
بيروت - قرب بلدة حولا الحدودية في جنوب لبنان، يترقب سكان بفارغ الصبر أن يتمكنوا من دخول قريتهم بعد نزوحهم طوال أشهر طويلة وتمركز قوات اسرائيلية فيها، عشية انتهاء المهلة المحددة لانسحاب اسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الإثنين إنه سيبقى في خمس "نقاط استراتيجية" في جنوب لبنان كإجراء موقت، هي تلال مشرفة على جانبي الحدود، إحداها قرب حولا.
وقال المزارع أمين قطيش لوكالة فرانس برس بإصرار "من حقنا أن نعود إلى قريتنا وأن ندخل إلى بيوتنا وننتشل جثامين شهدائنا، وأن نعود بكامل حريتنا" اليها.
عند طريق مؤدية إلى القرية، وقف عناصر من الجيش اللبناني قرب آلياتهم وسيارات إسعاف، وتجمّع سكّان بينهم نساء ورجال وأطفال، ينتظرون انسحاب القوات الاسرائيلية وإخراج جثمان شابة قضت الأحد برصاص اسرائيلي بعد اجتيازها ساترا ترابيا وضعته القوات الإسرائيلية لمنع دخول السكان.
وبينما كان ينتظر قرب جيرانه، قال قطيش "سننام هنا وباقون قرب الجيش (اللبناني)" إلى حين انقضاء مهلة الانسحاب، المحددة عند الرابعة فجر الثلاثاء.
وتابع بعدما أبدى امتعاضه من المماطلة الاسرائيلية في الانسحاب الكامل من جنوب لبنان "من حقنا الشرعي والقانوني أن نعود إلى بيوتنا" بعد معاناة نزوح تخطّت العام.
وحولا واحدة من قرى وبلدات عدة في القطاع الشرقي في جنوب لبنان، لم تنسحب منها القوات الاسرائيلية مع تنفيذ بنود وقف إطلاق النار بين حزب الله واسرائيل.
- "لا أعلم شيئاً" -
تمكّن عدد من سكّان القرية من دخولها الأحد، "بعد تخطي" نقطة تفتيش للجيش اللبناني و"سواتر ترابية وضعها جنود الجيش الإسرائيلي"، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وإثر ذلك، أطلقت القوات الإسرائيلية الموجودة في البلدة النار عليهم، لتحاصر عددا منهم داخل منازل في القرية، حتى تنسيق خروجهم منها بأمان الإثنين.
وبعيد ذلك، دعا الجيش اللبناني السكان إلى عدم التوجه نحو القرى التي لم ينتشر فيها بعد في جنوب لبنان، "حفاظا على سلامتهم".
وكان فادي قطيش (58 عاما) في عداد من أمضوا ليلتهم محاصرين في القرية، بعدما انهال رصاص القوات الإسرائيلية حولهم.
وقال لفرانس برس بعدما تمكن من الخروج من البلدة الإثنين "دخلنا الأحد، وفجأة بدأ إطلاق النار، وبدأت النساء والأطفال والشباب بالركض في كل الاتجاهات، منهم من نزل في الأودية، وآخرون اختبأوا في البيوت".
خلال لحظات، وجد نفسه وأفراد من عائلته عاجزين عن التحرّك "بسبب كثافة النيران".
وأوضح "نمنا الليلة هناك بانتظار أن تأتي قوات اليونيفيل والصليب الأحمر لإخراجنا".
ورغم اللحظات التي مرت طويلة عليه، إلا أنه كان أكثر حظا من الشابة خديجة عطوي التي قتلت بالرصاص الإسرائيلي ولم تتمكن عائلتها من إخراج جثمانها حتى عصر الاثنين.
أمام المنتظرين، وقفت هيفاء حسين، والدة خديجة، وهي تبكي وتصرخ بأعلى صوتها "لا أعلم شيئا عن ابنتي.. هل يقبل أحد بأن تبقى ملقاة على الأرض؟".
وأضافت بينما انهمرت دموعها "والله، لأحملها على ظهري وأخرجها، فقط اسمحوا لي بالدخول".