العدوان الإسرائيلي يثير خوف سوريين من تصعيد إضافي بعد تصريحات نتانياهو  

أ ف ب-الامة برس
2025-02-26

 

 

صورة جوية في 26 شباط/فبراير 2025 تظهر دبابات متوقفة في باحة داخل مقر عسكري في منطقة الكسوة جنوب غرب دمشق، غداة تعرضها لضربات اسرائيلية طالت كذلك مواقع ومقرات عسكرية في جنوب سوريا (أ ف ب)   دمشق - في منطقة الكسوة جنوب غرب دمشق، يبدي سكان استفاقوا ليلا مذعورين من قصف مفاجئ شنّتها اسرائيل على موقع عسكري مجاور، خشيتهم من تصعيد جديد بعدما كانت وتيرة الغارات تراجعت منذ الشهر الماضي.

وطالت أربع ضربات إسرائيلية ليل الثلاثاء مقرا لفرقة عسكرية في الكسوة، ما أسفر عن مقتل شخصين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما استهدفت ضربات أخرى مقرّا عسكريا في محافظة درعا المجاورة جنوبا وعددا من التلال. وقال الجيش الإسرائيلي ان ضرباته في جنوب سوريا طالت مواقع تحتوي أسلحة.

قرب المقرّ العسكري في الكسوة، يقول أحمد محمّد الذي كان مناوبا في عمله داخل محطة وقود في المنطقة لوكالة فرانس برس "سمعنا ضربات متتالية تلاها دوي انفجارات أضاءت السماء ثم شاهدنا ألسنة نيران تتصاعد".

ويضيف الشاب "نتخوّف من تجدّد الغارات الإسرائيلية ومن توغلّ إسرائيلي، أن تصل القوات الإسرائيلية إلى هنا".

داخل المقر الذي يشغله عناصر من الجيش الجديد ويقع في حقل مترام ويمرّ قربه طريق رئيسي، استهدفت الضربات، وفق المرصد السوري، باحة تتوقف فيها الدبابات. وأظهرت صور لفرانس برس ملتقطة من الجو الأربعاء نحو عشرين دبابة، ثلاثة منها عليها آثار حريق وغبار أسود يغطّي الأرض حولها.

ويقول ريان، وهو صاحب مكتب لبيع السيارات قريب من الموقع المستهدف، متحفّظا عن ذكر شهرته، "غالبية الدبابات نُقلت تباعا الى المقرّ بعد تجميعها من الطرق والحواجز". وكان عناصر الجيش السوري السابق تركوها بعد فرارهم ليلة الإطاحة بحكم بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر.

ويضيف "قبل ساعة من تنفيذ الضربات، حلّقت مسيّرة كانت تصوّر على الأرجح لأكثر من ساعة ونصف الساعة، مضيفا "حين سقوط الصواريخ، اهتزت المنازل والنوافذ".

- "تحوّل في الضربات" -

وقال الجيش الإسرائيلي ليلا بعد تنفيذ الضربات إنه قصف "أهدافا عسكرية في جنوب سوريا، بما في ذلك مراكز قيادة ومواقع عديدة تحتوي على أسلحة"، من دون أن يذكر مكانها بالتحديد.

وحذّر في بيان من أنّ "وجود قوات ومعدّات عسكرية في الجزء الجنوبي من سوريا يشكل تهديدا لمواطني إسرائيل"، و"سيواصل العمل لإزالة أيّ تهديد لمواطني دولة إسرائيل".

وجاءت هذه الضربات بعد ساعات من خروج تظاهرات في مدن سورية عدة الثلاثاء تنديدا بتصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال فيها إنّ بلاده لن تسمح لقوات الإدارة الجديدة بالانتشار في المنطقة الواقعة جنوب دمشق، مؤكدا العمل لجعل المنطقة "منزوعة السلاح بالكامل".

وأعقبت الضربات مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد في دمشق الثلاثاء لتحديد الخطوط العريضة لإدارة المرحلة الانتقالية، وأكد خلاله المجتمعون رفض" التوغل الاسرائيلي في الأراضي السورية".

في محافظة درعا جنوبا، طالت إحدى الضربات تل الحارة الاستراتيجي الذي يعدّ أعلى نقطة في المحافظة ويشرف على مساحات واسعة من الجولان وشمال إسرائيل، وفق المرصد السوري.

ويشير مدير المرصد رامي عبد الرحمن الى "تحوّل" في الضربات الإسرائيلية عقب تصريحات نتانياهو.

ويقول لفرانس برس "بعدما تركزت الضربات سابقا على معابر حدودية ومستودعات سلاح مهجورة، باتت تستهدف مباشرة مواقع عسكرية حيوية وتلالا استراتيجية"، معربا عن اعتقاده بأن نتانياهو بدأ "يُترجم تهديداته عمليا".

وشنّ الجيش الإسرائيلي فور إطاحة الأسد مئات الغارات على منشآت عسكرية وقواعد بحرية وجوية في أنحاء البلاد، لضمان منع سقوط ترسانة الجيش السوري في أيدي قوات الإدارة الجديدة، كما قال. وتوغّلت قواته إلى المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان والواقعة على أطراف الجزء الذي تحلته إسرائيل.

ورغم تنديد الإدارة الجديدة بالتوغّل الاسرائيلي، إلا أن أي مواقف عالية النبرة لم تصدر عنها إزاء اسرائيل. وكرّر الرئيس الانتقالي أحمد الشرع مرارا أن بلاده التي تواجهها تحديات عدة لا تريد الدخول في أي صراعات جديدة مع جيرانها.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي