تبحث عن قفزة نوعية : أبل تعلن عن ابتكارات جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي

وكالات - الأمة برس
2024-06-15

شركة أبل تعتمد أصلاً في أجهزتها آيفون وآيباد وماك الذكاء الاصطناعي منذ سنوات (أ ف ب)سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - يُتوقَّع أن تغتنم شركة أبل الفرصة في مؤتمرها السنوي للمطورين الذي ينطلق الاثنين، لإظهار كيفية دمجها الذكاء الاصطناعي في منتجاتها ولمحاولة تعويض تأخيرها عن منافسيها الرئيسيين المتقدّمين بشكل أكبر في هذا المجال.

فمنذ إطلاق “تشات جي بي تي”، برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي المُبتكَر من شركة “أوبن إيه آي”، في نوفمبر 2022، عملت مايكروسوفت وغوغل وأمازون وميتا جاهدةً لإدراج هذه التقنية في خدماتها.

أما شركة أبل التي تعتمد أصلاً في أجهزتها آيفون وآيباد وماك الذكاء الاصطناعي منذ سنوات، فلم تصدر أي إعلان مرتبط بهذه التقنية حتى اليوم، مؤجّلةً بالتالي أيّ ابتكارات جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

وخلال عرض أحدث نتائج الشركة في مطلع مايو، تحدّث المدير العام تيم كوك عن إعلانات مرتقبة خلال الأسابيع المقبلة، من دون التطرق إلى تفاصيل إضافية.

وقد ضيّق المستثمرون المولعون بالذكاء الاصطناعي التوليدي منذ ثمانية عشر شهرا، الخناق على أسهم أبل التي ارتفعت بنسبة 1 في المئة فقط منذ بداية العام، مقارنة بارتفاع أسهم مايكروسوفت 11 في المئة، وأسهم أمازون 18 في المئة، وأسهم ألفابت (الشركة الأم لغوغل) 24 في المئة.

ويقول المحلل في شركة “ويدبوش سيكيوريتيز” دان آيفز إنّ مؤتمر المطورين السنوي الذي سينعقد من الاثنين إلى الجمعة “يمثل الحدث الأهم لأبل منذ عقد، إذ يحمل في خلفيته ضغوطاً لتقديم حزمة من ابتكارات الذكاء الاصطناعي التوليدي للمطورين والمستهلكين”.

ويتوقع كثيرون أن تكشف أبل عن نسخة جديدة هي الثامنة عشرة من نظام تشغيل هواتفها “آي أو أس”، مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

وذكرت وسائل إعلام أميركية أنّ أبل أقامت شراكة مع “أوبن إيه آي”، ستتيح لها استخدام النماذج اللغوية الخاصة بمُبتكرة “تشات جي بي تي”، والتي تمثل قواعد بيانات عملاقة توفر إجابات على أسئلة تُطرح باللغة الشائعة.

وتشير كارولينا ميلانيسي من شركة “كرييتف ستراتيجيز” إلى أنّ هذه التحسينات والميزات الجديدة يُفترض أن تساعد في تعزيز رغبة الزبائن بمنتجات أبل، وخصوصاً أجهزة آيفون.

وتؤكد أن “هدف أبل يتمثل في دفع الأشخاص إلى استبدال هواتف آيفون الخاصة بهم”، مضيفةً “سنرى ما إذا كانت الشركة ستمنحهم الأسباب المقنعة للقيام بذلك”.

ويلفت المحلل في “إي ماركتر” غادخو سيفيّا إلى أن “اللحظة حاسمة لأبل”، معتبراً أنّ التواصل في المؤتمر السنوي للمطورين هو “اختبار مهم” لقدرة المجموعة على تحقيق دخل من الذكاء الاصطناعي التوليدي كما فعلت غوغل ومايكروسوفت.

ويحذر من أن “أي خطأ قد ترتكبه أبل في هذه المرحلة قد يُؤدي بها إلى خسارة مكانتها كشركة رائدة في مجال التكنولوجيا، أمام شركتين عملاقتين في الذكاء الاصطناعي سبق أن ابتكرتا منتجات (متوفرة) وكشفتا عن مهل زمنية لإصدار ابتكارات تمتد على السنوات القليلة المقبلة”.

ويأتي هذا التحدي الجديد في وقت تحاول أبل إعادة صورتها الأسطورية كشركة معتادة على إطلاق منتجات وخدمات قادرة على تغيير عادات الاستهلاك، من أجهزة ماك إلى هواتف آيفون مروراً بمنتجات آيبود.

وسبق أن حققت أبل أول تحوّل كبير في فبراير من خلال طرح خوذة “فيجن برو” للواقع “المختلط” (الافتراضي والمعزز).

وتشكل هذه الخوذة منتجاً متطوراً (سعره 3499 دولارا) يستهدف نسبة محدودة من جمهور أبل التقليدي.

وبالإضافة إلى التقدّم الذي حققه منافسوها، أصبح هذا السعي لتحقيق نجاحات جديدة طارئاً لأبل بسبب انخفاض مبيعات آيفون بنسبة 10 في المئة على أساس سنوي في الربع الأول من العام 2024.

ومن خلال الذكاء الاصطناعي التوليدي، تستثمر أبل في نشاط خدماتها الذي أصبح شريان الحياة لنموّها. وتشير شركة “كاناليس” إلى أنّ 16 في المئة من الهواتف الذكية التي ستُطرح هذا العام ستكون مجهزة بميزات ذكاء اصطناعي توليدي، وهي نسبة يُتوقَّع أن ترتفع إلى 54 في المئة سنة 2028.

ويشير بعض المحللين إلى مسألة استخدام البيانات الشخصية الضرورية لتوليد الذكاء الاصطناعي والتي لطالما أظهرت أبل أنها تحميها، لدرجة جعلها أحد أسباب شعبيتها.

ويقول سيفيّا إنّ “الرغبة في التحكم بنظام الذكاء الاصطناعي بشكل وثيق، قد يؤدي إلى تراجع مكانة أبل في هذا المجال”.









كاريكاتير

إستطلاعات الرأي

الأكثر قراءة