من روسيا وجنوب أفريقيا.. لوبوان: المرتزقة يفشلون في مواجهة الجهاديين بموزمبيق

2021-04-01

قالت مجلة لوبوان (Le Point) الفرنسية إن استيلاء أكثر من 100 مقاتل تابع لتنظيم الدولة الإسلامية على مدينة بالما انتهى بمذبحة، وإن مرتزقة جنوب أفريقيا فشلوا -بعد نظرائهم الروس- في قمع "التمرد الإسلامي" في شمال شرق موزمبيق فشلا ذريعا.

وأوضحت المجلة أن الفوضى التي أدى إليها الهجوم "الجهادي" الذي نفذ على مدى 5 أيام في مدينة بالما الساحلية التي يبلغ عدد سكانها 52 ألف نسمة في شمال شرق موزمبيق، كانت بطلتها شركة المرتزقة الجنوب أفريقية "داغ"، التي أرسلت منذ اليوم الأول طائرات مروحية للبحث عن الناجين الفارين على الطرق والشواطئ وفي الأدغال، والتقطت بعض الجثث أثناء إطلاق النار.

وفي اليوم الثاني، تم إجلاء 25 من سكان أحد الفنادق، وحاول آخرون الهروب برا لكنهم سقطوا في كمين على مشارف المدينة، وانتهى الاستيلاء على المدينة بمذبحة، حيث سقط العشرات من الضحايا، وبعضهم وجدوا مقطوعي الرؤوس، بحسب ما تقول لوبوان.

قضايا لوجستية

ومع أن مرتزقة جنوب أفريقيا لم يدّخروا جهدا، كما تقول المجلة، فإن مهمتهم انتهت بفشل ذريع، بعد أن دعاهم رئيس البلاد فيليب نيوسي، في أبريل/نيسان 2020 للإنقاذ، وكافحوا لإخماد "تمرد إسلامي" في مقاطعة كابو دلغادو، المشهورة بمخزونات النفط والغاز وكل أنواع الياقوت.

وتقول المجلة إن هذه الشركة التي يقودها ليونيل ديك -وهو مقدم متقاعد من زمبابوي- تمتلك كل ما يلزم، بما في ذلك أسطول من الطائرات المروحية، ولديها دراية بأرض الميدان التي عملت فيها عام 2013، وسجلت نجاحاتها الأولى بإبقاء "الجهاديين" خارج مدينة بمبا التي كانوا يسعون إليها، وكذلك طردهم من منطقة ماكوميا.

غير أن الأمور تعقدت أكثر مع تصاعد قوة حركة التمرد المدعومة بمقاتلين تنزانيين، وبدأ مرتزقة جنوب أفريقيا يعانون من مشاكل لوجستية، خاصة أنهم ليست لديهم المعدات اللازمة لإجراء العمليات الليلية، كما أن لديهم شحا في الوقود، إضافة إلى أن قاعدتهم تقع على بُعد أكثر من 180 كيلومترا من منطقة الصراع.

وفي الهجوم الأخير على بالما، ظهر ضعف مرتزقة جنوب أفريقيا بصورة أفدح، خاصة أن طلبهم إمدادات من شركة توتال التي تستغل حقل غاز على بعد 10 كيلومترات من منطقة الصراع، لم يلق أي قبول.

جرائم حرب

وعلى مدى الأشهر الماضية -كما تقول المجلة- تعثر المرتزقة، حتى أن بعض الشهادات أصبحت تشكك في أفعالهم، حيث اتهمهم تقرير لمنظمة العفو الدولية بارتكاب جرائم حرب وقتل العشرات من المدنيين، ويقول التقرير إنهم "أطلقوا من مروحياتهم النار عشوائيا وألقوا قنابل يدوية على الحشود والمستشفيات والمدارس والمنازل".

وتضيف لوبوان أن الولايات المتحدة دخلت على خط الأزمة، وهي تستعد لإرسال مدربين للجيش الموزمبيقي، وقد انتقدت ممثلي الشركة الخاصة. وقال الأميركي جون جودفري، منسق مكافحة الإرهاب، "إن المرتزقة يعقدون الأمور أكثر مما يسهلون جهود مكافحة هذا التهديد"، مما قد يشجع السلطات الموزمبيقية على إنهاء عقد شركة المرتزقة.

ونبّهت المجلة إلى أن هذا لم يكن أول فشل للمرتزقة في موزمبيق، حيث جربت هذه الدولة مرتزقة من روسيا قبل شركة جنوب أفريقيا، إذ هبط 200 من مرتزقة فاغنر في أوائل سبتمبر/أيلول 2019، ولكن مغامرتهم لم تعمّر أكثر من شهرين لجهلهم بجغرافية المنطقة، رغم ما لديهم من ميزات ليس أقلها كونهم أرخص بـ3 إلى 4 مرات من نظرائهم الأجانب.

وتختتم لوبوان بأن العلاقات بين فاغنر والجيش الموزمبيقي كانت سيئة للغاية، حيث ورد في مذكرة من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية بشأن الوجود الروسي في موزمبيق، أن "العديد من الضباط الموزمبيقيين لهم مصالح خاصة في المنطقة ويخشون أن يتدخل الروس في أعمالهم"، ولذلك انتهى بهم المطاف إلى الامتناع عن تسيير دوريات مشتركة مع فاغنر التي اختارت الخروج بعد مقتل 7 من مرتزقتها مع 20 جنديا في هجوم على قافلتهم، وأظهر مقطع فيديو قطع رؤوس 4 روس.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي