
موسكو- أعلنت موسكو الإثنين 24يونيو2024، انتهاء المواجهات المسلّحة في داغستان في القوقاز الروسي، حيث أسفرت هجمات استهدفت الأحد كنائس أرثوذكسية وكنيسا يهوديا واحدا على الأقل، عن مقتل 15 شرطياً وأربعة مدنيين.
وقالت لجنة مكافحة الإرهاب الروسية إنّ عملية "مكافحة الإرهاب" التي نُفّذت في المنطقة انتهت صباح الإثنين و"تمّت تصفية" خمسة مهاجمين. ولم يتّضح ما إذا كان بعض المهاجمين لا يزالون فارّين.
وتأتي سلسلة الهجمات التي وصفتها السلطات الروسية بأنها "إرهابية" بعد ثلاثة أشهر من الهجوم على قاعة "كروكوس سيتي هول" في ضواحي موسكو الذي تبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية، وأسفر عن مقتل أكثر من 140 شخصاً.
ووقعت الهجمات الأحد في محج قلعة عاصمة داغستان وفي مدينة ديربنت الساحلية. ولم تتبنّاها أيّ جهة بعد.
وكانت داغستان وهي منطقة روسية ذات غالبية مسلمة مجاورة للشيشان، مسرحاً لاشتباكات مسلّحة متكرّرة مع الجهاديين في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كما هو حال جزء كبير من القوقاز. وتمّ قمع هذا التمرّد الإسلامي من قبل القوات الروسية بعد قتال استمر لسنوات عدة، ولم تشهد روسيا بعد ذلك أي هجمات مماثلة.
من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف رداً على سؤال صحافي عمّا إذا كان الكرملين يخشى عودة تمرّد إسلامي في روسيا، "لقد تغيّرت روسيا، وتوطّد المجتمع، ومثل هذه المظاهر الإرهابية لا تحظى بدعم المجتمع، سواء في روسيا أو في داغستان".
وقالت لجنة مكافحة الإرهاب التي فتحت تحقيقاً في "أعمال إرهابية"، إنّ الهجمات استهدفت الأحد "كنيستين أرثوذكسيتين وكنيساً يهودياً ونقطة تفتيش للشرطة".
وفي هذا السياق، أفاد المحقّقون بأنّ "15 عنصراً من القوى الأمنية قُتلوا فضلاً عن أربعة مدنيين بينهم كاهن أرثوذكسي".
من جهته، ندّد كبير حاخامات روسيا بيرل لازار بـ"جريمة دنيئة"، مستنكراً الرغبة في "قتل أكبر عدد ممكن من الابرياء".
- "الحرب تدخل منازلنا" -
وزار رئيس جمهورية داغستان الروسية سيرغي ميليكوف الإثنين الكنيس الذي استُهدف بالهجمات في ديربنت. وفي مقطع فيديو نشره مكتبه على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن رؤيته وهو يسير داخل المبنى حيث لا تزال آثار الدماء واضحة على الأرض.
وأشار ممثلون عن اليهود، بما في ذلك المؤتمر اليهودي الروسي، إلى أنّه تمّ إحراق كنيس ثانٍ أيضاً خلال الهجمات.
وقال ميليكوف عبر تلغرام "نعرف مَن وراء هذه الهجمات الإرهابية والهدف الذي يسعون إليه"، من دون إضافة المزيد من التفاصيل.
وأضاف "الحرب تدخل منازلنا أيضاً. نشعر بذلك، ولكن اليوم نواجهها"، في ما يبدو ربطاً للهجمات الأخيرة بأوكرانيا.
وكانت السلطات الروسية قد اتهمت أوكرانيا بلعب دور في الهجمات الدامية التي استهدفت كروكوس سيتي هول، من دون أن تقدّم دليلاً، وذلك رغم تبنّيها من قبل تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي سياق متصل، أطلق مسلّحون النار الأحد على مركبة تقلّ عناصر شرطة، ما أدى إلى إصابة أحدهم في قرية سيرغوكالا الواقعة بين محج قلعة وديربنت، وفق وزارة الداخلية المحلية.
ولم تحدّد السلطات ما إذا كان هؤلاء الأفراد هم أنفسهم الذين نفّذوا هجمات محج قلعة وديربنت أم لا.
- حداد ثلاثة أيام -
في غضون ذلك، أعلنت السلطات المحلية في داغستان حداداً لمدّة ثلاثة أيام من الإثنين إلى الأربعاء.
وفي تشرين الأول/أكتوبر، اندلعت أعمال شغب مناهضة لإسرائيل في مطار محج قلعة.
وحينها، اقتحم حشد من الرجال مدرج المطار عندما هبطت طائرة آتية من إسرائيل، وذلك وسط توتّرات في جميع أنحاء العالم مرتبطة بالنزاع بين الدولة العبرية وحركة حماس في غزة.
واستُهدفت روسيا مرّات عدّة بهجمات، مثل الهجوم على كروكس سيتي هول والتمرّد الإسلامي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في القوقاز، وهي حركة وُلدت في ظلّ الصراع الأوّل مع الشيشان الانفصالية بين عامي 1994-1996.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، قُتل عدد من أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية بعد احتجاز اثنين من حرّاس السجون كرهائن.
كذلك، هدّد التنظيم موسكو بسبب دعمها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.