إندونيسيون يتحايلون على قوانين الحظر لقضاء العيد مع عائلاتهم

2020-05-24

جاكرتا - يلجأ آلاف الإندونيسيين إلى المهربين ومزوري الوثائق للالتفاف على القيود المفروضة على السفر، بهدف الوصول إلى بلداتهم والاحتفال بعيد الفطر مع أفراد عائلاتهم، ما يهدد بارتفاع في عدد الإصابات بفيروس كورونا، ولا يوفر هؤلاء سواء من الطلاب أو الموظفين أو العمال أي حيلة متوافرة تمكنهم من أن يجتمعوا مع العائلة في عيد الفطر للاحتفال بانتهاء صوم شهر رمضان. وقال دوني موناردو، رئيس فريق العمل لمكافحة «كوفيد - 19» في إندونيسيا: «إنها لحظة حساسة». وأضاف: «أخشى أن يعود الأشخاص الذين ينتقلون إلى المناطق الأخرى مصابين، وتذهب كل جهودنا سدى»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

كل عام في عيد الفطر، يتدفق الملايين من المسافرين إلى المطارات ومحطات القطارات والموانئ في أنحاء الأرخبيل الذي تبلغ مساحته نحو 5 آلاف كيلومتر مربع. وخوفاً من كارثة تحل على الوضع الصحي العام، فرضت الحكومة الإندونيسية الشهر الماضي، حظراً على السفر الداخلي بحراً وجواً، وأقامت حواجز على الطرق لوقف الحركة بين مختلف مناطق البلاد. ولاحقاً، خفّفت السلطات من هذه الإجراءات بسبب المخاوف من انهيار أكبر اقتصاد في جنوب شرقي آسيا، فاستثنت من حظر السفر الأشخاص الذين أجروا فحوص فيروس كورونا وجاءت نتيجتهم سلبية، إضافة إلى من لديهم عذر يتعلق بالعمل.

لكن كمال وزوجته تمكّنا بالحيلة من الحصول على وثيقة مزورة لابنتهما الطالبة الجامعية التي تتابع دراستها في جاكرتا، مركز تفشي الوباء في البلاد. فقد استحصل الزوجان بمساعدة أصدقاء على رسالة تحمل ختم وكالة حكومية تدّعي أن ابنتهما قد تم توظيفها في مؤسسة لتوزيع إمدادات خاصة بمكافحة وباء «كوفيد - 19» في مسقط رأسها ماكاسار في جزيرة سولاويزي، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال كمال الذي طلب عدم استخدام اسمه الحقيقي: «نحن قلقون للغاية على صحتها إذا بقيت في جاكرتا». وأضاف: «الأهم أننا نفتقدها كثيراً. نريد الاحتفال معاً بعيد الفطر كما في السنوات الماضية».

وتسعى الشرطة الإندونيسية للتعامل مع سيل هائل من الوثائق المزورة التي تباع عبر الإنترنت وعن طريق وسطاء، واعتقلت السلطات في جزيرة بالي الأسبوع الماضي سبعة أشخاص يشتبه في أنهم يبيعون هذه الوثائق. كما اكتظّت الأسواق بحشود يشترون المواد الغذائية والملابس تحضيراً للاحتفال بالعيد.

ومن المتوقع أن تجتذب بعض المساجد حشوداً كبيرة، على الرغم من الدعوات الرسمية لأداء صلاة العيد في المنزل. وأعرب عدد كبير من الإندونيسيين على وسائل التواصل الاجتماعي عن غضبهم حيال الانتهاكات الواسعة لقواعد التباعد الاجتماعي في البلاد. لكن هذا لم يردع كثيرين الذين واصلوا ابتكار وسائل للسفر، من طريق الاختباء تحت الأغطية على متن الشاحنات أو حتى داخل «خلاطة إسمنت». وتقول السلطات إنها اعتقلت مئات السائقين الذين تلقوا أموالاً لتهريب مسافرين. وقال يسري يونس، المتحدث باسم شرطة جاكرتا: «هناك كثير من الوسائل التي يحاول الناس خداعنا بها». وأضاف: «لا نحاول أن نصعب عليهم حياتهم، كل هذا يهدف فقط إلى الحد من انتشار فيروس كورونا».

وسجلت إندونيسيا أكبر عدد من الإصابات بالفيروس في يوم واحد هذا الأسبوع، وبلغ إجمالي عدد الوفيات الناجمة عن «كوفيد - 19» على مستوى البلاد 1326، المعدل الأعلى في آسيا خارج الصين. لكن يُعتقد أن الإصابات والوفيات أعلى بكثير في هذا البلد الذي يتجاوز عدد سكانه 260 مليون نسمة، خصوصاً أن عدد الفحوص في إندونيسيا هو من بين الأدنى في العالم.

وكان سائق حافلة سابق من جاكرتا اسمه مولانا عارف بودي ساتريو، قد أثار ضجة إعلامية ونال شهرة واسعة بعد ادعائه أنه قام برحلة لمسافة 500 كيلومتر إلى مسقط رأسه سولو سيرا، وذلك بعد أن منعت الشرطة سيارته من عبور نقطة تفتيش وأمرته أن يعود أدراجه. إلا أن ساتريو المنهك تلقى توبيخاً رسمياً عند وصوله إلى وجهته، وفرضت عليه السلطات الحجر الصحي. وقال الرجل البالغ من العمر 38 عاماً، إنه لا يتمتع برفاه البقاء في مكانه، في الوقت الذي يهدد فيه الوباء العالمي بدفع ملايين الإندونيسيين إلى حافة الفقر. وأضاف أن «الشركة التي كنت أعمل فيها قامت بتسريح السائقين أمثالي. لذا كان أمامي خياران فقط؛ إما البقاء في جاكرتا من دون مال وإما العودة إلى المنزل».







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي