واشنطن - تبدأ الثلاثاء 14 يناير2025، الجلسات الأولى في مجلس الشيوخ لتثبيت أعضاء اختارهم دونالد ترامب لحكومته في إجراء سيمتد على أسابيع عدة ويتوقع أن تتخلله عقبات لبعض المعينين المثيرين للجدل مثل بيت هيغسيث الذي اختير لتولي حقيبة الدفاع.
في الولايات المتحدة ينص الدستور على أن تعيينات الوزراء ومسؤولين كبار يجب أن تثبت خلال عملية تصويت في مجلس الشيوخ، بعد جلسة استماع أمام اللجنة المختصة بالمنصب المعني.
وتبدأ الجلسات مع بيت هيغسيث الميجور السابق في الجيش البالغ 44 عاما الذي سيمثل أمام لجنة القوات المسلحة اعتبارا من الساعة 09,30 (الساعة 14,30 ت غ) ويتوقع أن يتعرض لوابل أسئلة من الأعضاء الديموقراطيين.
وأثار إعلان تعيين مقدم البرامج في محطة "فوكس نيوز" وزيرا للدفاع احتجاجات كثيرة في صفوف المعارضة. وتم التشديد على قلة خبرته في إدارة أقوى جيش في العالم فضلا عن بعض التصريحات المثيرة للجدل الصادرة عنه مثل معارضته لوجود نساء في الوحدات القتالية.
كذلك، ظهر في تشرين الثاني/نوفمبر اتهام موجه له بالاعتداء جنسيا في العام 2017 في كالفورنيا. ولم ترفع أي شكوى في تلك الفترة فيما ينفي العسكري السابق أن يكون أقام علاقة من دون رضا الطرف الآخر.
- "ناجح" -
ويشتبه أيضا في أن بيت هيغسيث يسرف بانتظام في استهلاك الكحول.
وتحدثت السناتورة الديموقراطية إليزابيث وارن العضو في لجنة القوات المسلحة الأسبوع الماضي "عن رجل أفرط في تناول الكحول في مناسبات مهنية مما اضطر إلى حمله إلى خارج القاعة مرات عدة".
وأكدت "هل يمكننا فعلا الاتكال على هيغسيث للاتصال به عند الساعة الثانية صباحا لاتخاذ قرار مصيري بشأن أمننا القومي؟ كلا".
وتساءل زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الاثنين "هل شخص له ماضي بيت هيغسيث المفترض هو الشخص الذي نريده ليدير الأمور في وضع مهم وخطر للغاية؟".
وأضاف "هل هذا يصب في المصلحة العليا للأمن الأميركي؟".
وقال بيت هيغسيث إنه يريد إصلاح وزارة الدفاع جذريا مشيرا إلى وجود تماد كبير في ثقافة "ووك" (woke أي اليقظة حيال الإساءات العنصرية والتمييز)، من خلال إقالة بعض الجنرالات وحظر انخراط المتحولين جنسيا في صفوف الجيش مجددا.
رغم الجدل، قال دونالد ترامب مطلع كانون الأول/ديسمبر إنه يبقي على تعيينه مؤكدا أن المقدم السابق في محطة "فوكس نيوز"، "ناجح".
- من صفوف الجمهوريين -
وسبق للرئيس المنتخب أن اضطر لسحب تعيين مات غاتس الذي كان مرشحه لوزارة العدل بسبب معارضة أعضاء كثر في مجلس الشيوخ وصولا إلى معسكره المحافظ.
وفيما نهل ترامب خلال ولايته الأولى من الأوساط الجمهورية لتعيين رجال ونساء في مناصب رئيسية في إدارته، اختار الرئيس المنتخب هذه المرة من صفوف المقربين منه ومن داعميه الماليين.
وبعد بيت هيغسيث، ستتواصل الجلسات أمام مجلس الشيوخ في الأيام والأسابيع المقبلة.
وينتظر ان تمثل كريستي نويم التي عينها ترامب في وزارة الأمن الداخلي صباح الأربعاء على غرار بام بوندي في وزارة العدل وماركو روبيو في وزارة الخارجية.
ولن تنظم جلسات تثبيت تعيينات أخرى مثيرة للجدل مثل روبرت أف. كينيدي في وزارة الصحة وكاش باتيل في رئاسة مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) قبل شباط/فبراير.
وتعود المرة الأخيرة التي رفض فيها مجلس الشيوخ تثبيت تعيين مسؤول في الإدارة إلى العام 1989. في تلك الفترة تخلى جورج بوش الأب عن تعيين جون تاور في وزارة الدفاع بسبب اتهامات باسرافه في تناول الكحول وتصرف غير لائق حيال النساء.
لكن خلافا لجورج بوش، يتمتع دونالد ترامب بغالبية جمهورية في المجلس. وسيكون لرفض تعيين ما وقع الصاعقة ويشكل ضربة للرئيس الجمهوري.