في غزة.. بحث يائس عن الأحباء وسط الركام

2023-10-12

 

    فلسطينيون يبحثون بين الركام عن ضحايا في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2023 (أ ف ب)   القدس المحتلة: بين ركام عمارات سكنية دمرتها غارات إسرائيلية في غرب مدينة غزة، تجمّع فلسطينيون لرفع كتلة اسمنتية كبيرة أمام ثلاثة مسعفين سحبوا من المكان جثة هامدة. ويصرخ شاب باكيا "لماذا؟ لم نفعل شيئا يا الله".

يحتضنه أحدهم ويأخذه بعيدا من المكان الذي عثر فيه على أحد افراد عائلته. يلفّ المسعفون الجثة ببطانية ويرفعونها على حمالة، قبل أن يصرخ شخص آخر في الجهة المقابلة في حي الشاطىء في غرب مدينة غزة، مناديا المسعفين.

ويقول الشاب ممسكا بيد تحت الركام "تعالوا، ما زال حيا". وينجح عدد من الأشحاص الذين هرعوا للمساعدة في إزالة الحجارة والركام عن الجريح، قبل أن يحمله المسعفون والدماء تغطي رأسه.

ووقفت ثماني سيارات إسعاف قرب المكان الذي تجمع فيه عدد من السكان محاولين مساعدة الطواقم الطبية في إجلاء عشرات الضحايا وإزالة الجثث من تحت أنقاض كتل اسمنتية وأسلاك حديدية.

وشن مقاتلون من حماس تسللوا إلى إسرائيل برا وبحرا وجوا في السابع من تشرين الأول/أكتوبر هجوما مباغتا على أراض إسرائيلية قتلوا خلاله، وفق السلطات الإسرائيلية أكثر من ألف مدني في الشوارع وفي منازلهم كما في مهرجان موسيقي، وترافق مع إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه إسرائيل التي ترد منذ ستة ايام بقصف عنيف لقطاع غزة.

وتوعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء بـ"سحق" حركة حماس.

وقتل أكثر من 1200 شخص في القطاع الفلسطيني في القصف الإسرائيلي، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.

وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس عن بعد عشرات الغارات الجوية صباح الخميس تستهدف على مدى 30 دقيقة مخيم الشاطئ وشمال القطاع المحاصر.

- "الجميع مات" -

وكان طفل لم يتجاوز الرابعة من عمره يبكي، بينما حمله والده بعد إخراجه من تحت الأنقاض، وقد غطاه الغبار وسالت الدماء من أجزاء مختلفة من جسمه. وصرخ الطفل "بابا، أين أمي واخوتي؟".

وبدا جمال المصري مصدوما وهو يروي "كنا نائمين. فجأة، أصبح الحي بأكمله تحت قصف الاحتلال. دمر منزلي ومنزل أخي وأهلي وعدد من الجيران... تدمّرت بالكامل".

وتابع وهو ينظر حوله بذهول "خرجت من بيتي، الجميع أصيب. هناك أشلاء، وجثث أبنائي وأطفالهم".

وتقاطعه ابنته صارخة "ماذا حدث؟ هل هذا حقيقي؟".

ويردّد الرجل المكلوم "الجميع مات".

ثم يرد على ابنته "اهدأي"، ويضيف "سنبقى صامدين ولن نخرج من غزة. هذا قدرنا".

ووصف سكان في مدينة غزة ليلة عنيفة لم تتوقف خلالها الغارات الجوية الإسرائيلية، والقصف من زوارق بحرية إسرائيلية.

وكانت مناطق واسعة من قطاع غزة غارقة في الظلام بعد توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة بسبب نفاد الوقود الأربعاء.

كما تعطلت خدمات الانترنت والاتصالات والمياه على نطاق واسع.

وتعمل الطواقم الطبية والدفاع المدني على نقل الجثث والجرحى من تحت الركام في عدد من مناطق قطاع غزة. وقال الدفاع المدني في بيان إن طواقمه "تعمل بكل إمكاناتها للاستجابة للعدد الكبير من الأحداث ويتم التعامل في الأولوية على إنقاذ الارواح".

- جثث على الأرض -

واكتظت أروقة مستشفى الشفاء الرئيسي في مدينة غزة بالجرحى ومئات من الفلسطينيين برفقة أقاربهم أو من جاؤوا لتفقد اقارب وأخباء.

أمام قسم الطوارىء، تصل سيارات إسعاف وسيارات مدنية بشكل متواصل مع عشرات الجرحى. وينقل متطوعون الإصابات، بينما يحاول آخرون فتح الطريق أمام سيارات أخرى تطلق أبواقها ليفتح لها مجال المرور.

ويرقد عشرات الجرحى داخل المستشفى على فرشات اسفنجية، وبعضهم على الأرض، لأن أسرة المستشفى مليئة بآخرين.

وجلس طفلان مصدومان على الأرض قرب رجل لُفّ رأسه وساقاه بضمادات. بينما حمل ممرض طفلا آخر، لينادي إن كان هناك من يتعرّف عليه.

أمام بوابة ثلاجة الموتى، كان العشرات يبكون، وآخرون يحاولون مؤاساتهم. داخل غرفة الثلاجة، لُفّت عشرات الجثث بأكفان ووضعت على الأرض بعد أن امتلأت الثلاجة بالجثث.

فجأة يخرج شاب عشريني مسرعا من الغرفة ويتجه نحو أقاربه وهو بالكاد قادر على التقاط أنفاسه "ربما لم يستشهد، لم أجد جثته. قد نجده في قسم الجراحة".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي