في القمة الافتراضية للدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز

السعودية تؤكد ضرورة تكثيف الجهود الجماعية لتجاوز جائحة "كورونا"

2020-05-04

 

دعت السعودية، الاثنين 4مايو2020، إلى ضرورة التكاتف وتكثيف الجهود الجماعية للتغلب على فيروس كورونا المستجد، وتأكيد قدرتنا على تجاوز هذه الأزمة، والنهوض بالأوطان، وتحقيق الرخاء للشعوب.

جاء ذلك خلال مشاركتها في القمة الافتراضية للدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز، حيث نوّهت بالتزامها بأهداف ومبادئ الحركة، وتقديم جبهة موحدة ضد التهديد المشترك المتمثل في انتشار الفيروس، عبر تعزيز الاستجابة العالمية لمواجهة تداعياته الصحية والاقتصادية والاجتماعية، والقيام بكل ما يلزم للتغلب على هذه الجائحة التي لا تعرف حدوداً دولية أو تفرق بين معتقد أو دين أو عرق.

وذكر وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، أن بلاده إيماناً بدورها المحوري، فقد واصلت جهودها الوطنية لتعزيز الاستجابة السريعة لمواجهة تداعيات "كوفيد – 19"، والحد من تأثيراته الصحية والاقتصادية والإنسانية، وسارعت باتخاذ جميع التدابير الوقائية والاحترازية لحماية وسلامة مواطنيها والمقيمين على أرضها دون استثناء.

وأضاف، أن السعودية بادرت إلى تعزيز التعاون الدولي، في ضوء رئاستها لمجموعة العشرين لهذا العام، بالدعوة لعقد قمة استثنائية افتراضية لقادة دول مجموعة العشرين، تحت رئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز؛ لدعم الجهود الدولية لمواجهة الأزمة، مبيّناً أن «هذه القمة الناجحة نتج منها اتخاذ عدد من القرارات المهمة لمواجهة الآثار الناجمة على الاقتصاد العالمي، ومنها: التزام دول مجموعة العشرين بضخ خمسة تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي، للعمل على الاستقرار الاقتصادي والمالي، والعمل على تعزيز الاستجابة السريعة لمساعدة الدول المحتاجة ودعم الاستقرار المالي العالمي، حيث تم التوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لتعليق الديون المستحقة على الدول الأشد فقراً، لمساعدتها على مواجهة التداعيات الصحية والاقتصادية للجائحة، ودعم البلدان الناشئة والنامية في مواجهة الصدمات الصحية والاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن انتشار الفيروس، وتعليق مدفوعات خدمة الديّن لفترة زمنية محددة للدول الأكثر فقراً التي تطلب مهلة. وتم الاتفاق على نهج منسق بوثيقة مشتركة للشروط والأحكام تحوي الملامح الرئيسية لمبادرة تعليق خدمة الديّن والتي وافق عليها نادي باريس.

ونوّه الأمير فيصل بن فرحان، أنه امتداداً لهذه الجهود؛ فقد وجّه خادم الحرمين الشريفين، بتقديم دعم مالي قدره خمسمائة مليون دولار لمساندة الجهود الدولية للتصدي للجائحة، حيث سيسهم هذا التبرع للمنظمات الدولية المختصة في تعزيز التأهب والاستجابة للحالات الطارئة، وتطوير أدوات تشخيصية ولقاحات جديدة، وتلبية الاحتياجات فيما يتعلق بالرصد والتنسيق الدولي، وضمان توفير ما يكفي من المعدات الوقائية للعاملين في القطاع الصحي. كما أعلنت السعودية عن تقديم مبلغ 10 ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية لدعم جهودها والإجراءات التي تتخذها لمكافحة الفيروس.

وأكد وزير الخارجية، أن جهود المملكة لم تقف عند هذا الحد، بل واصلت تقديم المساعدات الصحية لعدد من دول البلدان المتأثرة من هذه الجائحة، حيث قدمت للحكومة الشرعية في اليمن ثمانية وثلاثين مليون دولار للمساعدة في مواجهة الفيروس، والتخفيف من معاناة الشعب اليمني الشقيق»، مشيراً إلى أنه «انطلاقاً من المواقف التاريخية للسعودية في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق، وقّع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مؤخراً اتفاقية مع وكالة الأونروا لتقديم دعم مالي لتأمين الإمدادات والمعدات الطبية اللازمة لأكثر من اثنين مليون مستفيد فلسطيني في قطاع غزة.

وأفاد بأن السعودية تؤكد على ضرورة تكثيف الجهود المتعددة الأطراف في التعامل مع الأوبئة والأمراض - إذا ما أردنا أن نتجاز هذه الأزمة أكثر قوة مما قبل - وهذا يتطلب تبادل المعلومات الدقيقة والشفافة في الوقت المناسب، وتوفير الاحتياجات والمواد اللازمة للبحث العلمي، وتطوير الأدوية واللقاحات لتلبية الحاجات المتزايدة للإمدادات الطبية، فضلاً عن ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتكثيف الجهود العالمية لمكافحة الأوبئة الصحية وضمان معالجة آثارها السلبية على الصعيد الاجتماعي والإنساني والاقتصادي.

وتابع الأمير فيصل بن فرحان، بالقول "نحن نقف اليوم في مواجهة معركة واحدة وأمام عدو واحد، وقد أصبحنا أكثر إدراكاً بمحدودية الجهود الفردية لاحتواء جائحة بهذا الحجم"، مضيفاً "إننا بعون الله، ثم بتكاتفنا وتعاضدنا، قادرون على تجاوز هذه الأزمة والرجوع أقوى مما قبل، والنهوض بأوطاننا وتحقيق الرخاء لشعوبنا".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي