منقّبو الذهب في أفغانستان يتحدّون الموت والديون

ا ف ب - الامة برس
2024-03-25

صورة ملتقطة في 24 شباط/فبراير 2024 تظهر رجلاً أفغانياً يحمل حاويات مملوءة بالحجارة والتراب من نفق في منجم للذهب في جبال منطقة يفتال سفله في ولاية بدخشان الأفغانية. (ا ف ب)

يمزّق همايون نتفة من الخبز ويرتشف القليل من الشاي، بينما يصمت لبرهة قصيرة ضجيج أدوات يستخدمها رفاقه لاستخراج الذهب من جبل في شمال شرق أفغانستان. 

بعدما فشل الميكانيكي البالغ 30 عاماً في إيجاد وظيفة في مدينة فيض آباد المجاورة، انضمّ إلى حفنة من العاطلين الآخرين عن العمل لحفر الصخور بحثاً عن المعدن الثمين، على قمم ولاية بدخشان.

ويقول همايون لوكالة فرانس برس "كان هناك خمسة أو ستة منا عاطلين عن العمل عندما جئنا إلى هنا لنرى ما إذا كان بإمكاننا العثور على شيء ما"، فيما ينهي رفاقه استراحتهم ويعيدون تشغيل المولدات ويستلّون مجدداً أدوات الحفر اليدوي.

وفي منجمهم الحرفي الصغير، حفروا أربعة أنفاق، لكنهم لم يعثروا على شيء يُذكر. وفي الوقت نفسه، يُضطر هؤلاء إلى إنفاق مدخراتهم الهزيلة على مصاريف الوقود والأدوات.

ويؤكد همايون أن منقّبين عثروا على الذهب في مناجم أخرى في المنطقة. لذلك يواصلون الحفر، آملين في العثور على كنز نفيس يقيهم خطر الرزوح تحت أعباء المديونية.

ويقرّ قادر خان بأن الخسائر قد تكون فادحة. ويوضح "هناك أشخاص استدانوا ولم يجدوا شيئاً في هذا النوع من الأنفاق".

ويضيف "لقد خسروا 200 ألف أو 300 ألف (أفغاني، أي 2800 إلى 4200 دولار)، ولم يكن لديهم حل آخر سوى البحث عن وظيفة أخرى، وكسب المال لسداد ديونهم".

وأنهت عودة حركة طالبان إلى السلطة عام 2021 عقدين من الحرب مع الأميركيين وحلفائهم، لكنّ نصف السكان الأفغان يعيشون تحت خط الفقر، بحسب البنك الدولي.

كان شريف (60 عاماً) يرعى الماشية سابقاً. لكنه يعمل في التنقيب عن الذهب منذ عام. وقد ذهب اثنان من أبنائه إلى إيران لمحاولة العثور على عمل هناك.

ويقول "نحن مستمرون في الزراعة، لكن الأمر لم يعد كما كان من قبل"، مشتكياً من نقص المياه، في ظل الجفاف المستمر في البلاد للسنة الثالثة.

وتُكسر الصخور ثم تُنقل إلى سفح الجبل، حيث تُطحن لتحويلها إلى مسحوق.

خطر الموت 

تُستخدم عائدات الغسل الأول لتمويل المعدات اللازمة للحفاظ على نشاط المنجم، فيما يتقاسم العمّال إيرادات الغسلة الثانية والثالثة.

يتوقف شاب عن تحريك الحاوية التي يفصل فيها الصخر عن الذهب، ليُخرج من جيبه قطعة بلاستيك ملفوفة حول كمية صغيرة من المعدن الثمين، تناهز قيمتها 4000 أفغاني.

ويقول همايون إن 4,5 غرامات من الذهب كانت تباع مقابل 18 ألف أفغاني (250 دولاراً) في نهاية شهر شباط/فبراير.

وفي السوق العالمية، وصل سعر المعدن الأصفر إلى أعلى مستوى تاريخي، مع تخطي الأونصة أخيراً عتبة 2200 دولار.

وحتى لو تمكّن المنقبون الأفغان من العثور على كميات كبيرة من الذهب، فسيتعين عليهم تسليم خُمس الأرباح إلى سلطات طالبان.

وأثناء عمليات التنقيب في الجبال الأفغانية، لا يواجه العمّال خطر المديونية فحسب، بل الموت أيضاً، فانهيار المناجم أمر شائع في أفغانستان الغنية بالمعادن والأحجار مثل اللازورد الذي تشتهر به ولاية بدخشان.

يقول عمال مناجم نهر كوكشة إنهم فقدوا أصدقاء لهم أخيراً. وفي الشهر الماضي، أفادت وسائل إعلام محلية بوفاة عامل في انهيار منجم في ولاية تخار المجاورة.

وفي عام 2019، قُتل ما لا يقل عن 30 شخصاً في بدخشان عندما انهار منجم ذهب كانوا ينقّبون فيه.

ولكن، على الرغم من كل شيء، يواصل عمال المناجم الحفر. ويقول همايون "حتى الآن لم نعثر على الكثير"، ولكن "لدينا أمل، ونثق في الله".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي