برلمانيون إندونيسيون يطالبون بإلغاء قرار يسمح للإسرائيليين بالحصول على تأشيرات دخول

جاكرتا- وكالات:
2020-11-29

البرلمان الإندونيسي

طالب برلمانيون إندونيسيون حكومة الرئيس جوكو ويدودو بإلغاء قرار صدر أخيرا عن دائرة الهجرة يسمح لحاملي الجوازات الإسرائيلية بالتقدم للحصول على تأشيرات دخول إلى إندونيسيا.

وتساءل هدايت نور وحيد نائب رئيس مجلس الشعب الاستشاري عن موقف الرئيس، وعما إذا كانت هذه الخطوة جزءا من السياسة الناعمة التي تتجه لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، حسب تعبيره.

واستذكر موقف الرئيس الإندونيسي سابقا من مقاطعة إسرائيل، والوقوف بقوة لدعم الشعب الفلسطيني ونضاله.

وقال هدايت نور وحيد، وهو قيادي في حزب العدالة والرفاه المعارض، إنه في "عام 2016 دعا الرئيس في موقف بطولي دول منظمة التعاون الإسلامي إلى مقاطعة إسرائيل، ومن المفترض أن هذه الدعوة تظل قائمة في تنفيذها من قبل الحكومة الإندونيسية، وليس أن تفعل تأشيرة دخول (كولينغ فيزا) للإسرائيليين"، حسب وصفه.

وعبر عن قلقه من أن منح الإسرائيليين تأشيرات دخول إلى بلاده سيمهد إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إندونيسيا وإسرائيل، والتي ظلت أمرا مرفوضا منذ عهد الرئيس الراحل أحمد سوكارنو.

وقال أيضا "لقد أكد سوكارنو أنه ما دامت إسرائيل محتلة لفلسطين، فإن إندونيسيا لن تؤسس علاقات مع إسرائيل"، مضيفا أن ذلك الموقف لسوكارنو يفهم ضمن سياق مقدمة دستور البلاد لعام 1945، التي تؤكد أن "الاستقلال حق لكل الشعوب، ولذلك فإنه لا بد أن تزول كل أشكال الاحتلال على وجه هذه الأرض، لأنه يتعارض مع مبدأي الإنسانية والعدالة".

وذكّر هدايت نور وحيد بتصريح سابق للرئيس جوكو ويدودو، الذي اعتبر فيه بلاده مدينة لفلسطين لأنها الدولة الوحيدة التي لم تستقل بعد من الدول التي اجتمعت في قمة آسيا وأفريقيا في مدينة باندونغ الإندونيسية عام 1955.

ولهذا، طالب القيادي المعارض الحكومة الإندونيسية بتفعيل دورها في المحافل الأممية والدولية، والوقوف مع دعوات مقاطعة أي منتجات إسرائيلية، داعيا الرئيس جوكو ويدودو إلى إصدار أوامره لدائرة الهجرة الإندونيسية بإلغاء قرارها.

وحذر من أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل لن يسهم في استقلال فلسطين، خلافا للحملة الداعية للتطبيع، مشيرا إلى حصيلة تطبيع الدول الأخرى، وآخرها الإمارات، ولم يدعم ذلك الشعب الفلسطيني، ولم يغير مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حسب قوله.

مظاهرة سابقة في جاكرتا للتنديد بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل (رويترز)

خيانة للمبادئ

من جانبه، قال فضلي زون، البرلماني من حزب "حركة إندونيسيا العظمى" الذي يقوده وزير الدفاع برابوو سوبيانتو؛ إن السماح بمنح تأشيرات للإسرائيليين قرار "يجرح مشاعر الأمة الإسلامية في إندونيسيا"، واعتبر الخطوة "خيانة بحق الكفاح السياسي للدبلوماسية الإندونيسية طوال السنوات الماضية"، داعيا للتراجع عن القرار فورا لمخالفته الدستور، حسب تعبيره.

كما صدر موقف مماثل عن تي بي حسن الدين، البرلماني عن حزب النضال من أجل الديمقراطية -وهو حزب الرئيس جوكو ويدودو- الذي قال إن منح التأشيرات للإسرائيليين يتعارض مع فلسفة الشعب الإندونيسي.

وأشار إلى أنه ليست لإندونيسيا علاقات دبلوماسية مع تل أبيب، في حين أن روابط الإندونيسيين مع الفلسطينيين متينة، وتعود إلى مواقف الزعماء الأوائل لإندونيسيا قبل استقلالها.

كما أشار إلى أن كل الشعب الإندونيسي يتحمل مسؤولية دعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل استقلاله، واعتبر منح تأشيرات للإسرائيليين متعارضا مع مواقف السياسة الخارجية الإندونيسية ومبادئ الدولة الخمسة أو أيديولوجيتها، وطالب حسن الدين بإلغاء قرار منح التأشيرات لحملة الجوازات الإسرائيلية.

قرار مفاجئ

وكان بيان صادر عن إدارة الهجرة في وزارة العدل وحقوق الإنسان الإندونيسية قبل أيام أشار إلى أنه سيُسمح بداية من يوم الاثنين لحاملي جوازات 8 دول لطلب الحصول على تأشيرة خاصة من صنف "كولينغ فيزا"، بعد توقف خلال فترة الوباء.

وقال أرفين غوميلانغ من القسم الإعلامي بالدائرة إن حملة جوازات سفر إسرائيل وكوريا الشمالية والصومال ونيجيريا وغينيا وليبيريا والكاميرون وأفغانستان سيسمح لهم بالتقدم لهذا النوع من التأشيرات من خلال صفحة الوزارة على الإنترنت، مشيرا إلى أن خبراء أو مستثمرين من هذه الدول يريدون التقدم بالحصول على تأشيرات لدخول إندونيسيا، حسب تعبيره.

وحسب هذا التصنيف، فإن هذه الدول الثماني ذات أوضاع غير مستقرة، أو ذات وضع أيديولوجي أو سياسي أو اقتصادي أو ثقافي أو دفاعي أو أمني معين، مما يجعل حصول مواطنيها مرتبطا بإقرار لجنة مشتركة تعقد للنظر في الطلبات للحصول على التأشيرة.

وتضم اللجنة ممثلين عن وزارات: العدل، والخارجية، والداخلية، والعمل، والشرطة، والادعاء العام، والمخابرات العامة والعسكرية الإستراتيجية، ووكالة مكافحة المخدرات؛ حيث يقوم الفريق المشترك من تلك الجهات الرسمية بالنظر في منح التأشيرة للشخص المتقدم أو لا، حسب كل حالة.

القرار الذي اتخذته سلطات الهجرة الإندونيسية قد يمكن الإسرائيليين من الحصول على تأشيرات لدخول البلاد (غيتي)

توقيت القرار

ومن الملفت أن هذا البيان صدر بعد أيام من عودة وزير شؤون الاستثمار والبحار لوهوت بانجايتان من واشنطن.

وقال الوزير الإندونيسي إنه زار البيت الأبيض 4 مرات خلال 3 أيام، والتقى خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 17 من الشهر الجاري، كما التقى نائبه مايك بنس، ومستشاره جاريد كوشنر، ومسؤولين آخرين من بينهم آدم سيث بوهلير، الرئيس التنفيذي لشركة "إنترناشيونال ديفيلوبمينت فاينانس كوربوريشين" (IDFC).

ويعرف عن الوزير بانجايتان أنه الرجل الذي يتابع بشكل حثيث أيضا ملف العلاقات الإندونيسية الإماراتية، وتربطه علاقة طالما تحدث عنها إعلاميا مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.

وكان الوزير أكد أن المباحثات في واشنطن كانت في مجالات استثمارية؛ كالتعهد باستثمارات أميركية جديدة بقيمة ملياري دولار، إثر لقائه مع عدد من مديري الشركات الأميركية الكبرى، والعمل المشترك في مجال لقاح فيروس كورونا بين شركات أميركية وأخرى حكومية إندونيسية.

وكان من الملفت أن موقع "فويس أوف أميركا" (Voice Of America) بنسخته الإندونيسية قد لاحظ عدم إفصاح البيت الأبيض عن بعض تفاصيل لقاءات الوزير الإندونيسي لوهوت مع المسؤولين الأميركيين في البيت الأبيض.

يشار إلى أن الحديث عن منح تأشيرات لحملة جوازات السفر الإسرائيلية كان قد أثير إعلاميا أكثر من مرة خلال حكم الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، ومن ذلك في يونيو/حزيران 2018، عندما تحدث وزير العدل وحقوق الإنسان الإندونيسي الأسبق ياسونا لاولي عن رفض منح تأشيرات لـ53 إسرائيليا، من دون توضيح الأسباب.

وحينها، أكد الوزير حق بلاده في قبول أو رفض منح تأشيرة لأي شخص أجنبي، كما كان اسم إسرائيل قد ظهر قبل سنوات ضمن قائمة الدول التي يمكن أن يحصل مواطنوها على تأشيرات دخول لإندونيسيا، مما أثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية والشعبية في حينه، لعدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي