رأي طبيبك مهم : عقاقير تُحسِّن عملية التمثيل الغذائي وتساعدك على فقدان الوزن بأمان

2020-11-10

تبين في دراسة حديثة أن أحد عقاقير الأجسام المضادة التجريبيّة التي تستهدف إحدى منظّمات الأيض الرئيسية بالجسم، قد تساعد الأشخاص الذين يعانون من السمنة على فقدان بعض الوزن على الأقل.

وقد كانت الدراسة جربت هذا العقار الذي يؤخذ عن طريق الحقن، والذي يحاكي تأثيرات هرمون طبيعي يسمى عامل نمو الأرومة الليفية (FGF21). يساعد هذا الهرمون على تنظيم عملية التمثيل الغذائي وحرق السعرات الحرارية وكمية الطعام، كما جاء في موقع WebMD الأمريكي.


علاقة هذه الحقن بالتمثيل الغذائي

وجد الباحثون أن حقنةً واحدة أدّت إلى "تحسيناتٍ في التمثيل الغذائي" لدى البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة واستمر ذلك لمدة تصل إلى شهرين. في المتوسط، بدأ الأشخاص في تناول عدد أقل من السعرات الحرارية بعد أسبوع، وشهدوا ارتفاع الكوليسترول "الجيد" HDL بينما انخفضت مستويات الكوليسترول "السيئ" LDL والإنسولين والدهون الثلاثية لديهم.

والأهم من ذلك، بدأت خياراتهم الغذائية في الابتعاد عن الحلويات، وتمكنوا من فقدان بضعة كيلوغرامات ولو بشكل مؤقت.

وصف الخبراء هذه النتائج بأنها "مثيرة للاهتمام"، غير أنهم أكدوا أن تلك الدراسة أولية للغاية.

قالت الدكتورة دونا رايان، الأستاذة الفخرية في مركز بنينغتون للأبحاث الطبية الحيوية في باتون روج بولاية لويزيانا التي لم تشارك في هذه الدراسة: "كان الغرض من هذه الدراسة حقاً تحديد الجرعة وتكوين فكرة عن إثبات صحة هذا المفهوم".

وأوضحت دونا أن الأمر يتطلب المزيد من البحث لإثبات أن الجسم المضاد آمن وفعال. وأضافت أن هذه ستكون "مسألة طويلة وصعبة ومكلفة".

وأشارت إلى الصورة الأشمل قائلةً إن هناك "أموراً مثيرة" في مجال تطوير عقاقير السِمنة؛ إذ يدرس الباحثون الطريقة التي تنظم بها "الجزيئات" المختلفة في الجسم عملية التمثيل الغذائي، ويحاولون تحويل تلك الجزيئات إلى دواء. وأضافت دونا أن عقار Saxenda الذي يؤخذ عن طريق الحقن، وجرت الموافقة على استخدامه في الولايات المتحدة في عام 2014، هو مثال على ذلك.

عامل نمو الأرومة الليفية

يعرف عامل نمو الأرومة الليفية 21 (FGF21) بأنه هرمون يساعد على التحكم في التمثيل الغذائي من خلال تحفيز بعض المستقبلات في الأنسجة الدهنية والكبد والبنكرياس والجهاز العصبي المركزي. أشارت أبحاثٌ سابقة إلى أن الأشخاص الذين يحملون بعض الطفرات في جين FGF21 يميلون إلى تناول الأطعمة المحلاة ويفضلون الكربوهيدرات.

إضافة إلى ذلك، الأشخاص المصابون بالسمنة أو السكري من النوع الثاني أو مرض الكبد الدهني غير الكحولي لديهم مستويات عالية من FGF21 في دمهم.

موضوع يهمك : هل يساعد البسكويت المخصص للرجيم على خسارة الوزن؟

قال كبير مؤلفي الدراسة الدكتور بونيت أرورا إن ذلك يشير إلى أنهم نشأوا ولديهم مقاومة لهذا الهرمون، تماماً كما يصبح لدى الأشخاص مقاومة للإنسولين.

حاول العلماء منح المشاركين نسخاً معدلة من FGF21 يمكن أن تستفيد منها عملية التمثيل الغذائي. وأوضح أرورا، الذي كان يعمل في وقت الدراسة مع شركة Genentech للتكنولوجيا الحيوية، أن الجسم يتخلص من البروتين بسرعة كبيرة قبل أن يستفيد منه.

لذا، طوّر أرورا وزملاؤه في الشركة جسماً مضاداً مصمماً في المعمل يحاكي الهرمون بشكل أساسي.

دراسة باستخدام عقار الأجسام المضادة

في اختبار أولي، استعان الباحثون بـ60 شخصاً بالغاً يعانون من زيادة الوزن والسمنة، ثم حددوا حقنهم- على نحو عشوائي- بحقنة واحدة بها جسم مضاد أو دواء وهمي. مكث المشاركون في مركز البحوث لمدة أسبوع تقريباً، مع اتباع نظام غذائي مُراقَب. وبحلول نهاية ذلك الأسبوع، فقد الأشخاص الذين حصلوا على عقار الأجسام المضادة وزناً أكبر مقارنةً بالمجموعة التي حصلت على الأدوية الوهمية، بحوالي 900 جرام في المتوسط.

بمجرد عودة المشاركين إلى منازلهم، عاد الوزن سريعاً. ومع ذلك، كان التحسن الذي طرأ على الكوليسترول والدهون الثلاثية وسكر الدم أكثر استمراراً. ووفقاً لأرورا، أظهر المشاركون أيضاً زيادة دائمة في هرمون يسمى الأديبونكتين الذي يساعد على تنظيم نسبة السكر في الدم والتحكم في تفكك الأحماض الدهنية.

بالنسبة إلى أرورا، لا يتعلق الوعد بعقار الجسم المضاد في الواقع بإنقاص الوزن؛ بل هو وعد بعلاج محتمل لمشاكل التمثيل الغذائي التي ترتبط غالباً بالسمنة.

على سبيل المثال، استشهد الباحث بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، حيث تتراكم الدهون في الكبد لأسباب غير معروفة، الأمر الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى تليف الكبد. يبدو أن FGF21 يزيل الدهون من الكبد.


وأشار أرورا إلى النتائج المتعلقة بتفضيلات الطعام؛ إذ تشير هذه الدراسة، إضافةً إلى بحث مختبري سابق، إلى أن تحفيز مستقبلات FGF21 قد يثبط شهية الأشخاص ليس فقط للحلويات، ولكن أيضاً للكحول. قال أرورا إن ذلك قد يساعد في فقدان الوزن إذا استمرت مثل هذه التأثيرات.

لم تظهر أي آثار جانبية كبيرة في هذه الدراسة. أصيب بعض الأشخاص الذين تناولوا الأجسام المضادة بالغثيان أو الإسهال أو الإمساك. ولكن تظل سلامة وفعالية الحقن المتكرر بمرور الوقت غير معروفة.

قالت دونا إنه إذا نجحت هذه الطريقة في الدراسات المستقبلية، فإن التكلفة ستكون مشكلةً في النهاية. عقاقير الأجسام المضادة الموجودة باهظة الثمن، وليس من الواضح كم مرة يجب إعطاء هذا العقار التجريبي.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي