هل سيقف ائتلاف نتنياهو في وجه خطة ترامب لترتيب الشرق الأوسط من جديد؟  
2024-12-20
كتابات عبرية
كتابات عبرية

 

نبدأ بفكرة تستند إلى معلومة: لن يحدث اتفاق تطبيع مع السعودية قبل دخول ترامب إلى البيت الأبيض، رغم وجود تمهيد لهذا استعدادات ومحادثات ومداولات مكثفة بين رجال ترامب وذوي الشأن، بما في ذلك إسرائيل.

النصف الأول من الجملة اقتبسها عن دبلوماسي سعودي كبير (شخصية أنا على اتصال معها منذ اتفاقات إبراهيم)، وهو الذي توجه إلي بعد أن نشر في إسرائيل أمس عن تقدم نحو التطبيع.

نذكر أن الإمكانية التي نشرتها “إسرائيل اليوم” في آب على لسان مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى جداً، الذي شرح بأن هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات كفيلة بتسريع التطبيع في الفترة الانتقالية إذ يسهل على الرئيس بايدن عندها تلقي الإذن بذلك من الكونغرس. سيكون الكونغرس مطالباً بإقرار مثل هذا الاتفاق، بسبب ذاك القسم من اتفاق الدفاع الأمني بين السعودية والولايات المتحدة، والجمهوريون غير متحمسين لإقرار مثل هذا الاتفاق.

وحسب مصادر مطلعة، هذه الإمكانية شطبت عن جدول الأعمال بسبب قرار مشترك لبايدن وترامب. للإدارة الجديدة نوايا لإعادة تفعيل الخطة لترتيب الشرق الأوسط من جديد. فبسبب الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر، وبعد تغيير صورة موازين القوى بفضل الإنجازات الإسرائيلية في لبنان وحيال إيران، باتت هذه الخطة الجديدة قابلة للتحقق أكثر من أي وقت مضى.

إضافة إلى ذلك، حتى لو كان للإدارة الراجلة احتمال للدفع قدماً باتفاق ثلاثي مع السعودية وإسرائيل، فإن الدولتين الشريكتين معنيتان بانتظار ترامب، الأكثر راحة بكثير من ناحيتهما. ليس صدفة أن التقى مبعوث ترامب إلى المنطقة ستيف ويتكوف، في الأيام الأخيرة بالرياض مع العراب محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي والرجل الذي يمكن معه عقد الصفقات.

على حد قول الدبلوماسي السعودي – الأمر الذي أكده أيضاً مصدران إسرائيلي وأمريكي – فإن المحادثات غير الرسمية تعول على الخطوط العريضة للاتفاق في مستويين: الأول، المثلث الإسرائيلي – الأمريكي – السعودي، الذي يعنى بالجانب الأمني، بما في ذلك حلف دفاع، وتناول مسألة إقامة منشأة نووية مدنية سعودية. الثاني: إقليمي، يشرك معظم دول المنطقة من الخليج حتى لبنان (بناء على طلب فرنسا) ويكون شاملاً، مثل خطة القرن بل وأكبر بكثير “خطة كبرى”.

تنمية إقليمية واسعة

المشاكل في المستوى الأول هي مدى الحلف الأمني، والحاجة لإقرار مجلس الشيوخ لمثل هذا الحلف. الورقة الإسرائيلية القومية هي المعرفة بأنه إذا ما شمل هذا الحلف إسرائيل، بما في ذلك التطبيع، فإن فرصة للمرور في مجلس الشيوخ عالية. سيتضمن المستوى الثاني في داخله فضلاً عن الخطط الاقتصادية الشاملة، وتنمية إقليمية واسعة بتمويل دول الخليج في الدولتين الضعيفتين الأردن ولبنان، ولدى الفلسطينيين. هنا يكمن الخلاف الأساس، ظاهراً على الأقل. فقد عاد السعوديون وقالوا إن حل المشكلة الفلسطينية وإقامة دولة لهم هو جزء لا يتجزأ من التطبيع. بالمقابل، فإنهم لا يثقون ولا بقدر قليل بالسلطة التي هي في نظرهم فاسدة وغير ناجعة.

ولهذا فقد طالبوا بإصلاحات وتغييرات بعيدة المدى فيها. في لقاء كان في الرياض في كانون الثاني هذه السنة بمشاركة مستشار الأمن القومي السعودي ومسؤولين كبار آخرين كرئيسي المخابرات الفلسطيني، المصري والأردني، أوضح للفلسطينيين بأن تغييرات بعيدة المدى في قيادة السلطة وفي سلوكها هي ما ستؤدي إلى دعمهم لمشاركتها في خطة اليوم التالي.

يقول الدبلوماسي السعودي إن تغيير رئيس الوزراء الفلسطيني كان جزءاً من استجابة أبو مازن للمطالب، وإنه بعد انتخاب ترامب، واضح أن هناك تقدماً إضافياً – والدليل، الحملة في جنين ضد “الجهاد الإسلامي” وحماس.

في إسرائيل، أو على الأقل في الائتلاف الحالي، سيجدون صعوبة في قبول التقدم إلى دولة فلسطينية حتى لو كان مجرد ضريبة كلامية. كما أنه سيصعب على نتنياهو الحصول على أي موافقة لدور السلطة في إدارة مدنية للقطاع. المعنى هو أنه عندما تتقدم الاتصالات نحو النهاية، سيتعين على نتنياهو أن يصطدم بشركائه الائتلافيين على هذه البنود، وسيعرض المقابل الكبير، لكن في النهاية سيتعين عليه أن يقرر. اتفاق تاريخي وإعادة تنظيم الشرق الأوسط كله، حتى بثمن تغيير الائتلاف أو استمرار السيطرة الإسرائيلية على القطاع وتجميد الوضع في الضفة. هذه المعضلة.

 

داني زاكن

إسرائيل اليوم 19/12/2024



مقالات أخرى للكاتب

  • إسرائيل بـ"عرباتها" تخفق في تحقيق أهداف الحرب: غزة.. إلى متى؟
  • باحثاً عن مخرج.. هل تنكسر عصي نتنياهو في دواليب ترامب وخطته؟
  • ما أبعاد مرسوم ترامب لحماية الدوحة أمريكياً وإقليمياً ودولياً؟







  • شخصية العام

    كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي