
تايبيه - أعلنت تايوان الجمعة 29نوفمبر2024، رصد 41 طائرة عسكرية وسفينة صينية في محيط الجزيرة قبيل وصول رئيسها لاي تشينغ تي إلى هاواي، في إطار جولة في منطقة الهادئ أثارت حفيظة بكين.
تصر بكين على أن تايوان التي تحظى بحكم ذاتي هي جزء من أراضيها وتعارض أي اعتراف دولي بالجزيرة واعتبار نفسها دولة ذات سيادة.
ولتأكيد مطالبها، تنشر الصين مقاتلات ومسيرات وسفنا حربية في محيط تايوان بشكل يومي تقريبا فيما ازداد عدد الطلعات الجوية في السنوات الأخيرة.
وفي الساعات الـ24 حتى السادسة من صباح الجمعة (22,00 ت غ الخميس)، أفادت وزارة الدفاع التايوانية بأنها رصدت 33 طائرة صينية وثماني سفن تابعة لسلاح البحرية في أجوائها ومياهها.
شمل ذلك 19 طائرة شاركت في "دورية الجهوزية القتالية المشتركة" الصينية مساء الخميس في أكبر عدد منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، بحسب تعداد لفرانس برس يستند إلى البيانات الصادرة عن الوزارة يوميا.
رصدت تايوان أيضا منطادا، كان الرابع منذ الأحد، على مسافة نحو 172 كيلومترا غرب الجزيرة.
وقال الخبير العسكري لدى "معهد تايوان لأبحاث الدفاع الوطني والأمن" سو تزو-يون لفرانس برس "لا يمكن استبعاد أن تجري مناورات عسكرية واسعة النطاق نسبيا ردا على زيارة لاي".
- "صداقة قديمة" -
يغادر لاي المدافع بشدة عن سيادة تايوان والذي تصفه الصين بأنه "انفصالي" السبت في أول رحلة له إلى الخارج منذ تولى السلطة في أيار/مايو.
وسيتوقف مدة وجيزة في جزيرتي هاواي وغوام للقاء "أصدقاء قدامى" بينما ثلاث دول ما زالت حليفة لتايوان في الهادئ.
وخلال زيارة لمعبد طاوي الجمعة، تعهّد لاي "العمل بجد لتعميق العلاقات بين تايوان والبلدان الأخرى وتعزيز القوة للاستجابة إلى مختلف التحديات حول العام للسماح لتايوان بالوصول إلى العالمية".
وسبق لمسؤولين حكوميين تايوانيين أن توقفوا في أراض أميركية أثناء زيارات إلى منطقة الهادئ أو أميركا اللاتينية، ما أثار حفيظة الصين التي ردّت أحيانا بتنفيذ مناورات عسكرية في محيط الجزيرة.
ردّت الصين بغضب على خطة زيارة لاي فيما تعهّد الناطق باسم وزارة الدفاع وو شيان الخميس "سحق" أي مساع تايوانية للاستقلال بشكل "حازم".
ولدى سؤاله عما إذا كان الجيش الصيني سيتّخذ إجراءات للرد على جولة لاي في الهادئ، قال وو شيان "نعارض بشدة أي شكل من أشكال التواصل مع منطقة تايوان الصينية".
ونظّمت الصين مناورات عسكرية واسعة النطاق مرّتين منذ تولى لاي السلطة ونددت مرارا بتصريحاته وخطاباته.
وقال الخبير العسكري لدى "جامعة تامكانغ" لين ينغ-يو إن الرد الصيني سيعتمد على التصريحات التي يدلي بها لاي أثناء الجولة.
وأفاد لين فرانس برس "قد تنظّم الصين مناورات عسكرية، لكنها قد لا تكون كبيرة. سيعتمد الأمر على ما يقوله الرئيس لاي"، مضيفا أن أحوال الطقس حاليا "ليست مناسبة جدا" للقيام بمناورات.
- "شرعية" -
اعتُبرت منطقة جنوب الهادئ في الماضي معقلا لدعم مطالب تايوان بالاستقلال، لكن الصين عملت بشكل منهجي على تغيير ذلك.
وخلال السنوات الخمس الماضية، تم إقناع كل من جزر سليمان وكيريباني وناورو بتبديل اعترافها الدبلوماسي من تايبيه إلى بكين.
وباتت جزر مارشال وتوفالو وبالاو الدول الجزرية الوحيدة في الهادئ المتحالفة مع تايوان.
وأثارت جهود بكين لكسب تأييد حلفاء تايوان وتوسيع نفوذها في المنطقة قلق الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا.
وقال المحاضر في الدراسات الصينية لدى "جامعة تسمانيا" مارك هاريسون إن تحويل الاعتراف إلى الصين "فتح الباب لانخراط أعمق بين بكين وهذه البلدان".
وكانت زيارة لاي فرصة نادرة من نوعها للرئيس لتمثيل تايوان في الخارج ودعم مطالبها بالاستقلال.
وقال هاريسون "رغم أنها تبدو أشبه بتمثيلية نوعا ما، إلا أن (هذه الزيارات) تعطي تايوان في الواقع صوتا حقيقيا في النظام الدولي".
وأضاف "إنها تضفي شرعية وتوحي بالسيادة وفي ظل النظام الدولي القائم، فإن الإيحاء بالسيادة هو أيضا سيادة".