ترامب ينضم إلى ماسك في الخلاف اليميني بشأن تأشيرات العمال    

واشنطن - قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، السبت 28ديسمبر2024، إنه يدعم برنامج تأشيرة خاص يساعد العمال ذوي المهارات العالية على دخول البلاد، في نقاش مرير يقسم مؤيديه التقليديين وبارونات التكنولوجيا مثل إيلون ماسك.

وقال الرئيس المنتخب لصحيفة نيويورك بوست في أول تعليق علني له بشأن هذه المسألة منذ اشتعالها هذا الأسبوع: "لقد أحببت دائما تأشيرات (H1-B)، لقد كنت دائما مؤيدا للتأشيرات، ولهذا السبب لديناها" في المنشآت المملوكة لترامب.

وقد اندلع تبادل غاضب بين ماسك من وادي السيليكون وأنصار ترامب التقليديين المناهضين للهجرة، حتى أن ماسك تعهد "بالذهاب إلى الحرب" بشأن هذه القضية.

كانت دعوات ترامب المستمرة لفرض قيود صارمة على الهجرة بمثابة عامل أساسي في فوزه في الانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني على الرئيس جو بايدن. وتعهد ترامب بترحيل جميع المهاجرين غير المسجلين والحد من الهجرة القانونية.

ولكن رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا مثل ماسك من شركة تسلا ــ وكذلك فيفيك راماسوامي، الذي من المقرر أن ينضم إلى ماسك في رئاسة لجنة حكومية لخفض التكاليف ــ يقولون إن الولايات المتحدة تنتج عددا قليلا للغاية من الخريجين ذوي المهارات العالية، وهم يدافعون بشدة عن برنامج H1-B. 

وقال ماسك، الذي هاجر من جنوب أفريقيا بتأشيرة H1-B، يوم الخميس على منصته X إن جذب المواهب الهندسية النخبة من الخارج "أمر ضروري لأمريكا للاستمرار في الفوز".

ولقد أضافت مقالة كتبها راماسوامي، وهو ابن مهاجرين من الهند، إلى الجدل حدة، حيث أبدى أسفه لـ"الثقافة الأميركية" التي قال إنها تبجل الرداءة، مضيفا أن الولايات المتحدة تخاطر بأن "تستسلم للصين".

وأثار هذا غضب العديد من المحافظين البارزين الذين كانوا يدعمون ترامب قبل وقت طويل من انضمام ماسك إلى قضيتهم بشكل صاخب هذا العام، حيث ضخ أكثر من 250 مليون دولار في حملة الجمهوريين.

وقالت لورا لومر، وهي شخصية يمينية متطرفة في حركة MAGA معروفة بنظريات المؤامرة، والتي غالبًا ما كانت تسافر مع ترامب في طائرة حملته الانتخابية: "نتطلع إلى الطلاق الحتمي بين الرئيس ترامب وشركات التكنولوجيا الكبرى".

"علينا أن نحمي الرئيس ترامب من التكنوقراطيين".

وقالت هي وآخرون إن ترامب يجب أن يعمل على تعزيز العمال الأميركيين والحد من الهجرة بشكل أكبر.

- "حرب أهلية ماجا" -

ورد ماسك، الذي أثار غضب بعض الجمهوريين بالفعل بعد قيادته حملة عبر الإنترنت ساعدت في إفشال اتفاق الميزانية الحزبي الأسبوع الماضي، على منتقديه.

وفي منشور على موقع X، حذر من "حرب أهلية" بسبب التأشيرات، التي قال إنها حاسمة "بالنسبة لأولئك الذين يريدون فوز أمريكا".

وشتم ماسك أحد المنتقدين قائلا: "سأذهب إلى الحرب بشأن هذه القضية".

وقد أثار هذا بدوره هجوما شرسا من جانب استراتيجي ترامب ستيف بانون، الذي كتب على منصة Gettr أن برنامج H1-B يجلب المهاجرين الذين هم في الأساس "خدم متعاقدون" يعملون مقابل أجر أقل من الذي قد يحصل عليه المواطنون الأميركيون.

في هجوم لاذع على صديق ترامب المقرب إيلون ماسك، وصف بانون الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا بأنه "طفل صغير".

يقول بعض الداعمين الأصليين لترامب إنهم يخشون أن يقع تحت سيطرة المانحين الكبار من عالم التكنولوجيا مثل ماسك ويبتعد عن وعود حملته الانتخابية.

ولم يتضح على الفور ما إذا كانت تصريحات ترامب قد تهدئ الصراع داخل الحزب، والذي كشف عن مدى الجدل الذي قد يثيره تغيير نظام الهجرة بمجرد توليه منصبه في يناير/كانون الثاني.