
كييف - بدأ قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبولندا السبت 10مايو2025، زيارة إلى أوكرانيا لعقد محادثات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي متعهدين بتكثيف الضغط على روسيا حتى توافق على وقف لإطلاق النار، غداة عرض عسكري ضخم في موسكو في ذكرى النصر على النازية.
وقال قادة الدول الأربعة إنهم "مستعدون لدعم محادثات سلام في أقرب وقت" سعيا لوقف الحرب التي اندلعت مع الغزو الروسي في مطلع العام 2022.
ولم يبد الكرملين أي مؤشرات على نيته وقف الحرب، رغم مساع حثيثة يبذلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار. وسبق لموسكو التأكيد أن أي هدنة لن تكون ممكنة ما لم توقف دول الغرب إمدادات الأسلحة إلى كييف.
ورفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هدنة من 30 يوما اقترحتها واشنطن وكييف، وأعلن في المقابل عن هدنتين وجيزتين في المعارك اتهمت خلالهما أوكرانيا موسكو بخرقهما.
وأثناء توجهه إلى كييف قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه في حال التوصل لهدنة مدتها 30 يوما، يمكن أن تعقد "محادثات مباشرة بين أوكرانيا وروسيا".
ولمّحت كل من موسكو وكييف إلى انفتاحهما على إجراء مفاوضات لكن زيلينسكي يقول إن ذلك لن يكون ممكنا إلا في حال وقف لإطلاق النار.
واحتلت روسيا حوالي خُمس الأراضي الأوكرانية منذ شباط/فبراير 2022، وكثفت الهجمات العنيفة منذ الربيع.
وحذرت السفارة الأميركية في كييف الجمعة من أن "هجوما جويا كبيرا" قد يحصل في غضون الأيام القادمة.
- حقن الدماء -
ووصل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على متن القطار ذاته الذي أقلهم من بولندا المجاورة، وانضم إليهم في وقت لاحق رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك.
وهذه أول زيارة مشتركة لقادة الدول الأربع إلى أوكرانيا.
وعانق القادة الأربع زيلينسكي وشاركوا معه في مراسم وضع مصابيح أمام نصب في وسط كييف يخلد ذكرى الجنود الذين سقطوا في المعارك.
وبالنسبة لميرتس الذي تولى منصبه هذا الأسبوع فقط، فهذه الزيارة الأولى له إلى أوكرانيا كمستشار. أما ماكرون فلم يزر كييف منذ حزيران/يونيو 2022.
وقال قادة الدول الأربع في بيان إن "إراقة الماء يجب أن تتوقف. على روسيا وقف غزوها غير القانوني".
وأضافوا "ندعو مع الولايات المتحدة، روسيا إلى الموافقة على وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط لمدة 30 يوما لإفساح المجال أمام سلام عادل ودائم".
وحذروا "سنواصل تعزيز دعمنا لأوكرانيا. وإلى أن توافق روسيا على وقف إطلاق نار دائم، سنشدد الضغوط على آلة الحرب الروسية".
وحذّر ميرتس روسيا من أنها ستواجه عقوبات أكثر تشددا إذا رفضت هذا المقترح. وقال لصحيفة "بيلد" في مقابلة نشرت السبت أنه في حال رفض بوتين الطرح "فسيكون هناك تشديد هائل للعقوبات وستتواصل المساعدات الكبيرة المقدّمة لأوكرانيا، السياسية طبعا، ولكن أيضا المالية والعسكرية".
من جهتها، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الى وقف النار من دون شروط مسبقة. وقالت على إكس "ندعم مقترح وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط لـ30 يوما. يتعين تطبيقه من دون شروط مسبقة تمهيدا للطريق أمام مفاوضات سلام جادة".
ومن المقرر أن يعقد الزعماء في وقت لاحق اجتماعا افتراضيا لإطلاع القادة الأوروبيين الآخرين على الخطوات لإنشاء قوة أوروبية يمكنها توفير الأمن لأوكرانيا بعد الحرب.
وجاء في بيان القادة أن مثل هذه القوة "ستساعد في تجديد القوات المسلحة الأوكرانية بعد أي اتفاق سلام وتعزيز الثقة في أي سلام مستقبلي".
في المقابل، سبق لروسيا تأكيد رفضها أي وجود عسكري غربي في أوكرانيا بعد وقف المعارك، وحذرت من أن ذلك قد يشعل حربا بينها وبين حلف شمال الأطلسي (ناتو).
- هدنة "مفيدة لأوكرانيا" -
ويأتي استعراض الوحدة الأوروبية هذا غداة استخدام بوتين لهجة تحد خلال عرض عسكري في موسكو بمناسبة احتفالات الذكرى الثمانين للنصر على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وفي مقابلة مع قناة "إيه بي سي" الأميركية السبت، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن إمدادات الأسلحة من حلفاء أوكرانيا يجب أن تتوقف قبل أن توافق روسيا على وقف لإطلاق النار.
وأضاف بيسكوف أن أي هدنة ستكون "مفيدة لأوكرانيا" في وقت "تتقدم القوات الروسية... بثقة كبيرة" على الجبهة، مضيفا أن أوكرانيا "ليست مستعدة لمفاوضات فورية".
وترى الدول الأوروبية وأوكرانيا أنه يتعين ممارسة مزيد من الضغط على روسيا للاستجابة لوقف إطلاق النار.
بعد لقائه توسك في فرنسا الجمعة دعا ماكرون للإسراع في وضع خطة أميركية أوروبية لهدنة مدتها 30 يوما، تكون مدعومة بـ"عقوبات اقتصادية هائلة" بحال انتهكها أحد الطرفين.
وصرح الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب في اجتماع عُقد في النروج الجمعة لمناقشة الوضع في أوكرانيا، بأن "الولايات المتحدة لديها حزمتا عقوبات مطروحتان" وأن الدول تناقش اتخاذ إجراءات في "قطاعي البنوك والطاقة".