لنتنياهو و"مقاولَيه" غالانت وهاليفي: عورتكم في غزة لن تغطيها ورقة الشمال  
2024-09-24
كتابات عبرية
كتابات عبرية

 

في وقت يحتفل فيه العلمانيون، لا يلاحظون جبل الجليد الضخم الذي يقترب من سفينتنا المبحرة في جو عاصف، وستتحطم على ضلع هذا الجبل قريباً. يصعب تصديق مدى سذاجتهم وقصر النظر، وكم من السهل على المستويين السياسي والأمني، اللذين يقودان الدولة إلى الضياع، نثر الرماد في عيونهم.

ليس هناك من يمكن التحدث معه. تبلد الإحساس سيطر على كثيرين، وهم لا يرفعون رؤوسهم لرؤية ما حولهم وفهم وفحص ما الذي تغير ولماذا. تقف على رأس الدولة قيادة أمنية وسياسية مهووسة، أنزلت علينا كارثة 7 تشرين الأول، وهي لا تستثني أي خدعة أو حيلة من أجل التمسك بكرسي السلطة. ورغم النجاح التكتيكي أمام حزب الله، يتدهور وضعنا الاستراتيجي بوتيرة سريعة في كل مجالات الحياة: الأمن، الاقتصاد، العلاقات الدولية، المناعة الاجتماعية، التعليم والصحة.

لم نحقق أي هدف من الأهداف التي وضعناها في بداية الحرب: القضاء على حماس وتحرير المخطوفين. عملياً، ليس لدينا هدف آخر للحرب؛ لأن نتنياهو قرر محاربة كل العالم العربي المعادي لنا. هذه حرب بدون اتجاه أو أهداف أو جدوى، وبدون قدرة على الانتصار فيها، باستثناء التدمير الذاتي الذي نتسبب به لأنفسنا إزاء عدم القدرة على الخروج من هذا المضيق. وبعد النجاح التكتيكي في تفجير “بيجرات” حزب الله وقتل قيادته العليا، ها هي نيران صواريخه تستمر. ننتشر مع جيش بري صغير بين الشمال والجنوب، ونقف عاجزين أمام تدمير دولتنا. هذه هي نظرية “أموت مع الفلسطينيين”. مقاربة المستعد لضرب الأعداء وقتلهم رغم معرفته بأنه سيقتل نفسه. هناك شعارات تطلقها قنوات الإعلام في الهواء، وتتغذى بأكاذيب المستوى السياسي والمستوى الأمني، التي تريد التغطية على الفشل أمام حماس عن طريق استعراض عبثي للانتصار على “حزب الله”.

إذا واصلنا هذا النهج، فلن نكون هنا. الطريقة الوحيدة المتبقية أمامنا هي التوصل إلى اتفاق وإطلاق سراح والمخطوفين ووقف القتال. كل ذلك على أمل أن يوقف حزب الله إطلاق النار أيضاً. هذا الوضع سيمكن من استبدال القيادة العسكرية والسياسية بالانتخابات والانطلاق إلى طريق جديدة. وما دام نتنياهو ومقاولا التنفيذ لديه، غالانت وهاليفي، مستمرين في تولي منصبيهما فلا نهوض لشعب إسرائيل.

 

إسحق بريك

هآرتس 23/9/2024



مقالات أخرى للكاتب

  • هل تؤتي ثقافة المافيا التي اتبعتها إدارة ترامب ثمارها في الشرق الأوسط؟
  • إسرائيل بـ"عرباتها" تخفق في تحقيق أهداف الحرب: غزة.. إلى متى؟
  • باحثاً عن مخرج.. هل تنكسر عصي نتنياهو في دواليب ترامب وخطته؟







  • شخصية العام

    كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي