توفيق الحرازي

توفيق الحرازي * 

أن تحكم بأدوات القرون الوسطى في زمن الديمقراطية والحرية فأنت لاتصلح لحكم!
استخدامك للقوة والترويع لإخضاع قبائل اومناطق مناهضة ليس حلاً بالمطلق!
لأنه منطق الطغيان والجبروت فقط... والشعوب الحرة لا تذعن لجبابرة!!
الحملات الضارية لا تخدمك ابداً.. بل تورّث دماء فقط ، وثارات لا تبرد بسهولة!
وأحكام الإعدام لمعتقليك تجعلك قاتلاً لا قاضياً، لأنهم بمقام سجناء سياسيين
او أسرى تحت رحمتك، ما دمت في خصومة وحرب!
وحتى تضييق حريات الناس، سلاح الانظمة المرفوضة فقط ، لا الواثقة من عدلها!
لهذا شرع الله السلطة بالرضا والشورى بين الناس، لا بالحديد والنار!!
وكي يرضخوا لسلطتك وتأمن شرهم، انت بحاجة لكسب الناس لا إذلالهم وإرهابهم!
اذا لم تنجح في كسبهم بالسياسة وفن الممكن، معناه ان الخلل فيك، لا في مناهضيك!
حينها أعِـد حساباتك.. فلعل المشكلة في ممارساتك، وفشلك في تقديم نفسك للناس!
يخبرنا التاريخ عن جماعات منقلبة انتزعت السلطة بالقوة، لكنها استقرت بلا دماء!
لأنها فرضت نفسها كبديل عادل ودولة جامعة فضمنت استقراراً ودولة عظيمة!
دعك من كثيرين استقروا بالدم، فكلهم حصدوا غرس ايديهم، وانتهوا نهاية دموية!
او قلة ممن قدموا نموذجاً راقيا اغتاله جهلة القوم، فأمثالهم دفعوا ثمن بطرهم غالياً!

وفي مثل محنة بلدك راهناً ، الممزق ارضاً وبشراً وولاءات وسلطات،
انت بحاجة فقط لاحتواء مناهضيك مؤقتاً وسياسة ضبط النفس، لا عمامة الحجاج..
أن تمارس سلوك دولة جامعة، تثبت انك باحث عن سلام ولملمة جروح لا سيادة!
صحيح ان إرضاء الناس غاية لا تُدرك.. او الصميل خرج من الجنة!
لكن ايضاً إرهاب الناس وسيلة لا تُؤمَن.. بقدرما تؤجج ناراً تحت الرماد!!
لا يكفي ان تسكتهم بمغريات ليتقبلوك، بل بسلوكيات شراكة في الادارة والقرار معاً
لا ممارسة الاستحواذ والوصاية.. والفتك بالخصوم واحداً بعد آخر!
رُفعت الجلسة!!!!!

* كاتب وصحفي يمني