مسؤول إسرائيلي سابق يحذر: لا يمكن لنا أن نخسر أمريكا بسبب نتنياهو.. و3 خطوات لحل الأزمة

الأمة برس
2023-12-30

بايدن ونتنياهو (أ ف ب)

بينما لا يزال الإسرائيليون يعانون من الآثار المدمرة الناجمة عن أضخم فشل استخباراتي وعملياتي في تاريخ بلادهم الذي يبلغ 75 عاماً، بسبب هجوم "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يجب عليها ألا تخاطر بعلاقاتها المتجذرة مع الولايات المتحدة وتدير الحرب بشكل أكثر احترافية وتضع حلولا للأزمة مع الفلسطينيين بشكل عام، فالغضب الذي بات يتملك الإدارة الأمريكية من تطورات الحرب ورفض الحديث عن "اليوم التالي" يجب أن يدق ناقوس الخطر في تل أبيب.

ما سبق كان خلاصة تحليل كتبه شالوم ليبنر، الزميل في مبادرة سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي، والذي خدم مع 7 رؤساء وزراء في دولة الاحتلال الإسرائيلي، ونشره موقع "فورين أفيرز".

فجوات في الموقف بين تل أبيب وواشنطن

ويقول الكاتب إنه ما هو واضح تمامًا هو أن حرية إسرائيل في متابعة أهدافها الحربية المعلنة ستكون مقيدة إلى حد كبير لولا الدعم المؤكد من الولايات المتحدة.

ومع استمرار القتال وظهور الفجوات بين الموقفين الأمريكي والإسرائيلي، فإن لدى إسرائيل أسباباً قوية للاستثمار في الحفاظ على تحالفها الأساسي سليماً، يضيف ليبنر.

ولضمان بقاء روابطها مع الولايات المتحدة بعد هذه الحرب، يتعين على إسرائيل ليس فقط أن تدير الحملة العسكرية الحالية بحكمة، بل يتعين عليها أيضاً أن تعالج المشاكل السياسية الداخلية وأن تحدد إلى الأبد الكيفية التي تخطط بها لتسوية صراعها مع الفلسطينيين.

ويرى أنه مع تعهد حركة "حماس" بتكرار ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول حتى "إبادة إسرائيل"، وتصعيد "حزب الله" هجماته عبر الحدود مع لبنان، وتعطيل الحوثيين في اليمن للشحن الإسرائيلي في البحر الأحمر، وتردد السعودية إزاء التطبيع، فإن التحركات الإسرائيلية التالية قد تصنع الفارق بين تعميق العنف والتقدم نحو السلام.

عواقب مصيرية

ويضيف: سواء كانت إسرائيل تريد دولة واحدة، أو دولتين، أو أي شيء آخر، فيتعين على قادتها ومواطنيها أن يقرروا المسار الذي سيسلكونه قريباً، ويجب عليهم أن يدركوا أيضًا أنه بغض النظر عن قرارهم - وهو القرار الذي يجب عليهم اتخاذه وحدهم - فسيكون له عواقب ليس فقط على إسرائيل نفسها، بل أيضًا على علاقتها الأساسية مع الولايات المتحدة.

ويمضي ليبنر بالقول إنه إذا أصبحت الولايات المتحدة محبطة بما فيه الكفاية من السياسات الإسرائيلية لدرجة أن واشنطن فرضت شروطًا على تقديم المساعدة العسكرية الأمريكية، فقد تجد إسرائيل بيئة عملها مقيدة بشكل كبير.

إرهاصات للأزمة

ويعتبر الكاتب أن تأخير إدارة بايدن مؤخرًا في تصدير أكثر من 20 ألف بندقية من طراز M-16 مخصصة لفرق الدفاع الإسرائيلية بسبب مخاوف الولايات المتحدة بشأن عنف المستوطنين في الضفة الغربية يمكن أن يكون نذيرًا لمزيد من العوائق.

ويحذر الكاتب من تصرفات نتنياهو وتأثيرها السلبي على علاقة تل أبيب وواشنطن، فبدلا من محاولة تقريب المسافات ربما يسعى إلى إثارة خلاف مع واشنطن من أجل تحسين فرص عمله مع انخفاض معدلات تأييده.

فقد أعلن نتنياهو أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست في 11 من ديسمبر/كانون الأول أن "رئيس الوزراء الذي لا يستطيع تحمل الضغوط الأمريكية لا ينبغي له أن يدخل مكتبه".

ويعقب الكاتب: لكن الانخراط في مشاجرات علنية مع الولايات المتحدة هو آخر ما تحتاجه إسرائيل الآن.

ويردف: ولتجنب مستقبل تضطر فيه إسرائيل إلى مقاومة المخاطر الوجودية دون اللجوء إلى الترسانات العسكرية الأمريكية أو استخدام حق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يجب على صناع السياسات الإسرائيليين تغيير مسارهم.

3 خطوات عاجلة

ويقترح الكاتب عددا من الخطوات لمحاولة جسر الهوة المتزايدة بين واشنطن وتل أبيب منذ فترة بسبب تداعيات الحرب الحالية، وهي على النحو التالي:

أولا: يجب على جيش الاحتلال الإسرائيلي الإسراع بتحقيق أهدافه المجمع عليها داخل المجتمع الإسرائيلي في غزة، ولتحقيق هذه الغاية، يجب على سلسلة القيادة في جيش الدفاع الإسرائيلي أن تكون دقيقة في تحديد الأهداف العملياتية المشروعة، ولا تسمح بالهجمات إلا عندما يتم استيفاء هذه المعايير.

ثانيا: هناك حاجة ماسة إلى إعطاء الأولوية للأمن القومي على السياسة، حيث يقول الكاتب إن الميزانية التكميلية لعام 2023 التي تم إقرارها في 14 ديسمبر/كانون الأول، والتي كان من المفترض أن تغطي النفقات غير المتوقعة للحرب في غزة، حولت الأموال الثمينة إلى بيروقراطيات غير ذات صلة - بما في ذلك وزارة القدس والتراث ووزارة الاستيطان والبعثات الوطنية - لإرضاء الدوائر الانتخابية الرئيسية.

وبدلاً من ائتلاف نتنياهو، هناك قلق واسع النطاق من أن ميزانية 2024 ستتبع نفس النمط من تخصيص الموارد للرعاية السياسية للأحزاب الدينية في نفس الوقت الذي يُطلب فيه من الولايات المتحدة المساعدة في تعويض تكاليف الحرب.

ثالثا: يجب على إسرائيل، وبشكل عاجل، صياغة موقف واضح بشأن القضية الفلسطينية، وفي هذا الغطار يجب على نتنياهو أن يرفع الحظر الذي يفرضه على إجراء نقاش حقيقي – داخل حكومته ومع إدارة بايدن – حول ما سيأتي بعد الصراع في غزة.

وقد رفض نتنياهو محاولات إجراء هذه المحادثة خوفا من زعزعة استقرار ائتلافه الحاكم. وقد أعرب بايدن عن إحباطه من هذا الوضع، حيث علق في 12 ديسمبر/كانون الأول قائلاً إن نتنياهو "يجب أن يتغير"، لكن "الحكومة في إسرائيل تجعل الأمر صعباً للغاية".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي