف ونادر، شنّ البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، هجوماً حاداً على حزب الله اللبناني، قائلاً إن مَن يجرُّون البلاد إلى صراعات إقليمية لا يتصرفون لمصلحتها، ومؤكداً أن سياسة الحزب أدخلت بلاده في محاور لا ناقة له فيها ولا جمل، ولا تصب في مصلحة الشعب اللبناني، حسب قوله.

جاء كلام الراعي في فيديو مُسرب (مدته دقيقة و27 ثانية) من لقاء له عبر فيديوكونفرس، مع مجموعة من الطائفة المسيحية بأبرشية مار مارون بروكلين في أمريكا، وجرى تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي ليل الأربعاء/ الخميس 1 أبريل/نيسان 2021.


كشف الراعي أنه استقبل زيارات من أنصار لحزب الله ينتقدون بشكل خاصٍّ الجماعة؛ لشعورهم بمدى الانهيار المالي في لبنان، مضيفاً: "نحنا بيجونا عندنا ناس من حزب الله بيقولوا لنا نحنا هذا السلاح ضدنا، مش قادرين بقى نحمل، لأن هن جوعانين متلنا".

تساؤلات الراعي إلى حزب الله
كما توجه البطريرك الماروني إلى "حزب الله" بتساؤلات، أبرزها: "لماذا تقف ضد الحياد؟ هل تريد إجباري على الذهاب إلى الحرب؟ هل تريد إبقاء لبنان في حالة حرب؟ هل تأخذ برأيي حين تقوم بالحرب؟ هل تطلب موافقتي للذهاب إلى سوريا والعراق واليمن؟ هل تطلب رأي الحكومة حين تعلن الحرب والسلام مع إسرائيل؟ علماً بأن الدستور (اللبناني) يقول إن إعلان الحرب والسلام يعود إلى قرار من ثلثي أصوات الحكومة".

فيما واصل الراعي هجومه على "حزب الله"، قائلاً: "ما أقوم به أنا في مصلحتك، أما أنت فلا تراعي مصلحتي ولا مصلحة شعبك"، داعياً إلى بقاء لبنان على الحياد، في إشارة إلى نشر حزب الله مقاتلين في سوريا المجاورة؛ لدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى جانب الميليشيات الشيعية، وكذلك تحالفه مع إيران في صراع إقليمي مع السعودية.

أيضاً رأى الراعي أن "الجيش من الشعب، ولا يجوز وضعه في مواجهة شعبه"، مشيراً إلى أنه "القوة الشرعية المنوط بها مسؤولية الدفاع عن لبنان، ولا يجوز تشريع أو تغطية وجود أي سلاح غير شرعي (في إشارة إلى سلاح حزب الله) إلى جانب سلاحه".

فيديو الراعي "المُسرب" يُعدّ أقوى وأشرس انتقاد من البطريرك الماروني حتى الآن ضد حزب الله الذي يهيمن مع حلفائه السياسيين على مجلس النواب اللبناني. وقد أثار هذا الفيديو جدلاً واسعاً في لبنان بين مؤيد ومعارض.

يشار إلى أن للبطريرك نفوذاً كبيراً في لبنان باعتباره رئيساً للكنيسة المارونية التي تخص الطائفة التي يجب أن يكون منها الرئيس بموجب نظام تقاسم السلطة.

حزب الله صامت وأنصاره يعلّقون

وحتى الساعة الـ(12:00 ت.غ)، لم يصدر أي تعقيب رسمي من "حزب الله" على كلام الراعي.

لكن بعض أنصار ومؤيدي حزب الله هاجموا الراعي، قائلين إنه يصطف ضد الحزب بطريقة واضحة.

وقال ناشطون، إن الراعي لم يتفوَّه بكلمة الحق، بخلاف الدور المطلوب منه كرجل دين.

 

فيما يقول معارضو حزب الله، إن علاقته مع طهران أبعدت دول الخليج العربية التي كانت تضخ الأموال إلى لبنان، مما أدى إلى إغلاق مصدر مهم للمساعدات.

جدير بالذكر أن الراعي أطلق في 17 أغسطس/آب 2020، وثيقة بعنوان "لبنان الحياد الناشط"، تؤكد ضرورة "تعزيز مفهوم الدولة اللبنانية، من خلال جيش قوي، وقضاء مستقل، ومؤسسات قادرة على تحقيق الأمن والاستقرار الداخلي والدفاع عن الأرض ضد أي اعتداء، سواء من إسرائيل أو غيرها".

أما في 27 فبراير/شباط 2021، دعا الراعي إلى عقد مؤتمر دولي، برعاية الأمم المتحدة، لـ"إنقاذ لبنان" واعتماد مبدأ "الحياد"، إلا أن دعوته قوبلت بانتقادات من بعض الأطراف السياسية، على رأسها "حزب الله"، معتبرين ذلك دعوة إلى التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للبنان.

تعيين دبلوماسية بولندية منسقة أممية خاصة في لبنان
في سياق آخر، عيَّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس 1 أبريل/نيسان 2021، الدبلوماسية البولندية جوانا ورونيكا، منسقة خاصة جديدة له في لبنان، خلفاً للسلوفاكي يان كوبيش.

جاء ذلك وفقاً لما أعلنه المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوغاريك، خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر المنظمة الدولية في نيويورك.

حيث قال دوغاريك: "إن ورونيكا ستخلف السلوفاكي يان كوبيش، الذي أعلن الأمين العام في يناير/كانون الثاني الماضي، نقله من لبنان ليتولى منصب الممثل الأممي الخاص في ليبيا"، مضيفاً: "تتمتع ورونيكا بأكثر من 25 عاماً من الخبرة الدبلوماسية وبمجال الأمن الدولي وشؤون الشرق الأوسط".

جدير بالذكر أن ورونيكا عملت منذ عام 2017، ممثلاً دائماً لبولندا لدى الأمم المتحدة، وضمن ذلك خلال عضوية بولندا في مجلس الأمن (2018-2019)، وتقلدت منصب وزير الدولة للدول العربية والإفريقية والتعاون التنموي والعلاقات البولندية والأمم المتحدة بوزارة الخارجية البولندية (2015-2017).

فرنسا تهدد لبنان بسبب تعثر تشكيل الحكومة
كان وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، قد حذَّر، يوم الإثنين 29 مارس/آذار 2021، كبار المسؤولين اللبنانيين من أن الاتحاد الأوروبي يعكف حالياً على بحث سبل لممارسة ضغوط على من يقفون وراء عرقلة إيجاد حل للأزمة السياسية والاقتصادية في البلاد.

إذ قالت وزارة الخارجية، في بيان، إن لو دريان تحدث إلى الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري؛ لتوضيح موقفه، مشدّداً على أنه يجب فوراً إنهاء ما وصفه بالتعطيل المتعمد للخروج من الأزمة السياسية الراهنة، منوهة إلى أن "القوى السياسية اللبنانية ككل، تتحمل المسؤولية الكاملة التي دفعت بالبلد إلى الوقوع في هذا المأزق واستمرار التوتر الخطير غير الضروري".

أسوأ أزمة سياسية واقتصادية
ويمر لبنان بأزمة سياسية واقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، وسط تعثر تشكيل حكومة جديدة، منذ استقالة حكومة حسان دياب في 10 أغسطس/آب الماضي.

فيما تمثل الأزمة الاقتصادية في لبنان أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975 و1990.

حيث تسببت الأزمة المالية الطاحنة في انهيار الليرة اللبنانية الأمر الذي أدى إلى تفاقم الفقر والجوع.

في مؤشر على انهيار اقتصاد لبنان، قامت وزارة الاقتصاد اللبنانية برفع سعر كيس الخبز بنسبة 20%، الأمر الذي ساهم أيضاً بتأجيج الشارع.

يشار إلى أن الأسعار في لبنان ارتفعت بنسبة 144%، وفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي. وبات أكثر من نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر، وخسر عشرات الآلاف وظائفهم ومصادر دخلهم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي