
سيكون الرئيس جو بايدن ومنافسه الرئيسي على الرئاسة دونالد ترامب، قد تجاوزا فترة ذروتهما في نوفمبر 2024. ولذا يصعب أن يُعاد ترشيح أي منهما لوظيفة من أكثر الوظائف مشقةً في العالَم.
ومع ذلك، يتصرف كلا الرجلين كما لو أنه مقدر له خوض السباق مرة أخرى. ويعتقد كثير من «الديمقراطيين» و«الجمهوريين» فيما بينهم أن احتمالات وقوع كليهما في الزلات وإثارتهما للانقسام تعصف بمدى قدرتهما على إدارة مسؤوليات رئاسة الولايات المتحدة. وقد اعتمدت رسالة بايدن لأميركا على أنه يستطيع «إنجاز الأمور»، وهذا صحيح من بعض النواحي.
لكن على الرغم من نجاحاته، فإن معدلات التأييد له تبلغ نحو 40 بالمئة وهناك 54 بالمئة لا يستحسنون اضطلاعه بمهام الوظيفة. وما زال ترامب يحظى بشعبية كبيرة لما له من قاعدة مخلصة من المؤيدين، لكن معدلات التأييد له على المستوى الوطني مماثلة لبايدن، وهي منخفضة بشكل خاص بين المستقلين والنساء المتعلمات في الجامعات والناخبين الشباب الذين يُعتبرون حاسمين لفوزه مرة أخرى.
ويقع كلا الرجلين بشكل متزايد في زلات لسان مؤسفة خلال أحاديثهما، حتى في حالة النصوص المعدة سلفاً. وبايدن بشكل خاص يشعر أنصارُه بالقلق في كل مرة يصعد فيها أو ينزل من درجات شديدة الانحدار في طائرة الرئاسة. وتتجلى متاعب ترامب في القائمة الطويلة من الأشخاص الذين أعلنوا أنهم يَتَحدونه في ترشيح الحزب الجمهوري.
ويقول البعض إن هذه المنافسة تساعد ترامب لأنه يستطيع أن يزعم بأنه إذا تغلب على جميع المرشحين في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين في أوائل عام 2024، فسيفوز طالما بقيت قاعدته مخلصةً له.
ويواجه ترامب أيضاً احتمال توجيه وزارة العدل لوائح اتهام أخرى بشأن جهوده للإطاحة بالحكم الصادر في انتخابات 2020 ومسؤوليته عن التسبب في الهجوم على مقر الكونجرس في السادس من يناير 2021. ولدى بايدن والديمقراطيين طائفةٌ مختلفةٌ من المشكلات. فما لم يقرر بايدن نفسه أنه لن يسعى لولاية ثانية، فإن أي تحد له من غير المرجح أن ينجح. وإذا تنحى عن منصبه، فهناك مشكلة أخرى تتمثل في أنه سيتعرض لضغط كبير حينئذ لتقديم دعمه لنائبته كامالا هاريس.
وهذه لا تَحظى بشعبية بين الناخبين، وحتى من بايدن نفسه. وبالنسبة لبعض الديمقراطيين، سيكون المرشح الأكثر جاذبية هو حاكم ولاية كاليفورنيا الديمقراطي جافين نيوسوم، الوسيم والمفوه. وقد وسَّع نيوسوم حضورَه في جميع أنحاء البلاد، وشارك في مناقشة استمرت ساعة على قناة «فوكس نيوز» الجمهورية ذاتها، مدافعاً عن حُجج الديمقراطيين. وركز على قضايا السياسة الرئيسية بدلاً من الشخصيات، وهو يضع نفسَه في مكانة تسمح له بالترشح للرئاسة إذا انسحب بايدن. لكنه لن يتحدى بايدن مباشرة، وعلى عكس نظرائه الجمهوريين، لن يدلي بتعليقات تنال من الرجل الذي يرغب في الحلول محله.
ومن بين المرشحين الديمقراطيين المحتملين الآخرين حاكمة ميشيجان الديمقراطية، جريتشن ويتمير التي أقامت سمعتَها على أنها مسؤولة براجماتية لم تهب مواجهةَ مليشيا يمينية متطرفة حاولت في أكتوبر 2020 اختطافَها. لكنها أيضاً لن تقدم على شيء ما لم يتنح بايدن. والمعضلة لكلا الحزبين هي أن الجمهور الأميركي يريد رؤية قادة جدد أصغر سناً في البيت الأبيض.
لكن كلا الطرفين قد يثقل كاهلهما بايدن وترامب، ما لم تقع أحداث غير متوقعة قد تجبرهما على الابتعاد عن المشهد. وفي حالة بايدن، قد يتمثل هذا في مشكلة صحية أو تباطؤ شديد في الاقتصاد وتضخم مرتفع أو أزمة أمن قومي تجعل الأميركيين يشعرون بأنهم أقل أمناً. وبالنسبة لترامب، قد تؤدي مشكلة صحية أو مزيد من لوائح الاتهام إلى تشجيع منافسيه. لكن يعتقد البعض أن ترامب لن يستسلم أبداً، حتى ولو كان مداناً لأن قاعدته لن تتخلى عنه.
*هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن موقع الأمة برس-الاتحاد-