الشباب الأمريكي والحرب على غزة.. على بايدن أن يقلق في الانتخابات المقبلة

الأمة برس
2024-01-06

مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في أمريكا (ا ف ب)

"الشباب الأمريكي والحرب على غزة.. على الرئيس بايدن أن يقلق"، هكذا يرى تحليل نشره "المركز العربي واشنطن دي سي"، مشيرا إلى أن تصاعد مشاعر الغضب بين الشبان الأمريكيين تجاه ما يحدث في غزة منذ ثلاثة أشهر بدأ يتطور ليشكل خطرا على مستقبل بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي ستنطلق في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ويحذر التحليل، بايدن من الاستمرار في التمترس وراء موقفه الداعم للاحتلال الإسرائيلي، ويعتبر أن الحراك الذي يشارك فيه الكونجرس لمحاولة تكميم أفواه الشباب الأمريكي الرافض لحرب غزة، لا سيما في الجامعات، سيؤدي إلى نتيجة معاكسة.

ويطالب التحليل بايدن بالتحرك سريعا نحو دور أكثر حيادية إزاء ما يحدث في غزة، ويقترح خطوة أولى قد تجسر الهوة بين الرئيس الأمريكي والشباب هناك، وهو أن يضغط باتجاه وقف لإطلاق النار في القطاع.

الشباب مقابل الحكومة

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وما تلاه من هجوم إسرائيلي وحشي على غزة تبلورت معركة غريبة وخطيرة في الولايات المتحدة، بحسب التحليل، وهي الشباب الأمريكي مقابل الحكومة، حيث باتت أعداد الشبان المحتجين على الحرب أمام الكونجرس مشهدا اعتياديا في مقابل إصرار من بداخل مبنى الكابيتول هيل على دعم إسرائيل ومحاباتها.

ويبدو أن المشرعين، وخاصة الأكثر تحفظًا والمؤيدين لإسرائيل، يرون أن الدعوات الصاخبة في الجامعات والشوارع لوقف إطلاق النار وتحقيق العدالة للفلسطينين تشكل تهديدًا لدعم الولايات المتحدة لإسرائيل.

وفي محاولة للحد من الأضرار، يطالب الكونجرس بإجابات من رؤساء الجامعات حول دورهم في مكافحة تصاعد معاداة السامية في مؤسساتهم.

أرقام مهمة

ويشير التحليل إلى أنه في السنوات الأخيرة كانت الفجوة بين الشباب الأمريكي وحكومتهم فيما يتعلق بدعم إسرائيل على حساب الحق الفلسطيني تتزايد.

ووجد استطلاع أجراه مركز "بيو" للأبحاث عام 2022 أن "البالغين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا أكثر ميلًا من الأمريكيين الأكبر سنًا إلى النظر إلى الشعب الإسرائيلي بشكل سلبي وللفلسطينيين بشكل إيجابي".

وقد أصبح هذا الاتجاه أكثر وضوحا منذ الغزو الإسرائيلي لغزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وعلى سبيل المثال، وجد استطلاع أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" وكلية "سيينا" في ديسمبر/كانون الأول الماضي أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا لا يوافقون على دعم الرئيس بايدن القوي لإسرائيل في الحرب.

ويقول التحليل إن دعم الفلسطينيين، الذي ارتبط عادة بالأفراد ذوي الميول السياسية اليسارية، كان يحظى بشعبية طويلة بين طلاب الجامعات المتحالفين مع اليسار.

ويضيف: واليوم، مع حكم إسرائيل، وهي الحكومة الأكثر يمينية ومعادية للديمقراطية والفلسطينيين على الإطلاق، تزايد التعاطف مع الفلسطينيين وكذلك الانتقادات الشديدة للحكومة الإسرائيلية بين الشباب الأمريكيين.

توترات في الجامعات الأمريكية

ومع استمرار حرب غزة، أصبحت وجهات نظر الشباب الأمريكيين المؤيدة للفلسطينيين أكثر وضوحا.

وكانت التوترات شديدة في العديد من الجامعات، حيث يناضل الطلاب لضمان عدم مرور محنة الفلسطينيين دون أن يلاحظها أحد.

ويشير التحليل إلى إصرار الطلاب الأمريكيين على المضي قدما لمعارضة ما تفعله إسرائيل للفلسطينيين، على الرغم من أن العديد من المانحين والخريجين الأقوياء هم من داعمي إسرائيل.

وتسبب ذلك الحراك في صدام بين مشرعين بالكونجرس ورؤساء جامعات أمريكية، وبات الآن مسؤولو الجامعات والمشرعون يكافحون من أجل إسكات النشاط المؤيد للفلسطينيين.

تهديد بايدن انتخابيا

ويرى التحليل أن حراك الشباب الأمريكي قد يشكل تهديداً خطيراً لإعادة انتخاب الرئيس بايدن في الانتخابات المقررة نهاية العام الجاري.

ومن المرجح أن يلعب الأمريكيون الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً دوراً حاسماً في التصويت المقبل، بحسب خبراء.

ويشعر الديمقراطيون بالفعل بالقلق بشأن فرص بايدن في التغلب على الرئيس السابق دونالد ترامب، على الرغم من الخلافات الكثيرة التي يثيرها الأخير.

وبالإضافة إلى قلقهم بشأن عمر بايدن، فإن معارضة الناخبين الشباب لدعم الرئيس الذي يؤيد بقوة الحملة الإسرائيلية الدموية في غزة قد تمنعهم من التصويت لصالحه.

وما زاد الطين بلة، هو أن بايدن لم يؤيد فقط الحملة الوحشية الإسرائيلية في غزة، بل إنه وقف عائقا أمام صدور أي قرار من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار.

يجب على بايدن أن يقلق

ويقول التحليل إنه مع استمرار الحرب على غزة، تزايدت الدعوات لوقف إطلاق النار وتحقيق العدالة للفلسطينيين.

ويبدو أن العديد من الشباب الأمريكيين ثابتون في مطالبهم بوقف إطلاق النار وتحقيق العدالة لملايين الفلسطينيين الذين فقدوا كل شيء بسبب الاحتلال الإسرائيلي والحملة العسكرية الحالية في غزة.

ويبدو أنه مع إعادة فتح الكليات هذا الشهر بعد عطلة الشتاء، ستصبح الجامعات مرة أخرى ساحة معركة للطلاب المؤيدين للفلسطينيين الذين يهدفون إلى كبح دعم بايدن لإسرائيل.

ويختم التحليل بالقول إن ما إذا كان بايدن سيعكس موقفه القديم لصالح إسرائيل أم لا، فهذا أمر متروك للرئيس نفسه، ولكن إذا كان يريد الفوز في انتخابات عام 2024، فيجب على إدارته أن تتبنى سياسة أكثر حيادية تجاه الحرب في غزة.

إن الضغط من أجل وقف إطلاق النار هو الخطوة الأولى في مثل هذا التحول، والخطوة الأولى لإصلاح علاقة بايدن مع العديد من الشباب الأمريكيين، كما يقول التحليل.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي