
واشنطن - كشف استطلاع "غالوب" السنوي للشؤون العالمية، أنّ الأمريكيين يصنفون كندا واليابان وبريطانيا والدنمارك على أنها أكثر الدول إيجابية من بين 22 دولة شملها الاستطلاع، حيث ينظر إليها أكثر من 80% من البالغين الأمريكيين بشكل إيجابي. في المقابل، تعدّ إيران وكوريا الشمالية وأفغانستان الأقل شعبية، إذ لا تتجاوز نسبة التأييد لها 15%.
وأشار الاستطلاع الى انه بشكل عام، تتشابه تقييمات الجمهوريين والديمقراطيين لأكثر الدول شعبية وأقلها، لكنهم يختلفون اختلافًا كبيرًا في آرائهم تجاه إسرائيل، حيث ينظر إليها 83% من الجمهوريين بشكل إيجابي، مقارنة بـ33% فقط من الديمقراطيين و48% من المستقلين، ما يجعل نسبة التأييد الإجمالية لإسرائيل بين الأمريكيين 54%.
كما تظهر فجوات حزبية مماثلة في المواقف تجاه المكسيك وأوكرانيا، حيث يقيّمها الديمقراطيون بإيجابية تزيد عن الجمهوريين بفارق 30 نقطة مئوية أو أكثر. كما تختلف وجهات النظر تجاه الأراضي الفلسطينية وكوبا وكولومبيا بفجوات تتجاوز 20 نقطة، حيث يميل الديمقراطيون إلى تقييم هذه الدول بشكل أكثر إيجابية من الجمهوريين.
تستند هذه النتائج إلى استطلاع غالوب السنوي للشؤون العالمية، الذي أجري في الفترة من 3 إلى 16 فبراير/ شباط. هذا العام، أضاف غالوب الدنمارك وبنما إلى القائمة، نظرًا لأنهما كانتا في دائرة الاهتمام الإعلامي بعد اقتراح الرئيس السابق دونالد ترامب شراء جرينلاند (إقليم دنماركي) واستعادة السيطرة على قناة بنما. أظهر الاستطلاع أن 68% من الأمريكيين لديهم رأي إيجابي عن بنما، ما يضعها في مستوى مماثل للمكسيك والهند وأوكرانيا.
التغيرات في المواقف تجاه إسرائيل
سجّلت الفجوة بين الجمهوريين والديمقراطيين في تأييد إسرائيل 50 نقطة مئوية، وهو رقم قياسي مقارنة بالفرق البالغ 30 نقطة في العام الماضي. يرجع ذلك أساسًا إلى انخفاض قدره 14 نقطة في تقييم الديمقراطيين. هذه الفجوة الحالية تكاد تكون أكبر بثلاث مرات من متوسط الفارق البالغ 18 نقطة، الذي لوحظ بين عامي 2001 و2023، حيث ظل الجمهوريون أكثر تأييدًا لإسرائيل من الديمقراطيين.
يُعزى هذا التراجع في تأييد الديمقراطيين إلى معارضتهم لأفعال إسرائيل في الحرب الأخيرة مع حماس، إضافة إلى ردود الفعل تجاه دعم ترامب القوي لإسرائيل، والذي ظهر في اجتماعه الأخير مع رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض.
كما شهدت آراء المستقلين تراجعًا ملحوظًا بشأن إسرائيل منذ اندلاع الحرب في عام 2023. ولأول مرة، أصبحت الأغلبية بين الديمقراطيين (60%) تعبر عن رأي غير مؤيد لإسرائيل، بينما يتبنى 44% من المستقلين وجهة نظر مماثلة.
أدى هذا التراجع إلى انخفاض التأييد العام لإسرائيل بين الأمريكيين إلى 54%، وهو أدنى مستوى له منذ يناير/ كانون الثاني 2000. وكانت آخر مرة سُجّلت فيها نسبة تأييد أقل في فبراير 1992 (48%)، فيما كان أدنى مستوى على الإطلاق 45% عام 1989.