
تل أبيب- شدد وزير الخارجية الإسرائيلي الأربعاء 2 يوليو 2025، على أهمية "عدم تفويت فرصة" لتأمين الإفراج عن الرهائن في غزة، وذلك غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب على "الشروط اللازمة" لهدنة تمتد 60 يوما في القطاع.
وأسفرت الحرب عن دمار واسع في القطاع المحاصر، وأوضاع إنسانية كارثية يعيشها سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، مع مواصلة إسرائيل ضرباتها التي أدت الى مقتل 14 فلسطينيا على الأقل، بحسب ما أعلن الدفاع المدني.
ويأتي ذلك غداة تأكيد الجيش الإسرائيلي "توسيع نطاق" عملياته في غزة في إطار الحرب التي اندلعت قبل نحو 21 شهرا، عقب هجوم حركة المقاومة الإسلامية(حماس) على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ودعا ترامب حماس الثلاثاء الى قبول هدنة لمدة 60 يوما في غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل وافقت على انجاز التفاصيل المتعلقة باتفاق على هذا النحو.
ودون الإشارة المباشرة لتصريحات ترامب، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الأربعاء إن "الغالبية العظمى من الشعب والحكومة تؤيد اتفاقا يفضي إلى تحرير الرهائن".
أضاف "يتعين عدم تفويت فرصة كهذه إن توفرت".
ومن بين 251 رهينة خطفوا في هجوم العام 2023، لا يزال 49 محتجزين في غزة، من بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.
ميدانيا، أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل وكالة فرانس برس بأن الجهاز أحصى "14 شهيدا بينهم عدد من الأطفال وعشرات المصابين في غارات نفذها الاحتلال منذ فجر اليوم".
وأوضح أن من بينهم خمسة أشخاص قتلوا جراء غارة استهدفت "خيمة للنازحين لعائلة أبو طعيمة" في مخيم البركة في المواصي بخان يونس في جنوب القطاع.
ورغم إعلانها منطقة آمنة في كانون الأول/ديسمبر 2023، لا تزال المواصي تتعرض للقصف الإسرائيلي المتكرر.
وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس مسعفين يعالجون أطفالا ملطخين بالدماء بالقرب من مستشفى ناصر في خان يونس.
وبدت ملامح الذعر على عدد من الأطفال، بينما افترش بعضهم أسرّة المستشفى بملابسهم المضرجة بالدماء.
- "إنهاء الحرب" -
وفي شمال القطاع، أفاد بصل بأن غارة طالت منزلا يعود لعائلة زينو في حي التفاح بمدينة غزة، ما أسفر عن "استشهاد أربعة مواطنين هم أحمد عيد زينو وزوجته أيات مندو وطفلاه، زهرة وعبيدة".
وأضاف "ارتقى خمسة شهداء من بينهم طفلان وسيدة وعدد من الإصابات إثر غارة نفذتها طائرة مسيرة إسرائيلية صباح اليوم استهدفت منزلا قرب مسجد البخاري في منطقة البركة جنوب دير البلح".
ونظرا للقيود التي تفرضها إسرائيل على التغطية الإعلامية في غزة، يتعذّر على وكالة فرانس برس التحقق بشكل مستقل من الأعداد والتفاصيل الواردة عن المسعفين والسلطات المحلية.
وردا على استفسار من فرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي إنه لا يحوز معلومات كافية للتعليق على التقارير، إلا أنه شدد على أنه "يعمل على تفكيك القدرات العسكرية لحماس" بما يتماشى مع "القانون الدولي، ويتخذ التدابير الاحترازية الممكنة لتقليل الأضرار المدنية".
وكان الجيش أعلن الثلاثاء أن قواته وسعت نطاق عملياتها في مختلف أنحاء القطاع، وأنه "قضى على عشرات المسلّحين، وفكّك مئات من مواقع البنية التحتية الإرهابية فوق الأرض وتحتها".
وبعد شهور من تعثر جهود الوساطة في غزة، قال ترامب الثلاثاء إن إسرائيل تدعم الجهود الجديدة التي تأتي عقب وقف لإطلاق النار بين الدولة العبرية وإيران بعد حرب استمرت 12 يوما.
وأوضح عبر منصته تروث سوشال إن إسرائيل "وافقت على الشروط اللازمة لإبرام" هدنة مع حماس لمدة 60 يوما تمهيدا لإنهاء الحرب، مناشدا الحركة الموافقة على هذا "المقترح النهائي" الذي تعمل عليه القاهرة والدوحة.
وأضاف أنّ "القطريّين والمصريين الذين عملوا بلا كلل للمساهمة في السلام، سيقدّمون هذا المقترح النهائي".
وتابع "آمل، من أجل الشرق الأوسط، أن تقبل حماس بهذا الاتفاق، لأنّه لن يتحسّن، بل سيزداد سوءا فحسب".
ويستعد نتانياهو لزيارة واشنطن للقاء ترامب ومسؤولين الأسبوع المقبل، عقب تأكيده أن الحرب مع إيران وفّرت "فرصا" لتأمين الافراج عن الرهائن.
اندلعت حرب غزة بعد هجوم مباغت شنته حماس في السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1219 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
وردّت إسرائيل بإحكام حصار قطاع غزة وشن حرب مدمّرة قتل فيها 56647 شخصا غالبيتهم مدنيون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.