اتهامات بالتحرش وتجاهل محمود ياسين.. أزمات بمهرجان القاهرة السينمائي

إيمان محمد - القاهرة

تواجه الدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائي، والتي تقام في الفترة بين 3 وحتى 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري، العديد من المشاكل والأزمات التي تسببت في إثارة حالة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبين المهتمين بصناعة السينما في مصر والوطن العربي. والبداية كانت منذ اليوم الأول للفعاليات عندما نفدت التذاكر الخاصة بعروض الأفلام والندوات والجلسات النقاشية.

تجاهل محمود ياسين

الأزمة الأولى التي واجهها المهرجان هي تصريحات السيناريست عمرو ياسين الذي عبر عن استيائه وأسرته من عدم تكريم والده الممثل محمود ياسين الذي رحل عن عالمنا قبل أسابيع.

وكتب ياسين الابن عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "كيف لا يتم تكريم الفنان الراحل محمود ياسين في مهرجان القاهرة السينمائي؟ أنا لا أملك إجابة عن هذا الأمر".

ليصرح بعدها رئيس المهرجان محمد حفظي أثناء افتتاح معرض صور كواليس أفلام المخرج الإيطالي فيدريكو فيلليني، بأن وفاة محمود ياسين من أكبر الأحداث الفنية هذا العام ولم يكن مقصودا تجاهله، ولا يمكن نكران فضله على السينما، ومهرجان القاهرة الذي شارك فيه كثيرا، موضحا أن المهرجان لم ينته بعد وقد تتم إقامة احتفالية في الختام أو ضمن الفعاليات لتكريمه.

غير أن هذا التصريح لم يرق لأسرة الفنان الراحل، فخرج ابنه السيناريست مجددا من خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "90 دقيقة" على إحدى الفضائيات موضحا أن تدارك المهرجان لأمر تكريم اسم الفنان محمود ياسين بعد رحيله لن يزيده شيئا، ولكن تكريمه يعد إضافة للمهرجان.

واستنكر ياسين تجاهل أو غفلة مهرجان القاهرة عن تكريم أبيه في الافتتاح، وقال "لا يصح أن المهرجان السينمائي الأول في مصر لا يكرم أحد أهم رموز السينما المصرية، هذا يعني أنه لا يعرف تاريخ السينما المصرية! عدم تكريم والدي كان خسارة للمهرجان وليس خسارة لوالدي أو عائلته".

نفاد التذاكر.. مقاعد فارغة

سادت حالة من الغضب بين الصحفيين والمهتمين بالنقد السينمائي لنفاد تذاكر العروض، وعدم توفر أماكن خاصة بهم، رغم وجود مقاعد فارغة في القاعات، وتخصيص إدارة المهرجان مكانا خاصا بالصحافة والإعلام للحجز، إلا أن هذا لم يتغير لعدم توفر أماكن لصالح الحجز من خلال "تذكرتي" لبيع التذاكر بمقابل مادي، ففي البداية تم تبرير الأمر بضرورة التباعد الاجتماعي للوقاية من فيروس كورونا، بعد أن تم تخصيص 10% فقط للصحافة والنقاد.

اتهامات بالتحرش

قبل عرض الفيلم المصري "عنها" والمشارك في المسابقة الرسمية بساعات، انطلقت حملات ضد مخرج الفيلم إسلام عزازي تطالب بمنع عرض الفيلم بوسم "عنه_المخرج_المغتصب" واتهمت بعض الفتيات المخرج الذي يدافع عن حقوق المرأة بأنه تحرش بهن.

واضطرت إدارة المهرجان لإصدار بيان بعد ساعات من تداول شهادات اتهام المخرج، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تأكيدا على الاحترام الكامل للمرأة ورفض كل أشكال العنف ضدها، ومن بينها التحرش.

وأضاف البيان أن المهرجان درءا للشبهات يتعهد بأنه إذا ثبتت أي من الشهادات المقدمة ضد المخرج عزازي، أو تم التقدم ضده ببلاغات رسمية تؤكد صحة الواقعة، سيتم استبعاد الفيلم من المنافسة في المسابقة الدولية، وحتى يحدث ذلك يلتزم المهرجان تجاه الفيلم بعرضه في المواعيد المعلنة مسبقا حتى لا تتعرض التجربة وصناعها للظلم، وكذلك احتراما للجمهور الذي حجز التذكرة.

صراع داخلي

وبحسب وسائل اعلام عربية، فإن سبب الأزمات المتلاحقة التي تطال المهرجان هو فراغ منصب المدير الفني بعد اعتذار الناقد السينمائي أحمد شوقي عنه، وقام حفظي بالاستعانة بمن يتولى مهمة التنسيق بين المبرمجين في المهرجان، إلا ان حالة الصراع الداخلي على المنصب الفارغ تسببت في عدم التركيز في حل الأزمات التي يواجهها المهرجان منذ اليوم الأول.