أوان إعادة كيم جونغ أون إلى الصندوق
2019-10-26
تيد غوفر
تيد غوفر

تأتي سلسلة إطلاق الصواريخ الباليستية قصيرة المدى التي أطلقتها بيونغ يانغ أخيراً كجزء من جهود الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون لإبقاء تركيز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على بلاده بتخفيف العقوبات والتعبير عن استيائها من التدريب العسكري الأمريكي الكوري الجنوبي المشترك «دونغ مينغ» الذي جرى الشهر الماضي.

لذلك، هل حان أوان إعادة كيم جونغ أون إلى الصندوق؟ نعم إن الوقت قد حان على الرغم من أن نصف الصندوق مفتوح.

سيكون الصراع غير النووي مع كوريا الشمالية مكلفاً بالنظر لوجود 30 مليون مواطن كوري جنوبي و200 ألف مواطن أمريكي و25 ألف جندي أمريكي يتمركزون في سيؤول، جميعهم ضمن نطاق مدفعية الصواريخ الصاروخية الكورية الشمالية.

لا يزال هذا الواقع يتطلب من الولايات المتحدة وحلفائها الحفاظ على سياسة كوريا الشمالية التي تنطوي على لعبة طويلة من الردع الاستراتيجي والاحتواء والعقوبات مع ترك الباب مفتوحاً للمفاوضات.

هذا النهج، على الرغم من عيوبه، قد عمل بشكل جيد في شبه الجزيرة الكورية على مدى السنوات الـ 65 الماضية. ورغم فشله في منع كوريا الشمالية من تطوير برنامج أسلحة نووي إلا أنه منع قيام حربٍ كورية أخرى.

قد يكون الطريق المسدود لبرنامج الرئيس الكوري الشمالي للأسلحة النووية فرصة لإقامة الولايات المتحدة شكلاً بديلاً من العلاقات الدبلوماسية مع الشمال. ربما كان الهدف طويل الأجل لجذب بيونغ يانغ بعيداً عن بكين هو الأمر الصحيح.

يجادل منتقدو ترامب بأن تواصله الشخصي مع كيم جونغ أون يشجع الأخير على الانخراط في مزيد من تجارب الصواريخ والاستفزازات، ومع ذلك فإن دبلوماسية الرئيس المفضلة لتطوير العلاقات مع القادة يمكن أن تكون مفيدة هنا.

كما سيتطلب ذلك من واشنطن أن تبقي باب الاستماع لكيم موارباً، مما يسمح له بالظهور بين الحين والآخر للمفاوضات وللتعبير عن براعته السياسية.


في حين قد يبدو هذا السيناريو مثيراً للسخرية بالنسبة للكثيرين، إلا أن هذا التطور كان في كثير من الأحيان مصدر قلق لواضعي السياسات الصينيين. فعلى مدى عقود، كانت بكين قلقة من قيام واشنطن وبيونغ يانغ بتطوير شراكة - أو حتى تحالف - من شأنه ترك بكين في الخارج بحيث لا يتسنى لها التأثير في شبه الجزيرة الكورية.

ويتمثل القلق بأن يسحب ترامب البساط من تأثير زيارة نيكسون للصين وتطبيع العلاقات معها، ويُدخل كوريا الشمالية في مدار أمريكا.

من مصلحة واشنطن اللعب على هذه المخاوف الصينية للحفاظ على توازن بكين. إن تطوير علاقة جديدة مع بيونغ يانغ سيكون بمثابة ضربة لمكانة الصين في المنطقة.

كما أنه سيجبر بكين على مواجهة التحديات الاستراتيجية المرتبطة بدولة مسلحة نووية أخرى على حدودها - لتكون الثالثة بعد روسيا والهند - والتي تسعى لتحقيق أهداف السياسة الخارجية الخاصة بها والتي غالباً ما تتعارض مع مصالح بكين.

من غير المنطقي توقع أن تصبح واشنطن وبيونغ يانغ حليفتين، إلا أنه من الممكن أن يطور كلا البلدين علاقة عمل تنقلهما من حالة حافة الهاوية إلى أحد التبادلات التجارية، وربما حتى التعاون في بعض المجالات.

ماذا يريد كيم من مثل هذه العلاقة؟ تخفيف العقوبات والتأكيد على أمنه الشخصي مع عدم التخلي عن أي سيطرة سياسية. وقد ينطوي جزء من هذا الأمر على لعبة موازنة القوى الكبرى ضد بعضها البعض، وبالتالي تطوير علاقة مع واشنطن من أجل حماية الشمال من الإكراه الصيني. وبغية تأمين هذه الفوائد، قد يكون كيم على استعداد لتفكيك برنامج أسلحته بشكل جزئي.

قد تتمثل بعض مجالات التفاهم والتعاون الأولي بـ: 1) ضمان أمني أمريكي لكيم جونغ أون مقابل تعهد بيونغ يانغ بعدم مهاجمة الولايات المتحدة أو حلفائها، 2) معاهدة سلام وتطبيع العلاقات بين البلدين، 3) اتفاق يؤكد سلمية برنامج كوريا الشمالية النووي ويبقي قوات الولايات المتحدة في شبه الجزيرة الكورية، 4) التزامات الاستثمار الاقتصادي من جانب الولايات المتحدة بشرط أن ينهي الشمال انتشار الأسلحة ويتخذ خطوات محددة لتحسين سجله في مجال حقوق الإنسان.

* كاتب في موقع «آسيا تايمز»



مقالات أخرى للكاتب

لا توجد مقالات أخرى للكاتب





كاريكاتير

إستطلاعات الرأي