
واشنطن - توجّه الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس 07/09/2023 إلى الهند حيث يحضر قمّة مجموعة العشرين التي تبدو ضعيفة نسبيا في غياب نظيره الصيني شي جينبينغ خصوصاً.
وتأتي زيارة الرئيس الأميركي (80 عاما) في لحظة حاسمة في لعبة التحالفات على خلفية حرب أوكرانيا، في وقت يتصاعد نفوذ الصين التي تتحدّى القوة الأميركية العظمى على نحو متزايد.
وغادر بايدن واشنطن عصر الخميس متّجها إلى الهند. وأقلعت طائرته من قاعدة أندروز الجوّية قرب العاصمة الأميركيّة نحو الساعة 21,30 ت غ، على أن تصل الجمعة إلى الهند حيث يعقد اجتماعا ثنائيا مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، قبل أن يُشارك السبت والأحد في قمّة العشرين، من ثمّ يتّجه إلى فيتنام الأحد.
ويحتلّ الرئيس الأميركي مركز الصدارة في القمة بغياب شي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كذلك، أعلنت مدريد الخميس أنّ رئيس الوزراء بيدرو سانشيز ألغى مشاركته في القمّة لإصابته بكوفيد.
يعتزم بايدن استغلال القمّة التي يرأسها مودي، لإثبات أنّ الكتلة تبقى المنتدى الرئيس للتعاون الاقتصادي العالمي، رغم انقساماتها.
وتُعدّ القمّة مناسبة لتوجيه رسالة إلى بكين والتحالفات المنافسة الصاعدة، بما فيها "بريكس" (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا).
وأبدى بايدن الأسبوع الماضي "خيبته" لغياب شي عن القمّة التي يُمثّله فيها رئيس الوزراء لي تشيانغ.
وقال مستشار الأمن القومي جايك ساليفان الثلاثاء إن بايدن سيناقش "سلسلة من الجهود المشتركة لمعالجة المشاكل العالمية"، بما في ذلك تغيّر المناخ و"تخفيف العواقب الاقتصادية والاجتماعية للحرب الروسية في أوكرانيا" التي تؤثر في أكثر الدول فقراً.
وأضاف ساليفان "إنه ملتزم العمل مع الشركاء في الأسواق الناشئة لتحقيق أشياء عظيمة معاً. وهذا ما سيراه العالم في نيودلهي نهاية هذا الأسبوع".
كذلك، سيدعو إلى تعزيز القدرات التمويلية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
الحليفة فيتنام
يتضمّن برنامج بايدن في نيودلهي لقاءً الجمعة مع مودي الذي استقبله الرئيس الأميركي بحفاوة بالغة في حزيران/يونيو في البيت الأبيض.
وتعمل الولايات المتحدة على تعزيز علاقاتها مع الهند للوقوف في وجه الصين، في وقت تسعى نيودلهي إلى ترسيخ دور دولي رائد.
ويأتي ذلك على الرغم من خلافاتهما بشأن روسيا، ذلك أنّ الهند لم تلتزم العقوبات المفروضة على موسكو بعد غزو أوكرانيا. كما أن هناك خلافات بين واشنطن ونيودلهي بشأن حقوق الإنسان.
وقال مايكل كوغلمان، خبير شؤون جنوب آسيا في مركز ويلسون في واشنطن، "إذا بدأت الولايات المتحدة في الدفع بقضية الحقوق والديموقراطية، فإنها ستُعرّض للخطر علاقة مهمّة جدا، لا يمكن للولايات المتحدة أن تخسرها".
من جهة أخرى، يتوجّه بايدن إلى فيتنام الأحد للقاء زعيم الحزب الشيوعي الذي يتولى السلطة في البلاد نغوين فو ترونغ، إضافة إلى قادة آخرين، بهدف مواجهة نفوذ الصين في المنطقة أيضاً.
وتعزّزت العلاقات بين الولايات المتحدة وفيتنام في السنوات الأخيرة، بما في ذلك في المجالين العسكري والاقتصادي، حيث تصالح البلدان إلى حدّ كبير رغم ندوب الحرب.
وتأتي زيارة الرئيس الأميركي في إطار حراك دبلوماسي شامل يستهدف الدول الآسيوية، سواء كانت حليفة تقليدياً للولايات المتحدة أم لا.
وكان بايدن استقبل في الفترة الأخيرة رئيس وزراء اليابان ورئيس كوريا الجنوبية في قمة غير مسبوقة.