نوبات الفزع الليلي لطفلك.. متى تصبح زيارة الطبيب النفسي واجبة؟

2020-06-12

شيماء عبد الله

الخوف والرعب لم يصيبا الكبار فقط، بل كان للصغار أخيرا أيضا نصيب من الفزع، الذي أحاط بالجميع منذ بدأت أخبار الوفاة والمرض تقترب رويدا رويدا.

وقد لاحظ الكثير من الآباء تعرض أطفالهم لكوابيس ليلية، وفي حالات أخرى تطور الأمر، لما هو أشد من الكابوس، وهو ما يطلق عليه الاختصاصيون النفسيون نوبات الفزع الليلي، وثمة فوارق عدة بين كوابيس النوم، وبين ما يطلق عليه الفزع الليلي.

فرقت دراسة أعدت في ولاية كولومبيا البريطانية بكندا، وعرضت في الملتقى السنوي لجمعيات طب الأطفال، حول الكوابيس التي يتعرض لها الجميع، وبين ما يطلق عليه الفزع الليلي.

أوضحت الدراسة أن الطفل الذي يرى كابوسا أثناء نومه، يعود بسهولة إلى واقعه من جديد ببعض التهدئة والطمأنينة، لكن ما يحدث عند تعرض الأطفال لحالة الرعب الليلية، هو ما وصفته الدراسة بكونه مرعبا لأقصى حد، حتى أن الطفل لا يتعرف على والديه وهو في حالة الرعب، فيسير مرعوبا وهو مفتوح العينين، لكنه غير واعٍ أبدا، وعند الاستيقاظ في الصباح، ينسى ما تعرض له، وما مر به من أحداث مرعبة.

وبينما تحدث الكوابيس غالبا في الفترات الأولى من النوم، وهو ما يطلق عليه "نوم الريم"، تبدأ حالة الفزع الليلي قبل مرحلة النوم العميق، وربما تتكرر النوبات لأكثر من مرة أثناء الليل.

لماذا تحدث نوبات الفزع؟

مثل أغلب الأمراض النفسية، يكون الأطفال من أصحاب التاريخ العائلي في الفزع الليلي، أكثر عرضة من غيرهم لحدوث هذه النوبات.

وفي بعض الحالات، قد تحدث هذه النوبات نتيجة لأسباب أخرى طارئة، مثل حمى مثلا أو كعرض لمشكلة صحية فسيولوجية، أو بسبب أنواع من العقاقير التي تزيد من تنبيه المخ، أو الإثارة أو حتى الضوضاء المحيطة به أثناء النوم، وربما أحيانا لامتلاء المثانة.

ماذا يجب أن نفعل؟

قدم الموقع الرسمي لمستشفى ملبورن الملكي بأستراليا، وهو من المستشفيات الرائدة في مجال الأبحاث السريرية، مجموعة نصائح للأم لمواجهة نوبات الفزع عند الأطفال، والتغلب عليها لتهدئة الطفل:

1- ابقي هادئة، ولا تحاولي لمس طفلك، إلا إذا كان سيؤذي نفسه، فغالبا ما تؤدي محاولات الاستقرار أو إيقاظ الطفل إلى نتائج سلبية.

2- حافظي على منزلك آمنا في الليل، وتأكدي من إغلاق الأبواب والشبابيك، ونظفي الأرضيات من الأشياء التي قد تكون غير آمنة أثناء سير طفلك إذا هاجمته النوبة.

أما في اليوم التالي للنوبة، حاولي ألا تثيري قلق طفلك أو إخوانه، بشأن ما انتابه أثناء الليل، حتى لا يصبح وقت النوم، وقتا مرعبا بالنسبة إليهم.

3- امنحي طفلك روتينا جيدا للنوم كل ليلة، مثل حمام دافئ بالمساء، أو كوب حليب، إلى جانب قصة بسيطة قبل النوم، ودعاء ديني مناسب، واجعليه دوما مستمتعا في لحظاته الأخيرة قبل الاستغراق في النوم.

4- إذا كان طفلك سيذهب للمبيت عند أحد الأقارب أو الأصدقاء، أو في رحلة مدرسية للتخييم، فاحرصي على تحذير مرافقيه من فزعه الليلي، وامنحيهم دليلا للتعامل معه، دون أن تُشعري طفلك بالحرج، لمروره بمثل هذه اللحظات الصعبة.

متى يجب زيارة الطبيب؟

قد يحتاج طفلك لزيارة طبيب نفسي، إذا كانت نوبات الفزع تؤدي إلى إيذاء نفسه أو غيره من المحيطين به، وإذا تكرر الأمر، بدرجة لافتة للنظر، فتتحول ساعات النوم الليلية لساحة مراقبة واستطلاع.

ويوصي مستشفى ملبورن الملكي، بتجنب الأدوية في علاج نوبات الفزع الليلي، إذ إن منح الطفل روتينا يوميا جيدا للنوم، أفضل طريقة لتجاوز هذه الأزمة.

كما يؤكد المستشفى الملكي، أن رؤيتكِ للطفل وما يتعرض له من توتر عصبي حاد، في هذه اللحظات، لا يعني مطلقا، أن لهذه النوبات أثرا ما على قدراته العقلية، فإذا كان لدى الأبوين شك ما في قدرات طفلهما العقلية، فعليهما مراقبة سلوك وتصرفاته بالنهار وليس أثناء النوم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي