موقف انساني خلاق : آلاف المتطوعين في دبي يشاركون في توضيب مساعدات للبنان

دبي - شارك آلاف المتطوّعين بينهم العديد من المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي السبت في دبي بالإمارات، في حملة لتوضيب مساعدات ستُرسل إلى لبنان الذي يشهد تصعيدا عسكريا بين حزب الله وإسرائيل.
في إحدى قاعات مركز المعارض في مدينة "إكسبو دبي"، وقف مشاركون من الفئات العمرية كافة حول طاولات كبيرة وراحوا يوضبون بطانيات ومناشف وعلب حليب وحفاضات ومحارم ومعجون أسنان، في صناديق كُتب عليها شعار الحملة "الإمارات معك يا لبنان".

وقالت المؤثرة اللبنانية رولا غدار المقيمة في دبي لوكالة فرانس برس "إننا مجروحون ونشعر بالحزن والقهر، وعندما يكون القهر كبيرا إلى هذا الحدّ، لا يمكن لأي شخص أن يتحمّله لوحده".

وأكدت غدار التي يتابعها 94 ألف شخص على انستغرام، أنه "عندما نكون ضمن مجموعة نتمكن من مساعدة بعضنا البعض وتشارك الوجع، وذلك يساعدنا في التعافي".

ووقف متطوّعون في طوابير بانتظار دورهم لدخول قاعة التوضيب. وفيما انهمك البعض بطي المناشف والبطانيات، راح آخرون يلصقون الصناديق بإحكام.

ونشر كثير من المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي على حساباتهم، مقاطع فيديو لمشاركتهم في الحملة مستخدمين أغاني لبنانية وطنية.
وقال طارق القرق الرئيس التنفيذي لمنظمة "دبي العطاء" الخيرية وهي إحدى الجهات المنظمة للحملة، لفرانس برس "اليوم لدينا تقريبا 2500 متطوع (والعدد) قابل للارتفاع" مشيرا إلى "أننا سننهي اليوم (تحضير) 10 آلاف حزمة" مساعدات "سيتمّ شحنها إلى لبنان فورا".

ووُضعت أوراق بيض عملاقة على الأرض وراح كثرٌ يكتبون رسائل تضامن ومحبة للبنان وشعبه، بينها "بحبك يا لبنان" و"نقف إلى جانب لبنان".

وقبل أسبوع، أعلنت الإمارات أنها ستقدم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة مئة مليون دولار أميركي للبنانيين. وقد سيّرت حتى الآن تسع طائرات حملت 375 طنا من المساعدات.

وأكد مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية سلطان الشامسي أن "حوالى 80% من 375 طنا من المساعدات تركزت على المعدات الطبية والمواد الغذائية، والبقية مواد إيواء ومستلزمات أخرى".

وستُنظم فعالية لتوضيب مساعدات الأحد في العاصمة الإماراتية أبوظبي وأخرى لجمع التبرعات في إمارة الشارقة في 19 تشرين الأول/أكتوبر، بحسب وكالة أنباء الإمارات الرسمية "وام".

وتبادل حزب الله اللبناني وإسرائيل القصف عبر الحدود منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، مع فتح الحزب المدعوم من إيران جبهة "إسناد" لغزة عقب اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس في القطاع الفلسطيني.

وتحولت دوامة العنف عبر الحدود التي بدأت قبل عام إلى حرب مفتوحة في 23 أيلول/سبتمبر، مع بدء الجيش الإسرائيلي قصفا جويا مكثفا يطال مناطق عدة في لبنان وخصوصا معاقل للحزب في الجنوب والشرق والضاحية الجنوبية لبيروت. وفي 30 من الشهر نفسه، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عمليات برية "محدودة".

منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، قُتل أكثر من ألفي شخص في لبنان، من بينهم نحو 1200 منذ 23 أيلول/سبتمبر، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية. وقد نزح أكثر من مليون شخص، بحسب السلطات.