أطباء بلا حدود تسحب سفينة بحث عن المهاجرين من البحر الأبيض المتوسط ​​بسبب سياسات إيطاليا  

روما - قالت منظمة أطباء بلا حدود، الجمعة 13ديسمبر2024، إنها أوقفت عمليات البحث والإنقاذ للمهاجرين في البحر الأبيض المتوسط ​​لأن سياسات الحكومة الإيطالية اليمينية المتشددة جعلت استمرارها "مستحيلا".

وقالت المنظمة غير الحكومية الدولية في بيان "لقد أوقفنا العمليات على متن سفينة البحث والإنقاذ الخاصة بنا، جيو بارنتس، التي كانت تعمل منذ يونيو 2021".

"إن القوانين والسياسات الإيطالية جعلت من المستحيل الاستمرار بالنموذج التشغيلي الحالي".

فازت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، رئيسة حزب "إخوان إيطاليا" ما بعد الفاشي، في الانتخابات الوطنية عام 2022، متعهدة بوقف عشرات الآلاف من المهاجرين الذين يصلون إلى شواطئ إيطاليا كل عام.

استهدفت الحكومة منظمات الإنقاذ غير الربحية التي تنقذ الأشخاص الذين يحاولون عبور البحر المحفوف بالمخاطر من شمال أفريقيا، على الرغم من اعترافها بأن قوارب المنظمات غير الحكومية لا تلتقط إلا أقلية صغيرة من الوافدين.

ووصفت روما سفن الإنقاذ الخيرية بأنها "عامل جذب" يشجع على مغادرة المهاجرين، وهو الأمر الذي يقول مراقبو الهجرة إنه غير مثبت.

وقد أقر قانونا يلزم السفن بالعودة إلى ميناء محدد - غالبا ما يكون بعيدا - بعد كل عملية إنقاذ، واحتجاز وتغريم السفن التي لا تمتثل للقانون.

وتقول المنظمات غير الحكومية إن هذا يتعارض مع القانون البحري الذي يلزمها بمساعدة أي قارب في حالة محنة، وقد نجحت في الطعن عليه في المحاكم الإيطالية.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن السلطات الإيطالية احتجزت سفينة جيو بارنتس في الميناء لمدة 160 يوما خلال العامين الماضيين "معاقبة السفينة لمجرد قيامها بواجبها الإنساني والقانوني لإنقاذ الأرواح في البحر".

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنه منذ صدور القانون في بداية عام 2023، أمضت سفينة جيو بارنتس "نصف عام في التنقل ذهابا وإيابا من موانئ بعيدة".

وفي إحدى هذه الحالات، صدرت أوامر للسفينة التي يمكنها أن تحمل ما يصل إلى 600 شخص على متنها، في يونيو/حزيران 2023، بالإبحار لمسافة تزيد عن ألف كيلومتر (622 ميلاً) إلى ميناء في شمال إيطاليا لإنزال 13 ناجياً، على حد قولها.

وقال خوان ماتياس جيل، ممثل البحث والإنقاذ في منظمة أطباء بلا حدود: "بعد دراسة متأنية، توصلنا إلى استنتاج مفاده أنه من غير الممكن تشغيل ناقلة جيو بارنتس في ظل هذه القوانين والسياسات الإيطالية السخيفة وغير المعقولة".

لكن منظمة أطباء بلا حدود قالت إنها سوف "تقيم أفضل نموذج عملاني لهذه البيئة الصعبة، مع وعد بالعودة إلى أنشطة البحث والإنقاذ".

وأكدت التزامها بمساعدة المهاجرين واللاجئين، "وخاصة أولئك الذين يقومون بالرحلة الخطرة عبر وسط البحر الأبيض المتوسط، وهو الطريق الذي توفي فيه أو اختفى أكثر من 31 ألف شخص منذ عام 2014".