بهذه الطرق تستطيع حل النزاعات بأساليب أكثر إبداعا

خدمة الأمة برس
2019-08-13

 ماذا يخطر على بالك عندما تفكر في الصراع؟ هل هو شيء تستطيع تجنبه؟ هل هو شيء تخشاه؟ هل تربطه بأن أحدهم يتعرض للإيذاء؟  أو ترى أن هناك صلة بينه وبين المشاجرات العنيفة؟

 
الأمر الذي لا يمكن الاختلاف بشأنه أبداً هو أن الصراع أمر لا مفر منه في الحياة. لا يجب أن تسأل نفسك هل سأواجه صراعات؟ عوضًا عن ذلك عليك أن تتساءل كيف ستتعامل مع الصراعات التي تواجهها؟
 
ما هو الصراع؟
بصفة عامة، فإن هناك طريقتين للتعامل مع الصراعات، أن تتعامل معه بمفردك أو مع الآخرين. الطريقة المتعارف عليها في التعامل مع النزاعات هي التواصل مع الآخرين والتعاون معهم لإنهاء الصراع. ومن بين الاستراتيجيات المتبعة لمعالجة الصراع ما يلي:
 
الفصل بين الشخص والمشكلة.
 
بدء العبارات بكلمة "أنا" عوضًا عن "أنت".
 
أن تستمع إلى الآخرين بعناية.
 
التوصل إلى خيارات تعود بالنفع على الجميع. 
 
كيف تتدخل بنفوذك لإنهاء الصراعات في بيئة العمل؟
 
ما هي أسباب الصراع؟
يوجد أسباب كثيرة تؤدي إلى حدوث الصراعات، لاسيما في محل العمل، والتي من بينها عدم القدرة على السيطرة على الذات، وعدم تناسق القوة والشعور بالقلق وانعدام الأمان، عجزنا عن التواصل مع الآخرين.
 
وفيما يلي نستعرض مجموعة من الطرق التي تساعدنا على التعامل مع الصراعات وإنهائها بطرق أكثر إبداعاً:
 
ترويضه وتسميته
العواطف السلبية هي الوقود الذي يشعل الصراع. يتحدث الناس في الكثير من الأحيان عن فقدانهم لأعصابهم أو عجزهم عن سيطرتهم على مشاعرهم. هذه العبارات تؤكد التأثير القوي للعواطف والمشاعر على الصراعات.
 
ومن أبسط الطرق وأكثرها فعالية في التعامل مع العواطف هو تسميتها. أظهرت الأبحاث أن تسمية المشاعر المختلفة يقلل من شدتها، لأنك بذلك ستتمكن من استعادة الهدوء والتفكير مُجدداً في المشكلة، واتخاذ قرارات أفضل.
 
هناك بعض الأسئلة التي عليك طرحها على نفسك من أجل ترويض مشاعرك والسيطرة عليها، مثل ما الذي أواجهه بالضبط؟ ما هي المشاعر التي تدفعني إلى القيام بذلك؟ هل هناك مشاعر أخرى تسيطر عليّ؟ 
 
اروِ قصة أفضل
 
في أحيان عديدة يطول أمد الصراع بسبب القصص التي نرويها لأنفسنا وللآخرين، والتي غالباً ما تكون مُحملة بالأمور السلبية. لذلك عليك أن تتوقف للحظات وأن تفكر في الصراع من جانب آخر. اسأل نفسك: الصراع له بداية ومنتصف ونهاية؟ كيف بدأ؟ ومن بدأه؟. ثم انتقل إلى المرحلة المُقبلة، وحاول تحديد الشخصيات الرئيسية في الصراع، من هم الأبطال والأشرار والضحايا والمنقذون؟. ما هي المواضيع الرئيسية، العدالة أم السلطة أم الاحترام أم الخيانة؟
تذكر أنه عندما نتورط في صراع ما فإننا نتحول بشكل تلقائي إلى رواة ونبدأ في سرد الحكايات ونؤلف القصص، لذلك فإننا عندما نتمكن من سرد قصة أفضل، فإننا سوف نساعد أنفسنا على تقبل اراء الآخرين، ورؤية أمور كانت غائبة عنّا، ما يساعدنا على التسامح وتقبل الآخر. 
 
 
تغيير السلوكيات
من بين سمات الصراع الأخرى المثيرة للاهتمام هي أنها يمكن التنبؤ بها. فعندما يقوم الشخص (أ) بشيء ما، فإنه من الطبيعي أن يصدر رد فعل عن الشخص (ب)، ومن هنا تبدأ الأزمة. في بعض الأحيان يكون الصراع قوياً جداً لدرجة أن الطرفين المتنازعين يكونان غير قادرين على التنبؤ بتصرفات الآخر، فيبدو الأمر وكأنهما يتبعان سيناريو مكتوبا سلفاً.
 
في هذه الحالات، فإنه من الأفضل أن نركز على سلوكيات الآخرين، وتنصح العالمة والخبيرة ميشيل وينر ديفيس بأن يعمل المديرون والقادة في هذه الحالة على إحداث تغيير ما في سلوكيات الموظفين المتنازعين، على سبيل المثال اقناعهم بإجراء محادثة هادئة عوضاً عن التشاجر معاً، وأن يظُهر كل منهما التعاطف عوضاً عن تبادل الاتهامات. وأن يظهران الامتنان بدلاً الشكوى والتذكر. وعوضاً عن أن انتقاد كل منهم للآخر سيكون من الأفضل أن يكونا فضوليين، ويحاولان معرفة بعضهما البعض.
 
وضرب الرئيس الأمريكي السابق إبراهام لينكولن خير مثال لهذه الطريقة، عندما سألته إحدى السيدات في البيت الأبيض عن جرأته الشديدة في التعامل مع السود والجنوبيين، الذين اعتبرهم الأمريكيون في ذلك الوقت أعداءهم، فرد عليها قائلاً: "سيدي أنا أدمر أعدائي عندما أحولهم إلى أصدقاء".
 
لذا المرة المُقبلة التي تجد نفسك فيها في خضم صراع وتحتاج إلى إدارة ذاتية، فكر في اتباع النصائح الثلاثة السالف ذكرها، وبعدها ستلاحظ كيف تمكنت من السيطرة على الأمور، وبأنك كنت أكثر عقلانية وحكمة في التعامل مع الخلافات.
 






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي