مدينة كيمنتس الألمانية تحاول بالثقافة محو صورتها كمعقل لليمين المتطرف

أ ف ب - الأمة برس
2025-01-20

تجمّع أمام نصب لكارل ماركس في كيمنتس في شرق ألمانيا بتاريخ الثالث من أيلول/سبتمبر 2018 (ا ف ب)كيمنتس(ألمانيا) - تسعى مدينة كيمنتس التي كانت تحمل في زمنِ ألمانيا الشرقية الشيوعية اسم كارل ماركس شتات ثم تحوّلت بؤرة لعنف النازيين الجدد، إلى تغيير صورتها، من خلال كونها عاصمة أوروبية للثقافة لسنة 2025، لكنّ اليمين المتطرف لا ينظر بارتياح إلى هذا التحدي.
وقد انطلقت في 18 كانون الثاني/يناير فعاليات في إطار عام سيتضمّن مشاريع ثقافية ومعارض وحفلات موسيقية وعروض مسرحية وراقصة.

وقد تفاجأ عدد كبير من الألمان بتسمية هذه المدينة الواقعة في شرق البلاد على بعد حوالى خمسين كيلومترا من جمهورية التشيك، والتي عانت من تراجع الصناعة وشيخوخة السكان.

ويقول رئيس بلديتها سفين شولتزه إنّ "كيمنتس مدينة غالبا ما تكون في الظل ويُستخف بها مقارنة بجارتيها الكبيرتين دريسدن ولايبزيغ اللتين تستقطبان السياح".

ويؤكد رئيس البلدية المنتمي إلى يسار الوسط أنّ كيمنتس التي يبلغ عدد سكانها 250 ألف نسمة وتضم تمثالا عملاقا لرأس الفيلسوف كارل ماركس، "واجهت اضطرابات كثيرة خلال العقود الأخيرة".

فعام 2018، شهدت المدينة أعمال الشغب بعدما طاردت مجموعة من النازيين الجدد والمشاغبين مهاجرين في الشوارع عقب مقتل ألماني على يدي سوري. وأحدثت مشاهد هذه الأحداث صدمة في ألمانيا ومختلف أنحاء العالم.

ويشدد رئيس البلدية على عزمه "تسليط الضوء على الإمكانات غير المرئية لسكان" المدينة.

- "وهمي" -
أثار مشروع "كيمنتس 2025" ضجة داخل المجلس البلدي، حيث أصبح حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، الذي يرفض الإنفاق على القطاع الثقافي، القوة الأبرز منذ حزيران/يونيو.

ودعت المجموعتان اليمينيتان المتطرفتان "برو كيمنتس" و"فراي ساكسونيا" (ساكسونيا الحرة) الممثلتان في المجلس أيضا، إلى إلغاء المشروع، واصفة اياه بـ"الوهمي".

ويقول المحامي مارتن كولمان، أحد مؤسسي "برو كيمنتس"، لوكالة فرانس برس، إن الأموال ينبغي إنفاقها "لجعل المدينة جيدة لسكانها، لا لجذب السياح والمستثمرين والآخرين".

وبعدما كانت مركزا لقطاع النسيج في القرن التاسع عشر، باتت كيمنتس تحمل اسم كارل ماركس شتات في زمن ألمانيا الشرقية. وبعد سقوط جدار برلين عام 1989، تعرضت مصانعها للإفلاس وعانت المدينة من معدل بطالة مرتفع جدا ونزوح جماعي لسكانها، على غرار ما حدث في مناطق كثيرة في ألمانيا الشيوعية سابقا.

وقد أدى الشعور بالانتقاص الذي لا يزال مستمرا حتى اليوم، إلى تغذية كراهية الأجانب والتطرف اليميني، وهو ما يفسر جزئيا النجاح الانتخابي الذي حققه حزب البديل من أجل ألمانيا في شرق البلاد.

وقد فاز هذا الحزب المعادي للمهاجرين بنسبة 26% من الأصوات في كيمنتس خلال الانتخابات الإقليمية التي جرت في أيلول/سبتمبر لساكسونيا. وحصل الحزب على المركز الثاني لناحية أعلى معدل أصوات محلية في الانتخابات التشريعية التي جرت في 23 شباط/فبراير في ألمانيا.

- "صدمة كبيرة"-
يتضمن برنامج "كيمنتس 2025" مبادرات تهدف إلى تسليط الضوء على مخاطر التطرف اليميني.

ومن بين هذه المبادرات مركز جديد لتوثيق جرائم جماعة "الاشتراكية الوطنية السرية" (NSU). وكان أعضاؤها الثلاثة الذين قتلوا تسعة مهاجرين أتراك ويونانيين بين عامي 2000 و2009، قد لجأوا في السابق إلى المدينة.

ترى أنيا ريختر، مديرة متحف ومعرض غونزنهاوزر، أن من الضروري طيّ صفحة "الصدمة الكبيرة" التي أحدثتها أعمال الشغب عام 2018.

وقبل انطلاق الفعاليات، استُهدفت مجموعات فنية محلية، وواجهت "ضغوطا سياسية وتهديدات على شبكات التواصل الاجتماعي"، فضلا عن "تعطيل عدد من فعالياتها واعتداءات جسدية على أعضائها"، بحسب تقرير للحكومة المحلية.

ولتفادي مواجهة الزوار أي أحداث سيئة، عرضت المقاهي والمطاعم والأماكن الأخرى الداعمة للمهرجانات ملصقات تحمل علامة "حلفاء" "كيمنتس 2025".

ويقول رئيس البلدية "نفعل الكثير حتى لا يخشى أحد من الحضور".

ستقود أغنيسكا كوبيتسكا دجيدوشيتسكا مشروعا يسلط الضوء على مواقف السيارات التي كانت تضم مركبات "ترابانت" الشهيرة في ألمانيا الشرقية.

تشكل مدينتان توأمان تقعان على جانبي الحدود بين سلوفينيا وإيطاليا هما نوفا غوريتسا على الجانب السلوفيني وغوريزيا على الجانب الإيطالي، عاصمتين أوروبيتين للثقافة أيضا لعام 2025.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي