في دراسة جدية : الحيوانات المهاجرة تتعلم وتكتسب خبرة مع تقدم العمر

الأمة برس
2024-03-09

طائر لقلق يتجه نحو العش قبل بدء موسم التكاثر بمدينة كوبورج أقصى شمال ولاية بافاريا الألمانية. 03 مارس 2024  (ا ف ب)أظهرت دراسة جديدة نُشرت نتائجها في دورية الأكاديمية الأميركية للعلوم، أن الحيوانات المهاجرة تكتسب خبرة، وتُحسّن سلوكها مع تقدمها في السن، ما يشير إلى أن "التعلّم التجريبي" جزء مهم من عملية الهجرة الناجحة، وفقا لموق الشرق.

وأشارت الدراسة، إلى أن التعلم التجريبي يلعب دوراً حاسماً في تحسين أنماط الهجرة إلى جانب العوامل الوراثية والتأثيرات الاجتماعية.

وفي حين أن الوراثة والسلوك الاجتماعي عاملان مهمان في تشكيل هجرة الحيوانات، إلا أن المعلومات المكتسبة من خلال الخبرة الفردية، يبدو أنها تساعد أيضاً في تشكيل حركات الهجرة.

وتضمنت الدراسة، تتبعاً متطوّراً لأكثر من 250 طائر لقلق أبيض، إذ انتشرت الطيور في خمس مناطق تكاثر في جنوب ألمانيا والنمسا بين عامي 2013 و2020.

ولم تحدد بيانات التتبع التي جمعها الباحثون، مسارات هجرة طيور اللقلق فحسب، بل قامت أيضاً بقياس توقيت ووتيرة طيور اللقلق الفردية بالإضافة إلى تقدير كمية الطاقة المستخدمة أثناء الطيران.

وأشارت النتائج، إلى أن طيور اللقلق الأصغر سناً، تظهر سلوكاً استكشافياً أثناء الهجرة، بينما يتبنى الأفراد الأكبر سناً طرقاً أكثر مباشرة وكفاءة مع مرور الوقت.

وقال الباحثون إنه ومع تقدم طيور اللقلق في العمر، فإنها تعتمد أكثر على الذاكرة المكانية المكتسبة من خلال التعلّم، ما يؤدي إلى تحسين طرق هجرتها تدريجياً.

وأثناء الهجرة الربيعية، أظهرت طيور اللقلق الأكبر سناً، ميلاً إلى الابتكار، وإيجاد الطرق المختصرة، بالاعتماد على الخبرة المتراكمة لتحسين رحلتها، وهو أمر يؤكد أهمية التعلّم التجريبي في التنقل على طول خط الهجرة المعقد.

ويمكن أن تنعكس تلك النتائج على مجموعة متنوعة من الأنواع الأخرى من الحيوانات المهاجرة.

وبينما يُعترف على نطاق واسع بتأثير العوامل الوراثية والاجتماعية الوراثة في هجرة الحيوانات، تؤكد الدراسة على دور التجربة الفردية كآلية تكميلية.

وسواء كانت أنماط الهجرة تسترشد في البداية بالوراثة، أو يتعلمها الصغار من أفراد ذوي خبرة، فإن التعلّم مدى الحياة يلعب دوراً حيوياً في تشكيل "الهجرات الناجحة".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي