ببساطة شديدة وبدون مقدمات، اليمنيون سئموا الحرب وينشدون السلام.. يريدون دولة تحقق لهم العدالة والمواطنة المتساوية.. دولة لا تمييز فيها ولا عنصرية، ولا مذهبية ولا جهوية ولا طائفية، ولا عائلية ولا مناطقية.
اليمنيون لا يريدون أوصياء ولا أولياء، ولا فقهاء ولا مشائخ يحكمونهم بفتوى أو يستبدونهم بعرف .. اليمنيون يريدون دولة يحكمها النظام والقانون.. ويعيشون عصرهم كبقية الامم في ارض الله الواسعة.
حروب لا تنتهي:
شعبنا عانى كثيرا، ولا يزال يعاني من الحروب والازمات تماما بقدر معاناته من نخبه وأحزابه وسياسيه..
مسلسل الاحداث التاريخي يسرد لنا تفاصيل كوارث وازمات وحروب يمنية لا تنتهي.. اليمنيون بطبعهم لا يفرغون من حرب الا ويدخلون في اخرى، وهي حقائق مؤلمة.
لن نغرق في تفاصيل الماضي البعيد، وتعالوا نستعرض بعضا من حروبنا ومغامراتنا القريبة التي غابت عنها "الحكمة اليمانية" وضاع فيها اللين، وتبددت معها السكينة والوقار التي تتحدث عنها المرويات والأحاديث، ويحلو لنا سردها وتكرارها..
• حرب الثورة والجمهورية (1962-1972): بلغ عدد ضحاياها حوالي (230) ألف قتيل بينهم حوالي (36) ألف شهيد من اخوتنا المصريين، خلال ثمان سنوات سجلت شهيدا في كل بيت يمني، وكانت ولا تزال هي اكثر الحروب اليمنية عدالة.
جدير وملهم:
اليمنيون شعب أصيل.. شهم وشجاع.. هو ايضا بسيط ومتواضع، يفيض حلما وكرما واخلاقا وإنسانية..
شعب ملهم يعشق الانتاج حد الخيال.. قدرته على الخلق والابداع عالية.. هو حقا شعب استثنائي إذا ما استيقظ شبابه ونهض لمستقبله واستوعب معطيات عصره...!!
ولذلك نقول بان اليمنيين جديرون بالسلام، وبان تكون لهم دولة عصرية قوية، تحمي الحقوق وتصون الحريات وتحقق العدالة، فهم يستحقون ان يعيشوا حياة كريمة وآمنة بدون حروب كبقية شعوب الارض..
المواطن اليمني يديد ان يشعر بانتمائه لوطن يأويه، ولدولة تحميه وتحقق له السلام ولا تجلب له الحرب.. تتعامل معه بكونه مواطنا له كامل الحق في الوظيفة العامة والعمل الخاص وفقا لكفاءته وإمكانياته وليس لنسبه او لحزبه او جماعته..
اليمني يريد شرطة تحرسه لا ترهبه وتسرقه.. يريد قضاء عادلا ينصفه لا يكبله ويدينه، والموظف يريد ان يذهب لعمله ويتقاضى مرتبه نهاية كل شهر وهو آمن، والبقال يريد ان يسير في الشارع غير خائف، يفتح دكانه مستبشرا، ويعود لبيته يهزه الشوق لزوجته واولاده..
المواطن يريد ان يذهب للمسجد للصلاة وهو يشعر انه مع الله ويصلي لله.. يريد ان يتعامل مع تكنلوجيا العصر، ووسائل التواصل الاجتماعي، ويبدي وجهة نظره وهو آمن.. والطالب يريد تعليما يحرره ويستنير به، لا تعليما يضلله ويجهله..
وبعدها اذا اراد النهاية ان ينهبوا الثروة ويتقاسموا فلينهبوا ولكن بنظام، بحسب الصفي الحلبي رحمه الله .
*هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن الأمة برس