ماذا نقول للأطفال عن «كورونا»؟

مصدر: Coronavirus Q&As: Answers to 7 questions your kids may have about the pandemic
2020-03-31

كاتب: Nicole Racine & Sheri Madigan

عبدالرحمن النجار

عندما يزداد القلق – وهو ما يطغى الآن بسبب جائحة فيروس «كورونا» – يصبح الأطفال على دراية به ويحاولون تحديد مصدره، ومن المهم الاعتراف بكل همومهم والانفتاح على مناقشتها. وأفضل طريقة لذلك هي مساعدتهم على فهم عواقب الأزمة وتنظيم أفكارهم ومشاعرهم.

في سبعة أسئلة وإجاباتها يتناول المقال المشترك الذي نشره موقع «ذا كونفرزيشن» طريقة التعامل مع الأطفال في هذا الوقت. كتب المقال نيكول راسين وشيري ميديجان، وهما باحثتان في جامعة كالجاري الكندية.

كخطوة أولى – كما تقترح الكاتبتان – اسأل طفلك عما يعرفه عن مرض «كوفيد-19» أو ما سمعه عنه. إذا لم يبد قلقًا للغاية، فلن تحتاج إلى إجراء محادثة متعمقة حول هذا الموضوع. يمكنك ببساطة التأكيد على أهمية غسل اليدين، وأن يخبرك عندما يشعرون بتوعك.

ومع ذلك إذا كان طفلك يشعر بالقلق من الفيروس، فيمكنك تصحيح أي معلومات مضللة وتزويده بالدعم العاطفي. وفيما يلي بعض الأسئلة الشائعة التي قد يطرحها الآباء حول كيفية التحدث إلى أطفالهم عن الجائحة.

1- هل سيؤدي التحدث عن الفيروس إلى زيادة قلق طفلي؟

لا؛ فغالبًا ما يقلق الآباء من أن التحدث إلى الأطفال حول القضايا الاجتماعية المخيفة قد يزيد من قلقهم. ومع ذلك فإنه غالبًا ما يفعل العكس.

بصفتنا علماء نفس أطفال – تضيف الكاتبتان – غالبًا ما نستخدم عبارة «تحدث عن مكمن الخوف لترويضه»؛ مما يعني أنه بمجرد تحديد المخاوف ومناقشتها ووضع خطة تعامل ملموسة، تميل المخاوف إلى الانحسار. إن المعرفة أداة قوية وتعطي الأطفال بعض القدرة على التنبؤ بما ينتظرنا، وهو ما يمكن أن يكون مفيدًا للغاية في ترويض القلق.

2- ما العمر المناسب للتحدث مع أطفالي عن «كوفيد-19»؟

فكر أولًا إلى أي مدى يمكن لطفلي استيعاب حقائق مرض «كوفيد-19»؟ يجب أن تكون المعلومات التي تقدمها مصممة وفقًا للاحتياجات الفردية لطفلك.

القاعدة العامة هي أن قدرة الأطفال على فهم المعلومات عن المرض ستكون منخفضة لدى الأطفال الصغار جدًا (أي أقل من ثلاث سنوات)، وستصبح أكثر تعقيدًا مع التقدم في السن.

في سن المدرسة – توضح الكاتبتان – من المرجح أن يكون لدى الأطفال قدرة أكبر على فهم ما يحدث. ومع ذلك سيعاني الأطفال الأصغر سنًا من آثار الأحداث المتوترة في بيئتهم.

بالنسبة للأطفال من سن الثالثة إلى السادسة، يمكنك أن تقول: «هناك جرثومة تنتشر، مما يجعل الناس يمرضون. نحن نعلم أن أفضل طريقة للحماية منها هي غسل أيدينا كثيرًا، ويقول الأطباء إننا يجب أن نغني بعض الأغاني أثناء قيامنا بذلك»!

أما بالنسبة للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن ستة أعوام، يمكنك إجراء مناقشة أكثر تعمقًا حول سبب أهمية غسل أيدينا وتجنب لمس وجهنا، بحسل ما يقترح المقال. ويمكنك توضيح أن الفيروس يعيش على الأسطح التي نلمسها، وإذا لمسنا ذلك السطح بأيدينا، ثم وضعناها في فمنا أو أنفنا، فهذه هي الطريقة التي يدخل بها الفيروس إلى الجسم ويجعلنا مرضى، ويحتمل أن يصيب الآخرين من حولنا بالمرض (مثل الجدة والجد، الذين لا يستطيعون محاربة الفيروس مثل الآخرين).

يمكن لهذه المعلومات أن تساعد الأطفال على فهم أهمية التدابير الوقائية مثل غسل اليدين، وكذلك تجنب لمس وجوههم أو وضع أيديهم في فمهم.

3- هل يجب أن أخبرهم ما هي الأعراض؟

نعم، خاصة للأطفال الذين يبلغون من العمر ما يكفي للفهم، بحسب المقال.

يجب أن توضح الأعراض الأكثر شيوعًا للفيروس، التي تشمل الحمى والسعال الجاف والتعب وضيق التنفس وما إلى ذلك، وتشرح للأطفال كيف يختلف ضيق التنفس أثناء ممارسة الرياضة عن ضيق التنفس عند الجلوس أو المشي. اطلب منهم إخبارك عندما يشعرون بأي من هذه الأعراض.

يمكنك أيضًا إخبارهم بأنك ستقيس درجة حرارة الجميع صباحًا أو ليلًا على سبيل الاحتياط. سيشعر الأطفال بالراحة عند معرفة أن الآباء يسيطرون على الأمور.

4- كيف يمكنني تخفيف قلق أطفالي من مرض «كوفيد-19»؟

فيما يلي بعض الإستراتيجيات التي نعرف أنها تعمل بشكل عام حول القلق والقلق لدى الأطفال.

أولًا، يقترح المقال استخدام لغة مناسبة للعمر (على سبيل المثال: إنها جرثومة جديدة لا نعرف الكثير عنها)، بالإضافة إلى لغة تركز على التكيف (نحن نبذل قصارى جهدنا لتجنب الإصابة بالمرض)، بدلًا عن اللغة التي تسبب الفزع.

ثانيًا، تجنب التعبير عن مخاوفك العاطفية أمام أطفالك، وتأكد من مراقبة مستويات التوتر والقلق حولهم.

ثالثًا، حاول تجنب تعريضهم للتقارير التلفزيونية المقدمة حول الفيروس. إذ تظهر الأبحاث أن هذا يمكن أن يرفع أعراض التوتر لديهم.

رابعًا، تحدث عن خطط عائلتك للبقاء بصحة جيدة مثل غسل اليدين، وإلغاء الإجازات، وتجنب الأماكن المزدحمة، والبقاء في المنزل عند الشعور بالإعياء. يمكنك أيضًا أن تطمئنهم على أن عددًا قليلًا جدًا من الأطفال قد مرضوا، وأن أعراضهم كانت خفيفة.

أخيرًا – تضيف الكاتبتان – التزم قدر الإمكان بالأنشطة العادية والروتينية لأشياء مثل الوجبات والقيلولة والحمامات ووقت النوم. هذا يزيد من القدرة على التنبؤ للأطفال. واقضِ بعض الوقت في ممارسة الأنشطة التي تعزز الهدوء في عائلتك، مثل: القراءة، أو مشاهدة الأفلام، أو ممارسة ألعاب الطاولة، أو الخروج للنزهة.

وبالنسبة للأطفال الأصغر سنًا، يمكنك أيضًا استخدام اللعب وسيلةً لمعالجة المشاعر المقلقة. سوف يشعر الأطفال بالراحة من خلال قضاء وقت خاص معك.

5- هل توجد أي نصائح أو حيل للترويج لغسل اليدين؟

قد يكون من الصعب تشجيع الأطفال على غسل أيديهم – تقول الكاتبتان. إن جعل غسل اليدين عادة بعد قضاء الحاجة، أو قبل تناول الطعام، أو العودة من الخارج، وبعد اليوم الدراسي، وبعد السعال، أو العطس، فكرة رائعة. يمكن أن يكون غناء أغنية أثناء غسل اليدين طريقة رائعة للترويج للسلوك. يمكنك أيضًا تشغيل أغنيتهم المفضلة والرقص عليها أثناء غسل اليدين.

6- ماذا أخبرهم إذا جرى إغلاق الحضانة، أو المدرسة، أو كان علينا أن نعزل أنفسنا؟

أخبرهم بمعلومات صادقة وواقعية. يمكنك توضيح أن هذا إجراء وقائي للمساعدة في إبطاء انتشار الجراثيم. ويمكنك أن تقول: «سيبقى الأطفال في المنزل لأننا نعلم أن الجراثيم تنتشر عندما يكون هناك الكثير من الناس. إن البقاء في المنزل يعني أن المزيد من الناس يمكنهم الحفاظ على صحتهم وسيساعدون على إبطاء انتشار الجراثيم».

7- هل من توصيات لأنشطة يجب القيام بها إذا كان علينا أن نعزل أنفسنا؟

قد يكون من المفيد الحفاظ على بعض الروتين حتى لو توقف الأطفال عن ارتياد المدرسة. فهذا يساعد الأطفال على معرفة ما يمكن توقعه. وتؤكد الكاتبتان أنه قد يكون من المفيد إجراء مناقشة مع أطفالك حول الروتينات والتوقعات بشأن الوقت الذي سيقضونه في المنزل.

إن الانخراط في أنشطة مثل القراءة، والواجبات المدرسية، والحرف اليدوية، وألعاب الطاولة، والطهي أو الخبز مع مقدم الرعاية أو الرسم يمكن أن يساعد في مرور الوقت. ومن المهم أيضًا الاستمرار في ممارسة النشاط البدني، الذي يمكن أن يشمل اللعب في الخارج، أو إقامة حفلة رقص داخلية، أو ممارسة تمارين اليوجا.

أخيرًا، من المهم تجنب الزيادات الكبيرة في أوقات تصفح الأجهزة الذكية؛ لأن هذا يمكن أن يتعارض مع صحة الأطفال ونومهم. وعلى الرغم من أن العزلة الذاتية يمكن أن تكون مرهقة للوالدين، إلا أن طمأنة الأطفال (وأنفسنا) بأن هذه المرة ستمر من الممكن أن تكون مفيدة للحفاظ على صحة الجميع وسعادتهم.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي