"تبييض ملفه قضائياً مقابل المخطوفين".. هل يقبل نتنياهو الصفقة؟  
2024-08-07
كتابات عبرية
كتابات عبرية

 

متى يعرف السياسي أنه فقد ثقة الجمهور؟ عندما يستقبل الرأي العام كل قراراته، حتى تلك القرارات المتناقضة، بأنها تخدم مصالحه الشخصية. مثال حي يوفره رئيس حكومتنا، حكومة لا يثق بها 80 في المئة من مواطني الدولة. قبل بضعة أشهر، أقرت تصفية رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية. غير أن شريحة واسعة من الرأي العام لا ترى فيها أهدافاً أخرى غير إبعاد صفقة المخطوفين، وإبعاد إنهاء الحرب، والحفاظ على الائتلاف.

لنفترض أن بيبي كان سيرفض اقتراحاً لجهاز الأمن، بتفعيل العبوة الناسفة ضد هنية، وتسرب أمر الرفض لوسائل الإعلام، فإن المحافل إياها التي تنتقده بسبب التصفية ستنتقده بسبب عدم التصفية. من خلال استخدام الفيتو على العملية قالوا إن تعمد عدم تصفية أحد المعارضين البارزين للصفقة، هو للتملص من إنهاء الحرب ولمواصلة تدفئة الكرسي. مرة أخرى، تفضيل للمصالح الشخصية.

في ظروف خطيرة بهذا القدر، حين تكون أزمة مصداقية الحكومة ورئيس الوزراء أعمق من أي وقت مضى، ما الذي يمكن عمله للدفع قدماً بصفقة مخطوفين معقولة ومنع هجوم متعدد الساحات على إسرائيل؟ هيا نقبل بأن نتنياهو يمنع صفقة مخطوفين بما تنطوي عليها من معنى خوفاً من تفكك حكومته، فلماذا سيقلقه تفكك حكومته؟ في العقد المنصرم، هو نفسه فكك أربع حكومات. جواب منتقديه: يخشى من فقدان مكانة رئيس وزراء بالذات عندما تقترب المحاكمة ضده من مرحلة المرافعات الأخيرة. رئيس وزراء في أيام حرب لن يكون مستحقاً لتسهيلات رسمية عديدة فحسب، بل كفيل أيضاً بأن يستخدم مكانته لتأجيل لا نهائي لقرار المحكمة. هذا جذر سلوكه، كما يشرح معارضوه، في الأشهر الأخيرة.

وعليه، فالمخرج من المتاهة قد يكون على شكل خطوة شاذة وسريعة: صفقة قضائية مقابل صفقة مخطوفين. النائب العام للدولة بمباركة المستشارة القانونية، يعرض على بيبي صفقة الأحلام القضائية -بدون اعتراف بالتهمة وبدون عار– شريطة أن يعتزل الحياة السياسية لفترة زمنية من بضع سنوات ابتداء من العام 2025. تنتهي المحاكمة على الفور ويزال تهديد الحكم الذي يحوم على رأسه. صفقة قضائية كهذه ستحفز نتنياهو على إقرار الصفقة لتحرير المخطوفين مثلما اقترح هو والرئيس بايدن ومحافل أمن رفيعة للغاية. سيعود ليكون نتنياهو قبل عقد متحرراً من رعب السجن. سينهض ويعلن بأنه أزال معارضته للصفقة وينتظر تنفيذها على الأرض. وإذا كانت الكتل المتطرفة – المسيحانية تريد ترك حكومته، فلتترك. لن يكون تهديدها ساري المفعول بعد ذلك.

 

سيفر بلوتسكر

 يديعوت أحرونوت 6/8/2024



مقالات أخرى للكاتب

  • هل تؤتي ثقافة المافيا التي اتبعتها إدارة ترامب ثمارها في الشرق الأوسط؟
  • إسرائيل بـ"عرباتها" تخفق في تحقيق أهداف الحرب: غزة.. إلى متى؟
  • باحثاً عن مخرج.. هل تنكسر عصي نتنياهو في دواليب ترامب وخطته؟







  • شخصية العام

    كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي