الأمن الأميركي يتغلغل في الجامعات بمباركة بايدن

الأمة برس
2024-03-11

صورة مؤرخة في 19 كانون الثاني/يناير 2024 للبيت الأبيض في واشنطن (ا ف ب)

كشفت وثائق ومذكرات حصل عليها موقع "إنترسبت"، أن وزارة الأمن الداخلي الأميركية تعمل على مضاعفة جهودها للتغلغل في جامعات بالبلاد تحت ذريعة محاربة "النفوذ الأجنبي الخبيث".

وجاء في مقال للصحفي الاستقصائي، دانيال بوغوسلاف، نشره الموقع الأميركي، أن هذه الحملة تأتي في وقت تبذل فيه وزارة الأمن الداخلي "بهدوء" جهودا للتأثير على وضع المناهج الجامعية، في مسعى منها لمكافحة ما تسميه المعلومات المضللة أو المغلوطة.

ففي ديسمبر/كانون الأول، أرسل مجلس الشراكة الأكاديمية للأمن الداخلي التابع للوزارة، تقريرا إلى الوزير أليخاندرو مايوركاس يتضمن خطة موجزة لكيفية مكافحة الاضطرابات التي اندلعت في الحرم الجامعي عقب هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

واستعانت الوزارة بمجلس الشراكة الأكاديمية -الذي يعد بمثابة هيئتها الاستشارية المكونة من مجموعة من الأكاديميين والاستشاريين والمقاولين- بغية كسب التأييد لأهداف الأمن الداخلي في الحرم الجامعي.

تجاوز القيود

وشدد المجلس في إحدى التوصيات التي تضمنها التقرير الصادر في 11 ديسمبر/كانون الأول، على ضرورة أن تصدر وزارة الأمن الداخلي توجيهاتها إلى مكتبها المنوط به إنفاذ القانون على المستويين الولائي والمحلي.

وذلك "للعمل خارجيا مع الرابطة العالمية لمديري أجهزة إنفاذ القانون في المقار الجامعية، ومسؤولي الاتحاد الوطني للموارد المدرسية، لكي يطلبوا من الكونغرس النظر في القوانين التي تحظر على وزارة الأمن الوطني توفير موارد معينة، مثل التدريب والمعلومات، للجامعات والمدارس الخاصة".

وورد في التوصية أيضا أن القيود المفروضة حاليا تشكل عائقا يحول دون تحقيق أفضل النتائج الممكنة.

ووفقا لمقال إنترسبت، فإن وزارة الأمن الداخلي تواصل بذل جهودها للتواصل مع الجامعات العامة والخاصة وتنفيذ برامج تعاون متعددة معها، وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بالطلاب الأجانب. كما تتبادل المعلومات -حتى الحساسة منها ذات الصلة بإنفاذ القانون- مع قوات الشرطة في الحرم الجامعي.

ومع ذلك، يعتقد بوغوسلاف في مقاله بالموقع الإخباري الأميركي أن التعاون مع الجامعات فيما يتعلق بطرق التعبير والميول السياسية للطلاب وأعضاء هيئات التدريس، مسألة يكتنفها غموض شديد".

بمباركة بايدن

وفي تقرير ديسمبر/كانون الأول، أوصى مجلس الشراكة الأكاديمية وزارة الأمن الداخلي بضرورة معالجة الثغرات والتوقفات التي تطرأ على تبادل المعلومات فورا، وإيضاح مواردها المتاحة للحرم الجامعي، إدراكا منها بالأحوال المتقلبة والمتفاقمة والملحة في الحرم الجامعي في بعض الأحيان التي اندلعت نتيجة الصراع الدائر في الشرق الأوسط.

وتحظى جهود وزارة الأمن الداخلي بمباركة الرئيس جو بايدن، بحسب البيت الأبيض. وكان مسؤولو الإدارة الأميركية قد صرحوا في أواخر أكتوبر/تشرين الأول بأنهم بصدد اتخاذ إجراءات لمكافحة ما سموه ظاهرة العداء للسامية داخل الحرم الجامعي، وعينوا العشرات من خبراء الأمن السيبراني والأمن الوقائي في وزارة الأمن الداخلي للتعامل مع الكليات والجامعات.

ويرى مجلس الشراكة الأكاديمية في تقريره المشار إليه، أن تكثيف وزارة الأمن الداخلي جهودها سوف يؤدي إلى بناء أجواء من الثقة في التعامل تشجع على الإبلاغ عن الحوادث والتهديدات وأعمال العنف المعادية للسامية والكارهة للإسلام".

وكان الوزير مايوركاس قد كتب في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أن الشراكة الأكاديمية ستعمل على تطوير حلول لا تقتصر فحسب على وأد محاولات الحكومات الأجنبية لسرقة الأبحاث الممولة من أجهزة الأمن القومي والدراسات ذات الصلة داخل الحرم الجامعي، بل على مكافحة مساعي تلك الحكومات إلى غرس "أفكار ورؤى" ترى الحكومة الأميركية أنها تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة.

ولفت الوزير أيضا إلى أن الكليات والجامعات في الولايات المتحدة يمكن اعتبارها "منتدى" للترويج لأيديولوجيات جهات "خبيثة"، مضيفا أن تقارير وزارته سلطت الضوء على خطر النفوذ الأجنبي "الخبيث" المتنامي داخل مؤسسات التعليم العالي.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي