
بروكسل - شددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في ستراسبورغ الثلاثاء 11مارس2025، على وجوب زيادة الاتحاد الأوروبي إنفاقه العسكري بشكل كبير، منبهة من أن "زمن الأوهام ولّى".
وقالت فون دير لايين أمام البرلمان الأوروبي "نحن بحاجة إلى زيادة سريعة للغاية في القدرات الدفاعية الأوروبية. ونحن بحاجة إليها الآن".
وأكدت في معرض تقديمها نتائج القمة الأوروبية الأخيرة للدول الـ 27 المخصصة للدفاع عن القارة، "حان الوقت لإنشاء دفاع مشترك".
في هذا الخصوص، رحبت فون دير لايين بإجماع دول الاتحاد الأوروبي على ضرورة تعزيز القدرات الدفاعية للتكتل.
ولفتت إلى أن "ذلك لم يكن واردا على الإطلاق قبل بضعة أسابيع فقط".
وكان لتبدل الموقف الأميركي حيال الالتزام في أوروبا وتجاه أوكرانيا بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وقع الصدمة.
وقالت رئيسة المفوضية إن "النظام الأمني الأوروبي اهتز وسقط العديد من أوهامنا".
ورأت في هذا السياق أن على أوروبا "تحمل المزيد من المسؤولية في تأمين دفاعها".
وقدمت المفوضية الأوروبية خطة "لإعادة تسليح أوروبا" يفترض أن تسمح بحشد نحو 800 مليار على مدى أربع سنوات من ضمنها نحو 150 مليار يورو في شكل قروض يتم توفيرها للدول السبع والعشرين.
وشددت فون دير لايين على أن "هذه القروض يجب أن تمول المشتريات من المنتجين الأوروبيين للمساهمة في تحفيز صناعتنا الدفاعية" ويبدو أنها تردد مطلب بعض الدول الأعضاء منها فرنسا منذ زمن، "لشراء المنتجات الأوروبية".
ولم تعط أي إشارة حول ما إذا كان هذا سيشمل شركات من دول غير اعضاء في الاتحاد الأوروبي مثل المملكة المتحدة أو النروج أو سويسرا أو تركيا.
- نحو اقتراض كبير -
كما شددت على ضرورة تجميع طلبات الأسلحة بين الدول الأعضاء للاقتصاد وتعزيز قابلية التشغيل بين هذه الأسلحة.
وقال زعيم الحزب الديموقراطي المسيحي في البرلمان الأوروبي، النائب الأوروبي الألماني مانفريد فيبر خلال النقاش "سنوفر الكثير من أموال دافعي الضرائب اذا عملنا معا بطريقة منسقة: لدينا 17 نموذجا من الدبابات في الاتحاد الأوروبي، وفي الولايات المتحدة يوجد نموذج واحد".
وقالت فون دير لايين "على العقود أن تكون على عدة سنوات لمنح الصناعة القدرة على التنبؤ التي تحتاجها".
وأعطى قادة دول الاتحاد الضوء الأخضر للخطة، ومن المقرر أن تقدم المفوضية الآن مقترحات ملموسة قبل انعقاد قمة أوروبية الأسبوع المقبل.
في هذه المناسبة، وعد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا بأن القادة الأوروبيين "سيواصلون العمل على بناء ردعنا لتعزيز أمن قارتنا".
وفي المناقشة التي تلت ذلك، دعا نواب إلى اتخاذ إجراءات مالية من خلال إطلاق قرض أوروبي، وفق آلية تم تفعيلها سابقا خلال جائحة كوفيد، كما أشارت النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي فاليري هاير، زعيمة كتلة "رينيو" (تجديد) الوسطية في ستراسبورغ.
لكن رئيسة المفوضية الأوروبية أظهرت تحفظا حتى الآن حيال مثل هذه المبادرة.