بايدن يحذر من التهديدات للديمقراطية "الهشة"  

واشنطن - حذر الرئيس جو بايدن، الخميس 16يناير2025، من التآكل الخطير للحواجز الأساسية التي تحمي الديمقراطية الأمريكية التي أصبحت "هشة" على نحو متزايد.

بعد يوم من حثه الأميركيين على الوقوف بثبات ضد "حكم الأقلية" الذي يتشكل تحت قيادة دونالد ترامب، سلط بايدن الضوء على التهديد المحدد الذي تشكله المحكمة العليا المذعورة والكونجرس غير القادرين على السيطرة على الرئاسة الاستبدادية.

وكشف بايدن، في مقابلة مسجلة مع شبكة إم.إس.إن.بي.سي، وهي الأخيرة له قبل مغادرته منصبه يوم الاثنين، تفاصيل محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وناقش الوضع في أوكرانيا.

وقال بايدن "أنا قلق حقا بشأن مدى هشاشة الديمقراطية. أعتقد حقا أننا نمر بنقطة تحول في التاريخ هنا حيث ستتغير الأمور بشكل جذري، بغض النظر عن أي زعيم معين".

وقال بايدن "أعتقد أن ما يقلقني هو أن الشيء الذي يبقي الأمر على المسار الصحيح هو الحواجز، فهناك محكمة عليا مستقلة"، وكونجرس "تعبر فيه عن رأيك ولكنك مسؤول عن المعايير الأساسية".

وقال إن الرئيس قد يكون "الرئيس الأعلى" لكن "لا يمكنك أن تملي كل شيء".

وقال بايدن إنه لم يجري أي مناقشات مؤخرا مع ترامب بشأن المفاوضات التي أدت إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي سعى الرئيس المنتخب إلى الحصول على الفضل فيه.

أما بالنسبة لنتنياهو، فقال بايدن إنه لا يزال يعتبره "صديقًا" على الرغم من "عدم اتفاقنا على الكثير من الأمور مؤخرًا".

وروى بايدن إحدى محادثاته المبكرة مع نتنياهو بعد الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

"لقد أخبرتهم بأننا سوف نساعد، ولكنني قلت لبيبي، لا يمكنك أن تقوم بقصف عشوائي لهذه المجتمعات.

"وقال لي: "حسنًا، لقد فعلتها... لقد قصفت برلين بالمدفعية الثقيلة. وألقيت سلاحًا نوويًا. لقد قتلت الآلاف من الناس لأنك كنت مضطرًا إلى فعل ذلك من أجل الفوز بالحرب"،" كما روى بايدن.

وقال بايدن إنه ذكّر نتنياهو أيضًا "بأنه يتعين عليه إيجاد طريقة لتلبية المخاوف المشروعة لمجموعة كبيرة من الناس يطلق عليهم الفلسطينيون الذين ليس لديهم مكان يعيشون فيه بشكل مستقل".

وفيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا، قال بايدن إن روسيا عانت من خسارة أكثر من 670 ألف جريح أو قتيل منذ الغزو.

وقال "إنهم يخسرون كثيرا أيضا. وهذا لا يعني أنهم سيخسرون كل شيء، لكنه يعني أنهم لن يتمكنوا من تحقيق نفس النوع من الانتصار الذي كان يعتقده (الزعيم الروسي فلاديمير بوتن)".

- "الكثير من الوقت في السياسة" -

وقال بايدن إن بوتن يريد "إعادة تأسيس حلف وارسو القديم"، وأضاف "لا أستطيع أن أسمح بحدوث ذلك".

وقال بايدن أيضًا إنه لم يكن قلقًا بشأن سلامته أثناء زيارته لأوكرانيا.

وقال إن أفراد الخدمة السرية كانوا "غير راضين للغاية"، "لكنني لم أكن أعتقد أن بوتن سوف يجرؤ على قتل رئيس أمريكي".

كما تحدث بايدن، الذي تراجع عن مساعيه لإعادة انتخابه بعد أداء كارثي في ​​المناظرة ضد ترامب، لفترة وجيزة عن إخفاقاته السياسية.

وقال "من عجيب المفارقات أنني أمضيت وقتا طويلا جدا في السياسة ولم أقض ما يكفي من الوقت في السياسة".

وكانت المقابلة التي أجراها بايدن مع قناة MSNBC لمدة ساعة واحدة واحدة من عدد قليل من المقابلات التي قدمها لوسائل الإعلام خلال سنواته الأربع كرئيس.

كما أنه نادرا ما عقد مؤتمرات صحفية كاملة، وكانت علاقة البيت الأبيض مع الصحافة متوترة في بعض الأحيان، حيث اتهمتها الصحافة بالتركيز بشكل غير عادل على عمر الرئيس البالغ من العمر 82 عاما وقدراته المعرفية.