أصوات في المعارضة: سنقف في وجه المتهم جنائياً وزمرته في "الانقلاب السلطوي"  
2024-11-22
كتابات عبرية
كتابات عبرية

 

المستشارة القانونية غالي بهرب ميارا، ورئيس الأركان هرتسي هليفي، ورئيس “الشاباك” رونين بار، والمستشار القانوني آسي ماسينغ، ونحو عشرة مستشارين قانونيين آخرين في الوزارات الحكومية – هذه قائمة المرشحين/ات للتنحية، لإبعادهم الآن وفوراً، الموضوعة على طاولة الحكومة وتشكل أساس انشغالها في هذه الساعات من الحرب. هذه قائمة الأشخاص التي حسب الإعلانات والبيانات التي تصدر عن الحكومة وعن مقاعد الائتلاف – سلوكهم، قراراتهم ومواقفهم تعيق إدارة الحرب، وتمس بحياة الدولة المنتظمة وتشوش خطط الحكومة.

في فترات سابقة وظلامية في التاريخ، نسب لأناس كهؤلاء، “جنون أسود”، سحر يتسبب بكل المشاكل والمصائب في العالم. في صفحات التاريخ، عرفت ظاهرة ملاحقة أناس كهؤلاء بأنها “صيد الساحرات” كون المتهمين/ات في معظم الحالات بالجنون الأسود كن من النساء. وحين يكون الحال سيئاً وما يجري فعله لا ينجح أو يفشل، فإن الحل الأبسط هو إيجاد ضحية مريحة لاتهامها بالفشل. بذات القدر، في واقع صعب وإشكالي، توجه إصبع الاتهام نحو من يزعم أنه يمنع التغيير الذي يفترض بأن يحقق النجاح. هكذا يتم النجاح في صرف غضب الجماهير على الإخفاقات نحو من يسهل إلقاء كل القصورات والإخفاقات عليه.

بعد فشل هذه الحكومة في إحداث انقلاب سلطوي تحت غطاء إصلاح قضائي، انتقلت إلى ثورة هادئة بطريقة بالتدريج: بداية، إقالة كل أولئك الذين يسدون الطريق أمام الانقلاب مثل المستشارة القانونية ورئيس “الشاباك”، وبعد هذا التحرك مع D9 نحو المحكمة العليا. هذا صيد ساحرات واضح، وهي نية أوضحها وزير العدل بشكل جلي، حين قال هذا الأسبوع بعد إطلاق قنابل الإضاءة نحو منزل رئيس الوزراء في قيسارية: “حان الوقت لإعلان أعضاء الائتلاف كرجل واحد تأييداً لا لبس فيه للإجراءات التي قمت بها وتوقفت كي نضع حداً نهائياً للفوضى، والعربدة، ورفض أولئك الذين يحاولون تفكيك الدولة من الداخل ومحاولات المس برئيس الوزراء”.

ليس واضحاً ما علاقة الفعلة المجنونة لمن أطلق قذائف الإضاءة هذه باستئناف الانقلاب السلطوي. مشوق أن نعرف من هو المعني بتفكيك الدولة من الداخل، وإذا لم يكن هذا من يعمل على خلق فوضى من خلال مستشارين قانونيين معينين ومع صلة بتعيين قضاة من طرفهم، وبالمقابل، يمنع تعيين قضاة إلى المحكمة، فمن المشوق أن نعرف كيف يسمح لنفسه وزير العدل في الحكومة التي تعمل على تنفيذ رفض الحريديم للخدمة في الجيش في أثناء الحرب، أن يتحدث عن الرفض والفوضى والعربدة.

هذا النهج، والملاحقة، والتشهير، وإبعاد أولئك الذين لا يعملون وفقاً لمذهبه وليسوا مستعدين لأن يسمحوا بحكم فاسد يفعل ما يريحه وما يحمي ويثبت حكمه – ليس جديداً. هذه الظاهرة قديمة ومعروفة تؤدي في معظم الحالات إلى نتائج سيئة وقاسية. إن التشهيرات والأقوال القاسية التي تطلق في هذه الساعات ضد قائمة المرشحين لتنحية الذين يظهرون في بداية هذا المقال، في الأيام التي يغلف فيها رئيس الوزراء والمحيطون به الواقع بغلاف من الكلمات الزائفة “معاً ننتصر” – تصبح أكثر خطورة.

الشعب يرى ويسمع الأصوات ويعرف أين سيؤدي صيد الساحرات هذا، ولأجل ماذا يتم. إن هذه المحاولة الفاشلة لتحويل نتنياهو من رئيس وزراء متهم إلى ملك لا بديل له، ستفشل في مهدها مثلما باء الانقلاب السلطوي بفشل ذريع، بل وستسرع نهاية هذه الحكومة الهاذية.

 

أفرايم غانور

معاريف 21/11/2024



مقالات أخرى للكاتب

  • إسرائيل بـ"عرباتها" تخفق في تحقيق أهداف الحرب: غزة.. إلى متى؟
  • باحثاً عن مخرج.. هل تنكسر عصي نتنياهو في دواليب ترامب وخطته؟
  • ما أبعاد مرسوم ترامب لحماية الدوحة أمريكياً وإقليمياً ودولياً؟







  • شخصية العام

    كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي