هكذا ألحق بنا "الشخص الأحقر في التاريخ اليهودي" هزيمة استراتيجية
2025-11-26 | منذ 3 ساعة
كتابات عبرية
كتابات عبرية

لقاء المخطوفين مع ترامب في الأسبوع الماضي أثبت أن المحللين يخطئون، فقد قدروا أن تحرير العشرين مخطوفاً الأحياء سيستغرق وقتاً طويلاً، وسيتم على دفعات، وفي كل الحالات ستبقي حماس عدداً من الأسرى لاستخدامهم كبوليصة تأمين، ولن تطلق سراحهم لسنوات. حتى شعبة الاستخبارات العسكرية قدرت ذلك. ولكن العشرين مخطوفاً أعيدوا، بدون أن يبقى لدى حماس “أي ورقة مساومة”، وهذا إنجاز لنتنياهو الذي في الواقع جاء بتأخير كبير، لكنه وصل. لا يجب أن ننسبه لترامب فقط.

لم يقدر أحد بأن حماس ستعيد معظم الجثث. قال المحللون إنه بعد تفجير الأنفاق، وتدمير البيوت، وتغيير طبيعة الأرض، سيكون من الصعب، وحتى من غير الممكن، العثور على الجثث. ولكن في الحقيقة، أعيدت 25 جثة من بين الـ 28، هذه مفاجأة إيجابية. يجب مواصلة المطالبة بإعادة الجثث الثلاث المتبقية.

وقدر المحللون أيضاً أننا لن نتسلم كل المخطوفين الأحياء بدون الانسحاب الكامل من القطاع. ولم يقدر أحد بأنه ستتم إعادتهم ونحن على “الخط الأصفر”، الذي يعني الاحتفاظ بـ 58 في المئة من مساحة القطاع. وهذا إنجاز لنتنياهو أيضاً.

يجدر قول الحقيقة أيضاً إزاء الضغط الذي استخدمه نتنياهو من أجل احتلال مدينة غزة. ففي اللحظة التي دخل فيها الجيش الاسرائيلي إلى أحياء المدينة بهدف احتلال المعقل الأخير لحماس، خشيت قيادة حماس من التدمير الشامل وإخلاء مليون مدني. وقال الوسيط الأمريكي ستيف ويتكوف، إن “الضغط العسكري على مدينة غزة ساهم في قرار حماس التوقيع على اتفاق إنهاء الحرب”.

وافقت حماس على التوقيع على الاتفاق لأن هذه المنظمة الجهادية تعبت بعد سنتين من القتال وتدمير البنى التحتية وتصفية 23 ألف مخرب. وجزء من الجمهور الغزي بدأ يتهم حماس بمعاناة السكان، وتشكلت ضدها مليشيات خاصة. من يؤيدون حماس وقطر وتركيا أرادوا إنهاء الحرب. هم خافوا من أن يؤدي القتل والتدمير في مدينة غزة إلى مظاهرات ضدهم ويقوض حكمهم.

يجب إضافة دور ترامب المهم إلى ذلك. فقد أراد تحقيق “سلام أمريكي”: تسوية سلمية تقودها الولايات المتحدة، تهدف إلى تعزيز تفوقها العسكري والاقتصادي. بالنسبة لترامب، الهدف النهائي هو الأموال، وبمجرد سيطرة الولايات المتحدة على المنطقة، ستجبي الشركات الأمريكية ثروة طائلة وسيستفيد الاقتصاد الأمريكي.

لكن خلافاً للإنجازات التكتيكية، فقد قادنا نتنياهو إلى خسارة استراتيجية على الصعيد السياسي – العسكري. مكانتنا كـ “الابنة المدللة” في واشنطن تآكلت لصالح السعودية، ومكانتنا في العالم في حضيض تاريخي. حماس تضررت، لكنها لم تُصفّ. هي تسيطر على المناطق التي أخليناها، ويمتثل لها حوالي 20 ألف مسلح. وحزب الله لم يستسلم ولم يتجرد من سلاحه. هو يرمم بناه التحتية ويجند أشخاصاً ويبني قيادات ويجمع السلاح، ويعود ليكون تهديداً للجليل، رغم تصفية رئيس أركانه. ولكن فشل نتنياهو الأكبر يكمن في الجبهة الإيرانية. على الفور بعد انتهاء حرب الـ 12 يوماً، بدأ يتفاخر: “حققنا نصراً تاريخياً على إيران، وأزلنا تهديدين وجوديين، التهديد النووي وتهديد الـ 20 ألف صاروخ باليستي”. ولكننا لم نزل أي شيء؛ فإيران لم تستسلم، وهي غير مستعدة لأي رقابة على مشروعها النووي، وما زالت تنتج الصواريخ البالستية بوتيرة عالية. وقد أعلنت مؤخراً بأنها ستطلق “2000 صاروخ كل يوم في الصراع القادم مع اسرائيل”.

بكلمات أخرى، من منظار سياسي – عسكري، وجدنا أنفسنا في وضع حرج. نتنياهو فشل في إخضاع أي عدو من أعدائنا، وبقيت جميع التهديدات على حالها. فهل هذا نصر مطلق؟ لقد جلب الشخص الأحقر في تاريخ الشعب اليهودي هزيمة استراتيجية.

 

نحاميا شترسلر

هآرتس 25/11/2025



مقالات أخرى للكاتب

  • إسرائيليون: بدأنا نعد أيامنا الأخيرة في هذه الدولة
  • إلى نتنياهو : ستجرنا إلى معركة مع جنود أتراك وقطريين في غزة
  • إسرائيل.. الدولة التي بنيت على كذبة عمرها 2000 سنة









  • شخصية العام

    كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي