إسرائيل ليست أقوى ولا أكثر أمانا بعد 150 يوما من الموت والدمار بغزة

الأمة برس
2024-03-09

فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة على مخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة في 4 تشرين الثاني نوفمبر 2023 (ا ف ب)

يقول الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي إنه وبعد 150 يوما من الحرب في غزة، إسرائيل ليست أفضل حالا عما كانت عليه ولا أكثر أمانا ولا شعبية، وليس لديها قدر أكبر من الردع، كما أن شعبها ليس أكثر اتحادا ولا فخرا بنفسه.

ودعا ليفي في مقال له بصحيفة هآرتس الإسرائيلية كل إسرائيلي، وبعد مرور كل هذه الأيام من الحرب، أن يسأل نفسه بصدق عن حال إسرائيل.

وقال إن الأيام التي مرت كانت قاسية وصعبة، ولم تفعل شيئا لصالح إسرائيل ولن تفعل، لا على المدى القصير ولا الطويل. وعلى العكس من ذلك، يضيف، خرجت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أقوى "نعم قُتل الآلاف من مقاتليها، لكنها أصبحت بطل العالم العربي".

ومع ذلك، يقول ليفي، يريد معظم الإسرائيليين ما لا يقل عن 150 يوما أخرى من الكارثة، إذ لم تظهر معارضة علنية للحرب حتى بعد 5 أشهر من الموت والدمار على نطاق غير مسبوق، وبعد أن أصبحت إسرائيل منبوذة ومكروهة في جميع أنحاء العالم وملطخة بالدماء وتضررت اقتصاديا.

الأكثر ظلاما

واستمر يقول إنه لا يوجد مجال واحد أصبحت فيه إسرائيل أفضل حالا بعد هذه الأشهر القليلة الماضية المظلمة، وهي الأكثر ظلاما في تاريخها. فقد أصبحت أقل أمانا، وتواجه خطر التصعيد الإقليمي والعقوبات العالمية وفقدان الدعم الأميركي. كما أنها أقل ديمقراطية بكثير -لأن الضرر الذي ألحقته الحرب بالمؤسسات الديمقراطية الإسرائيلية أكبر حتى من الانقلاب القضائي– وستبقى الأضرار المتراكمة بعد انسحاب الجيش من غزة.

أما بالنسبة للوضع الدولي لإسرائيل، فإنها لم تكن أبدا منبوذة مثل اليوم، حتى علاقاتها المضمونة مع الولايات المتحدة تدهورت إلى مستوى منخفض لم تشهده من قبل.

وأشار ليفي إلى القتل اليومي للجنود، واستمرار احتجاز معظم الأسرى المحتجزين، وتشريد عشرات الآلاف من الإسرائيليين داخليا، وتحوّل نصف إسرائيل إلى منطقة خطر، وتهديد الضفة الغربية بالانفجار، والكراهية التي لا نهاية لها لإسرائيل، والتي لا يمكن أن يخفيها شيء في غزة والضفة والعالم العربي.

المستقبل لا يبشر

وقال إن المستقبل لا يبشر بانفراج أو تحسن ما دامت إسرائيل ترفض بعناد كل اقتراح لتغيير جوهري. ووصف حال الإسرائيليين وهم يريدون الاستمرار في الحرب بحال المقامر الذي فقد كل أمواله، لكنه لا يزال مقتنعا بأن رهانا آخر سيحقق له الفوز بالجائزة الكبرى.

ووصف حال الإسرائيليين المقتنعين بأن قتل أكثر من 30 ألف فلسطيني في غزة سيحول القطاع إلى جنة، أو على الأقل إلى مكان آمن، بأنه مجرد عمى وغموض أخلاقي لم يحدث، حتى في إسرائيل من قبل.

وعاد الكاتب ليسأل عما حصلت عليه إسرائيل من مكاسب، ويطلب من الإسرائيليين أن يسألوا أنفسهم بشجاعة الأسئلة التالية: هل كان يجب الذهاب إلى الحرب بعد وضع الشعارات جانبا؟ الشعارات مثل كيف لأي دولة أن تتجاهل مثل هذا الهجوم القاسي على شعبها، وحق الدولة في حماية نفسها، وما الذي كان يريد الناس أن تفعله إسرائيل. وأجاب بأن كل الأمور ستزداد سوءا.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي