الولايات المتحدة "لن تقبل" بإغراق الأسواق بمنتجات صينية زهيدة  

أ ف ب-الامة برس
2024-04-08

 

 

وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين خلال مؤتمر صحافي في بكين بتاريخ 8 نيسان/أبريل 2024 (أ ف ب)   واشنطن- أكدت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين الاثنين8ابريل2024، في ختام محادثات عالية المستوى أجرتها في الصين أن الولايات المتحدة "لن تقبل" بوضع يؤدي إلى إغراق الأسواق العالمية بمنتجات صينية متدنية الأسعار، ما يضر بالصناعات في بلدان أخرى.

حذّرت يلين مرارا من مخاطر الطاقة الإنتاجية الصناعية الصينية المفرطة خلال أربعة أيام من الاجتماعات مع مسؤولين ورواد الأعمال في مدينة قوانغتشو والعاصمة بكين.

تشعر واشنطن بالقلق من أن الدعم الحكومي الصيني يؤدي إلى طاقة إنتاجية تتجاوز القدرة الاستيعابية للأسواق العالمية، ما يؤدي إلى ازدياد الصادرات الزهيدة الثمن في قطاعات رئيسية مثل المركبات الكهربائية وتلك العاملة بالطاقة الشمسية ويؤثر بالتالي على نمو هذه الصناعات في بلدان أخرى.

وأكدت يلين الاثنين أن الدعم الحكومي الصيني الكبير بعد أكثر من عقد أدى إلى إغراق الأسواق العالمية بالصلب المنخفض الكلفة، مما أدى إلى "تدمير صناعات في أنحاء العالم وفي الولايات المتحدة".

وقالت في مؤتمر صحافي من مقر إقامة السفير الأميركي "أوضحت أنني والرئيس (جو) بايدن لن نقبل بهذا الواقع مرة أخرى"، مضيفة أن لدى حلفاء الولايات المتحدة وشركائها مخاوف مماثلة.

وأشارت إلى أن إدخال بعض التغييرات على السياسة الصينية سيكون أمرا "ضروريا ومناسبا" لكنها لم تعلن التزامها أي خطوات محددة قد تتخذها واشنطن ما لم يحدث ذلك، بينما شددت على أن الولايات المتحدة "لا تسعى لفك الارتباط" مع الصين.

وبعدما اجتمعت 11 ساعة مع نظيرها نائب رئيس الوزراء هي ليفينغ، طرحت المسألة مع رئيس الوزراء لي تشيانغ أيضا، وهي خطوات تأمل واشنطن أن تنقل مخاوفها إلى أعلى هرم صنع القرار في الصين.

وذكرت يلين أنها تشعر بالقلق خصوصا حيال ضعف الاستهلاك في الصين والإفراط في الاستثمار، وهي "اختلالات في التوازن" قالت إنها "تفاقمت بفعل الدعم الحكومي الواسع النطاق في قطاعات صناعية معيّنة".

لكن بكين رفضت التصريحات الأميركية ووصف وزير التجارة وانغ وينتاو المخاوف الأميركية بأنها "غير مبررة"، وفق الإعلام الرسمي.

- استقرار العلاقات -

تأتي المخاوف الأميركية المرتبطة بالطاقة الإنتاجية المفرطة في وقت استقرت العلاقات الثنائية في مجالات أخرى، مع ابداء الطرفين استعدادا للتعاون في قضايا تشمل التغير المناخي وإعادة هيكلة الديون وغسل الأموال.

وقالت يلين للصحافيين "لا أرغب في رؤية العلاقة الاقتصادية الأميركية أو العلاقة بالمجمل مع الصين تتدهور وتتراجع"، مضيفة أنها تعتقد أن لدى الصين الرغبة ذاتها في إعادة الاستقرار إلى العلاقات.

اتفق البلدان أيضا على فتح قنوات لإجراء مزيد من المحادثات بشأن الطاقة الإنتاجية المفرطة.

لكن لي قال لوزيرة الخزانة الأميركية، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة، إن على واشنطن النظر إلى مسألة الطاقة الإنتاجية بشكل "موضوعي" ومن منظور "يراعي السوق".

ولفتت يلين إلى أنه لن يتم إيجاد حل للمخاوف المرتبطة بالطاقة الإنتاجية المفرطة خلال أسبوع أو شهر، لكنها شددت على أن القيام يذلك سيكون إيجابيا بالنسبة إلى الإنتاج والنمو الصيني على الأمد البعيد.

- "لا مفاجآت" -

أكدت يلين أيضا أنها أجرت "محادثات صعبة بشأن الأمن القومي" محذرة المسؤولين الصينيين من عواقب دعم الجهود الروسية لشراء معدات عسكرية واستخدام الأدوات الاقتصادية للتعامل مع المخاوف المرتبطة بالأمن القومي.

وقالت إن واشنطن ملتزمة ألا تجد نفسها أمام "أي مفاجآت" مرتبطة باستخدام هذا النوع من الأدوات.

وأفادت أن الولايات المتحدة عرضت مبادئها وعملية صناعة القرار.

لكنها أضافت "سنرحّب بالشفافية من (الصين) في ما يتعلّق بإجراءاتها المرتبطة بالأمن القومي وزيادة الوضوح بشأن تحديدها الخط الفاصل بين الأمن القومي والمسائل الاقتصادية".

اتُّهمت الصين في السنوات الأخيرة بفرض تدابير حظر على منتجات معيّنة مستوردة من بلدان بينها أستراليا بسبب خلافات سياسية.

وقال نائب وزير المال الصيني لياو مين لصحافيين "لدى كل دولة حاجة مشروعة لحماية أمنها القومي" بحسب بيان للوزارة صدر مساء الاثنين.

وأضاف "لكن يجب عدم تعريف مفهوم +الأمن القومي+ بشكل فضفاض واستخدام ما يسمى +التنويع+ ذريعة، لأن هذا يؤثر على التجارة والاستثمار الطبيعي بين البلدين، واستقرار الإنتاج العالمي وسلاسل التوريد".

وأشار إلى أن بكين أعربت عن "مخاوفها الجدية" ليلين بشأن العقوبات والرسوم الجمركية والقيود الأميركية.

وقالت يلين أيضا إنها ناقشت قضية "تيك توك" بشكل "مقتضب" مع نظرائها السياسيين، قائلة إن لدى واشنطن مخاوف مشروعة في ما يخص حماية البيانات الشخصية الحساسة.

ويهدد الكونغرس الأميركي بحظر التطبيق المستخدم على نطاق واسع ما لم تنتقل ملكيته.

وأشارت إلى أن لدى الصين أيضا مخاوف مرتبطة بحماية البيانات مع حظر العديد من تطبيقات التواصل الاجتماعي الأميركية في البلاد.

وقالت "نرغب في إيجاد طريقة للمضي قدما".

وأفادت يون سون من مركز ستيمسون للأبحاث أنه بالمجمل، يعتبر تمكن يلين من عقد لقاءات مع كبار المسؤولين الصينيين لإبلاغهم بالمخاوف الأميركية وجس نبض الصينيين في هذا الصدد تطورا إيجابيا.

لكنها حذّرت من أنه يُستبعد أن تتخلى الصين عن نموذجها الحالي للنمو أو تغيره من أجل الولايات المتحدة، ما لم تكن هناك تداعيات كبيرة، نظرا إلى أن اقتصادها "ليس في أحسن حالاته".

لكن اتفاق الطرفين على التعاون في مجالات تقنية مثل التعامل مع غسل الأموال سيكون مفيدا لتعزيز الثقة في علاقتهما، بحسب سون.

ومن بين مجالات التعاون، قالت يلين إنها شهدت تقدّما في الأشهر الأخيرة بشأن حالات ديون محددة مثل حالة زامبيا.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي