كوريا الشمالية تتصدر الأزمات الأجنبية التي تواجه إدارة ترامب في عام 2020

2019-12-27

سيواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عالماً متقلباً في عام 2020، وهو يحاول الفوز برئاسة ثانية، فمن تهديدات كوريا الشمالية المتجددة بالتصعيد النووي إلى رغبة ترامب الدائمة بالانسحاب من سوريا وأفغانستان، ستختبر النقاط العالمية الساخنة ترامب بطرق لا تعد ولا تحصى في العام المقبل.

ومن النادر أن تشكل السياسة الخارجية للولايات المتحدة أي محور للحملات الانتخابية الرئاسية، حيث يهتم الناخبون بقضايا أقرب إلى بلادهم، ولكن الأزمات الكبرى في قضايا السياسة الخارجية، عادة ما تخترق قائمة الاهتمامات للناخبين.

الاختبار الأول الذي سيواجه ترامب مع العام الجديد، وفقا للعديد من المحللين، هو كوريا الشمالية، حيث هددت بيونغ يانغ بتسليم “هدية عيد الميلاد” للولايات المتحدة، وحذرت من أنها ستسلك “طريقاً جديداً” إذا لم تخفف الولايات المتحدة من موقفها التفاوضي بحلول نهاية العام.

ويتوقع المسؤولون الأمريكيون أن تكون “الهدية” المشؤومة بمثابة اختبار صاروخي بعيد المدى.

وقد التزمت كوريا الشمالية بفرض حظر اختياري على تجارب الصواريخ بعيدة المدى والرؤوس النووية منذ بدء المحادثات مع الولايات المتحدة في العام الماضي، وقد وصف ترامب عملية الوقف كإشارة إلى أن جهوده الدبلوماسية ناجحة.

وقلل ترامب من تهديدات كوريا الشمالية الأخيرة، قائلاً إن كيم جونغ أون “يعرف أن لديّ انتخابات قادمة”.

ووسط تجدد محادثات السلام مع حركة طالبان، كان من المتوقع أن يعلن ترامب خلال الأسبوعين الماضيين تخفيض عدد القوات في أفغانستان إلى حوالي 8600 جندي أمريكي، وفي الوقت نفسه، لا يزال هناك حوالي 600 جندي أمريكي في سوريا بعد أن تسبب ترامب في عاصفة قوية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عندما أمر جميع القوات الأمريكية بالانسحاب.

وأوضح ترامب أنه يريد سحب جميع القوات الأمريكية من البلدين بحلول انتخابات 2020، للوفاء بتعهده في الحملة الانتخابية بإنهاء “الحروب التي لا تتوقف إلى الأبد”، ولكن الانسحاب، كما أوضح الخبراء، يمكن أن يجلب لترامب المزيد من الأزمات في الداخل والخارج.

وفي تقديرات ملفتة للنظر، توقع محللون أمريكيون أن يواجه ترامب مشكلة مع تركيا بسبب التحريض المستمر من أعضاء الكونغرس، إذ قدم رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، جيم ريش، مشروع قانون للعقوبات ضد حليف الناتو، وقال إنه سيعمل على طرحه بعد الانتهاء من محاكمة عزل ترامب.

وهددت أنقرة بالانتقام إذا وافق الكونغرس على فرض عقوبات، بما في ذلك طرد القوات الأمريكية من قاعدة إنجرليك الجوية، التي كانت منصة انطلاق رئيسية في الحرب ضد تنظيم “الدولة” ويقال إنها موطن لحوالي 50 من الرؤوس النووية الأمريكية.

وقد ظهرت الولايات المتحدة على شفا الحرب مع إيران عدة مرات في عام 2019، وليس هناك علامات على أن 2020 سيكون أقل توتراً.

وبينما يحافظ ترامب على ما يسمى بحملته القصوى للضغط على إيران كما يتجه الاتفاق النووي إلى انهيار كامل، فإن خطر المواجهة العسكرية بين إيران والولايات المتحدة لا يزال قائماً.

وأكد المحللون أن حركات الاحتجاج العالمية من هونغ كونغ إلى العراق، والتي انتشرت في جميع أنحاء العالم في عام 2019، ستتصاعد في عام 2020، مما يشكل جملة من التحديات في السياسة الخارجية لإدارة ترامب.

ومن الملاحظ أن الخبراء قد تجاهلوا بشكل تام خطة السلام المزعومة للشرق الأوسط، أو “صفقة القرن” على حد تعبير ترامب، ولم يتحدثوا عنها بطريقة قد توحي بأن الصفقة تمثل أي اختبار لترامب، أو أن نجاحها أو فشلها يمثل تحديات للسياسة الخارجية الأمريكية في عام 2020.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي