لنتنياهو: "لاهاي" محقة.. يجب اعتقالك
2024-11-26
كتابات عبرية
كتابات عبرية

نحن الذين فقدنا أعزاءنا في 7 أكتوبر، نعترف بوجود مشاعر الغضب والألم التي تدفع أفراداً إلى أعمال ثأر.

مع ذلك، من غير المعقول، سواء قيمياً أم استراتيجياً، أن يصبح الثأر سياسة رسمية في دولة عندما تريد صياغة خطة عمل حربية. للأسف، وصلنا إلى لحظة يجب على مؤسسة دولية فيها قول ما هو واضح لنا منذ زمن: الوعود العبثية بالأمن أصبحت في ظل نتنياهو وحكومته إلى حملة ثأر تشمل جرائم حرب، وتجويعاً، وتطهيراً عرقياً، وفي موازاة ذلك توسيع المستوطنات في الضفة الغربية.

رئيس الحكومة والوزراء يصرحون ويعملون كل يوم بصورة تهدر دماء الإسرائيليين والفلسطينيين لصالح البقاء السياسي والأحلام المسيحانية. يبدو أن على المخطوفين والجنود وسكان غزة أن يموتوا. لماذا؟ لا إجابة صحيحة ومباشرة تصمد أمام امتحان الواقع.

قرار محكمة الجنايات الدولية في لاهاي إصدار مذكرات اعتقال لنتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت يعكس الأزمة الأخلاقية والقيادية داخل إسرائيل. سواء كانت هذه المذكرات محقة من ناحية قانونية أم لا، فمن الواضح أن قيادة لأكثر من سنتين تضر بجهاز القضاء والديمقراطية في إسرائيل، وامتنعت عن تحمل أقل قدر من المسؤولية، وترفض تشكيل لجنة تحقيق رسمية لفحص الفشل في 7 أكتوبر، وتكم الأفواه بالعنف الممأسس على نوع من الانتقاد الداخلي من خلال وصف المنتقدين باليساريين الخونة، وتعتقد أن الانتقاد الخارجي لاسامية- إنما هي قيادة تستدعي التحقيق الدولي.

يجب فهم كيفية الثأر على موت أعزائنا الذين قتلوا، بل وكيفية خلق واقع مختلف لا يدفع فيه أحد مرة أخرى ثمناً باهظاً كهذا؟ الأطفال الجائعون في قطاع غزة لا يدفعون قدماً بهذا الواقع المأمول. الأطفال المذعورون في إسرائيل الذين تم إخلاؤهم، لا يدفعون قدماً بمستقبل أفضل. سياسة حكومة إسرائيل والسلوك العسكري في السنة الماضية لا تخلق الأمن ولا تمضي نحو هدف، باستثناء تغذية نفس دائرة الدماء والعنف وتوسيع السيطرة غير القانونية وغير المنطقية لدولة إسرائيل على كل الفضاء بين النهر والبحر.

نتنياهو، يجب أن تتوقف. عليك إنهاء الحرب الآن وإعادة المخطوفين إلى البيت في أسرع وقت، وإدخال المساعدات الإنسانية، وتشكيل لجنة تحقيق رسمية، وفتح قناة دبلوماسية لتسوية بعيدة المدى توفر الأمن الحقيقي لسكان إسرائيل.

باستثناء ذلك، فإن نشاطاتك تبرر أوامر الاعتقال ضدك. لأن أحداً ما يجب أن يوقف هذا الجنون.

 

يونتان زايغن ويعقوب غودو وماعوز يانون

هآرتس 25/11/2024



مقالات أخرى للكاتب

  • إسرائيل بـ"عرباتها" تخفق في تحقيق أهداف الحرب: غزة.. إلى متى؟
  • باحثاً عن مخرج.. هل تنكسر عصي نتنياهو في دواليب ترامب وخطته؟
  • ما أبعاد مرسوم ترامب لحماية الدوحة أمريكياً وإقليمياً ودولياً؟







  • شخصية العام

    كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي