
تحاول الصين إصلاح علاقاتها الدبلوماسية المتوترة مع عدد من بلدان آسيا وأفريقيا عبر تعهدها بتقديم كميات من لقاح فيروس كورونا الذي لم تتوصل إلى ابتكاره بعد، في عملية أشبه ببيع السمك في الماء.
ووعدت الصين الفلبين بالحصول بسرعة على اللقاح، فيما ستمنح دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي على قروض بقيمة مليار دولار لشراء اللقاح.
وسوف تحصل بنغلاديش على أكثر من 100 ألف جرعة مجانية من شركة صينية، وفق تقرير من صحيفة "نيويورك تايمز".
ورغم عدم توصلها بعد إلى اللقاح، تستغل بكين ذلك بهدف إصلاح العلاقات التالفة والتقرب من الأصدقاء في المناطق التي تعتبرها الصين حيوية لمصالحها.
كما تسعى الصين عبر هذه التحركات إلى صد الاتهامات بضرورة تحميل الحزب الشيوعي الحاكم المسؤولية عن تفشي الفيروس في العام الماضي.
وتعمل الصين على تصوير نفسها كبلاد رائدة في العلم، عن طريق إيهام هذه الدول بقدرتها على تطوير اللقاحات وإيصالها إلى المناطق الأكثر فقرا.
ولدى الصين أربعة لقاحات محتملة، دخلت كلها مراحل التجارب البشرية في أكثر من بلد.
وشركات اللقاحات الصينية التي ذهبت إلى الخارج لإجراء تجارب سريرية تواجه اتهامات بتحويلها السكان المحليين في عدد من الدول إلى فئران تجارب.
وقدم القادة الصينيون عروضا مماثلة لبلدان في أفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي والشرق الأوسط وجنوب آسيا، وهي مناطق تسعى بكين إلى توسيع نفوذها فيها.
وتباهت الصين، بأنها اجتازت بنجاح امتحان مكافحة فيروس كورونا الذي ظهر على أراضيها أواخر العام 2019 قبل التفشي في كافة أنحاء العالم، لكن بكين تأخرت كثيرا في إغلاق المناطق المصابة ما ساهم في زيادة تفشي الجائحة.
وتتكثّف التجارب السريرية على لقاحات مضادة للفيروس في الولايات المتحدة وروسيا والصين التي تحاول الوصول إلى اللقاح بعد ستة أشهر من إعلان كوفيد-19 جائحة عالمية.