بين غزة والعبوات.. لقادة إسرائيل: لا تسمحوا لحماس بابتزازكم  
2023-09-19
كتابات عبرية
كتابات عبرية

 

موضوعان عاجلان يشغلان بال جهاز الأمن، بالتوازي مع المعركة تجاه النووي الإيراني: تسخين الحدود مع غزة مع استئناف أعمال الشغب على الجدار وإدخال عبوات بمواصفات عالية إلى الساحة، قد يغير تفعيلها صورة الوضع، الخطيرة على ما يكفي للتصدي للإرهاب في “يهودا والسامرة”.

في نهاية الأسبوع رأينا حدثين شاذين يشيران إلى ارتفاع درجة: الأول، زرع عبوة كبيرة في حديقة اليركون في تل أبيب، والتي ليس واضحاً ما هدفها النهائي حتى الآن. والثاني، أعمال إخلال بالنظام على الجدار في غزة، والتي أدت بالجيش إلى هجوم شاذ على موقع لحماس، بواسطة مسيرات.

العبوات داخل إسرائيل تصبح حدثاً خطيراً. فالتحقيق في تفجير العبوة بحديقة اليركون، في ذروته. على محققي “الشاباك” أن يفهموا من المشبوهين اللذين اعتقلا في تحويلة الرملة، ما هو هدف العملية؛ هل هناك من أرسل العبوات، وإن نعم فمن؛ أهي مبادرة محلية؟ وهل يوجد أعضاء آخرون؟ المشبوهان من العيزرية، يحملان بطاقات هوية زرقاء، يعملان في إسرائيل بشكل دائم.

العبوات داخل إسرائيل تدل إما على تغيير الإرهاب؛ أي الانتقال من السكاكين إلى إطلاق النار فالعبوات، أو على مشكلة استراتيجية إسرائيل على الحدود.

في الحدود الشرقية، من الأردن، تضبط يومياً وسائل قتالية وأسلحة في أعمال “الشاباك” والجيش والشرطة. والفرضية وجود تهريب كثير لا يعثر عليه.

الحدود الشرقية سائبة منذ سنوات طويلة. في السنتين الأخيرتين، صعد الجيش و”الشاباك” والشرطة جهود جمع المعلومات وإحباط لتهريب السلاح، والدليل ارتفاع حجم حالات القبض. لكن إلى أن يستكمل الجدار، سنواصل رؤية التهريب بتحفيز إيراني.

في الحدود الشمالية، فإن تهريب السلاح الذي هدفه جنائي، يلتقي أيضاً مع الساحة الداخلية. فالقدرة على العثور استخبارياً، وفي وقت قصير إطلاق فريق قتالي من “الشاباك” و”اليمام” لاعتقال عربيين إسرائيليين، تدل على عمق مشاركة “الشاباك” في خط التماس الذي بين الجنائي والوطني داخل إسرائيل.

نذكر منشورين في الشهر الماضي حول مشاركة عرب إسرائيل في الإرهاب، بما في ذلك اجتياح شقة في اللد والعثور على عبوات جاهزة للاستخدام كانت غايتها جنائية. دخول “الشاباك” لمعالجة خط التماس الجنائي – الأمني يثبت نفسه. والقبض على العبوة في اللد قبل بضعة أسابيع يروي القصة كلها.

بالنسبة للمظاهرات على الجدار، تحاول حماس استعادة النجاح، كما تترجمه، إلى حملة المظاهرات على الجدار. تفسر حماس الوضع الداخلي في الدولة على أنه ضعف وتحاول رفع الضغط على السياسة الإسرائيلية. حماس تشد كُم إسرائيل؛ فهي معنية بمزيد من التسهيلات المدنية، وتعتقد أنه الوقت المناسب للحصول عليها، فيما تنتج وتصدح في الشبكة بأنباء ملفقة عما يجري في الحرم، وتنشر مقاطع فيديو كاذبة عن المس بالفلسطينيين.

عملياً، الحقائق على الأرض معاكسة تماماً. ساد هدوء الحرم في أثناء اليوم. مرت الصلوات كالمعتاد، والجهد الآن هو دحض هذا التلفيق الذي قد يهيج ويشعل “المناطق” [الضفة الغربية]، والقدس وقطاع غزة أيضاً. في مثل هذا الوضع، محظور على إسرائيل الخضوع لهذا الضغط والاستجابة لمطالب حماس حتى لو كانت مصلحة إسرائيلية تحسين الوضع الاقتصادي في غزة.

في حالة نجاح حماس في ابتزاز إسرائيل، سيواصل هذا إعطاء أصدائه في المنطقة وتشجيع مزيد من المنظمات لمواصلة الطريق. حماس، مقارنة بباقي الأعداء، خصم سهل جداً ومحظور الفزع منها، بل العكس: هي فرصة لتعزيز الردع حيال باقي الأعداء.

 

يوسي يهوشع

يديعوت أحرونوت 18/9/2023



مقالات أخرى للكاتب

  • نتنياهو: لم يبق أمام دولتنا سوى الذهاب إلى تسوية إقليمية
  • هكذا أخرس "ميكروفون الصفدي" كل الإسرائيليين وحكوماتهم من منصة الأمم المتحدة  
  • بعد الإنجازات العسكرية: هل يسيل لعاب المستوى السياسي في إسرائيل لتوسيع الدائرة؟  






  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي