"كورونا" يزيد عزلة أطفال التوحد

2020-11-02

الأنشطة الترفيهية تخرج أطفال التوحد من عزلتهم

لندن ـ  يؤكد الأطباء والمختصون أن فهم أطفال التوحد ومعالجتهم للعالم المحيط بهم يختلف بشكل ملحوظ عن الأطفال الطبيعيين. ويشيرون إلى أن هذا الاختلاف يظهر في إخفاق الأطفال المصابين بالتوحد في تنمية مهارات لغوية وتعبيرية واستيعابية طبيعية وفي العمر المتوقع لنمو هذه المهارات. وتظهر تلك الصعوبات اللغوية والتواصلية لدى أولئك الأطفال قبل أن يتم تشخيصهم بالتوحد.

وتوقع المختصون في علم النفس أن تزيد عزلة أطفال التوحد بسبب مكوثهم بالبيت على خلفية غلق مؤسسات رعاية أطفال التوحد في بعض الدول بسبب الانتشار السريع لفايروس كورونا.

وأكد الأخصائيون النفسيون لدى جمعيات رعاية الأطفال المصابين بالتوحد أن مسؤولية رعايتهم أصبحت على عاتق عائلاتهم بسبب غلق الجمعيات المعنية بهذه الفئة.

ودعوا أولياءهم للتواصل معهم بشكل مستمر وملء أوقات فراغهم من أجل إخراجهم من عزلتهم وتفادي تعكر صحتهم النفسية.

كما دعوا إلى تمتيعهم بأنشطة ترفيهية وإخراجهم في نزهة حتى ولو كانت قصيرة من أجل دعم انخراطهم في المجتمع.

 

الطفل الذي يعاني اضطراب طيف التوحد يعيش في عزلة تامة داخل حدود عالمه الداخلي الشخصي، ويبدو غير مبال على الإطلاق بالآخرين.

ويعيش الطفل الذي يعاني اضطراب طيف التوحد في عزلة تامة داخل حدود عالمه الداخلي الشخصي، ويبدو غير مبال على الإطلاق بالآخرين، كما أنه يميل إلى الابتعاد التام عنهم، وتجنب إقامة علاقات معهم، مما يجعل تواصل هؤلاء الأطفال مع الآخرين وعلاقاتهم الاجتماعية معهم أمرا بالغ الصعوبة أو متعذرا في الكثير من الحالات.

وتنصح بيثاني فيبرت، أخصائية علم النفس في معهد تشايلد مايند، الآباء بأن يكونوا بسيطين ومباشرين في تعاملهم مع الطفل المتوحد.

وقالت فيبرت مخاطبة الأولياء “إذا كنتم ترغبون في إعطاء تعليمات فعالة، فعليكم أن تكونوا محددين للغاية”. على سبيل المثال، يمكنكم استبدال عبارة “هل يمكنك تجهيز طاولة الطعام” بعبارة أخرى مثل “من فضلك ضع الأطباق على الطاول، مؤكدة أن الفكرة هي أن تسمح لطفلك بمعرفة توقعاتك بالضبط في الوقت الحالي، بدلًا من إعطائه تعليمات عامة أو قائمة مربكة بالمهام.

ويشير علماء النفس إلى أن هؤلاء الأطفال يضطربون من أي تغيير يحدث في بيئتهم، ودائما يكررون حركات بدنية أو مقاطع من الكلمات بطريقة آلية متكررة.

ويرى الباحثون أنه من الممكن استخدام الأغاني لإكسابهم مهارات التواصل اللغوي والاجتماعي مع بيئتهم ومن حولهم، حتى يمكن تقليل انسحابهم من المحيط الاجتماعي وعزلتهم داخل قوتهم، وإكسابهم مهارات التواصل اللغوي والاجتماعي.

ويوصي علماء النفس الأولياء بالتركيز على تعليم الأطفال مهارات التواصل الاجتماعية غير اللفظية. ويشيرون إلى أن الأطفال الذي يندرجون تحت طيف اضطرابات التوحد يعانون من صعوبات في “فهم” الإشارات الاجتماعية العابرة كنغمة الصوت ولغة الجسد وتعابير الوجه التي يستخدمها الآخرون.

نتيجة لذلك، يجد أطفال التوحد صعوبات في مواجهة أبسط المواقف الاجتماعية. ومع تقدم الطفل في السن، يزداد وعيه لصعوبة الحياة التي يعيشها نظرا لصعوبة فهم العالم المحيط، ما يزيد من سلوكه السلبي. ويظهر ذلك على الأطفال الذي لم يخضعوا للتأهيل على وجه الخصوص.

وفي المقابل، يمتلك أطفال التوحد إيجابيات تعويضية. فرغم ضعف المهارات اللفظية والسمعية لديهم، إلا أنهم يمتلكون معالجة بصرية ومهارات تفكير قوية. فيكون التحدي حينها لدى الأهل والمعلمين والمعالجين بكيفية ترجمة المدخلات السمعية إلى مدخلات بصرية قدر الإمكان.

ومن الأنشطة التي يمكن القيام بها لتحقيق ذلك اقترح أخصائي السمع والنطق الأردني حازم رضوان آل إسماعيل نفخ فقاعات الصابون للطفل، واستخدام الألعاب المتحركة كالسيارات وألعاب الحيوانات المتحركة كالدببة والقرود، وألعاب المسارات الالتفافية والكرات الكبيرة والصغيرة، والصلصال المعجون وألعاب الحركة، كالدغدغة وملاحقة الطفل، وألعاب الكمبيوتر والألعاب التي تصدر الموسيقى.

ويعرف المختصون في العلاج النفسي التوحّد على أنه اضطراب في التطور النفسي والعصبي، يظهر عادة خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، ويؤثر هذا الاضطراب على التفاعل والتواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى ظهور سلوك نمطيّ متكرر واهتمامات محدودة، وقد تكون أحياناً مرفقة باضطرابات أخرى كالتأخر الذهني اولصرع والحركة المفرطة وضعف في التركيز.

ويؤثر اضطراب طيف التوحد على واحد في المئة من سكان العالم، ويصيب الأطفال الذكور أكثر بأربع مرات من الإناث، وهو مرض لا يسهل إيجاد العلاج المناسب الذي يخفف من أعراضه ويساعد المصابين به، إلا بتضافر جهود المختصين والأهل والمجتمع المحيط.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي