كييف تتعرض لأقوى هجوم جوي منذ الربيع  

كييف: أعلنت أوكرانيا الأربعاء 30أغسطس2023، أنها أسقطت أكثر من 24 صاروخ كروز ومجموعة من الطائرات بدون طيار الهجومية في جميع أنحاء البلاد في أقوى هجوم جوي على كييف منذ أسابيع وأدى إلى مقتل شخصين.

وجاء الهجوم في الوقت الذي قالت فيه روسيا إن طائرات مسيرة استهدفت مطارا قرب الحدود مع إستونيا العضو في حلف شمال الأطلسي، وذكرت وكالات أنباء رسمية أن عدة طائرات نقل أصيبت بأضرار.

سمع مراسل وكالة فرانس برس في كييف ثلاثة انفجارات مدوية على الأقل فوق العاصمة حوالي الساعة 5:00 صباحا (0200 بتوقيت جرينتش) في إطار إطلاق 28 صاروخ كروز و16 طائرة مسيرة هجومية على مستوى البلاد.

ووصفت الإدارة العسكرية لمدينة كييف القصف بأنه "الأقوى" الذي يضرب المدينة منذ الربيع، كما أعلن سيرجي بوبكو، المسؤول العسكري في كييف، أن شخصين قتلا بسبب الحطام المتساقط.

وقالت خدمات الطوارئ إن الضحايا كانوا موظفين في منشأة للبنية التحتية في منطقة شيفشينكيفسكي، دون الخوض في تفاصيل.

وقالت الإدارة العسكرية لمدينة كييف إن القوات الروسية أطلقت مجموعات من طائرات شاهد الهجومية بدون طيار إيرانية الصنع على العاصمة من اتجاهات مختلفة، كما أطلقت صواريخ من الطائرات.

وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس عمال البلدية يقومون بتقييم الأضرار التي لحقت بسطح مبنى سكني حيث كان السكان يزيلون الأنقاض من الشقق التي تحطمت نوافذها.

- موجة بدون طيار -

وقامت سلطات إنفاذ القانون بتطويق منطقة الغابات حيث سقطت قطع معدنية متشابكة بعد الهجوم الذي وقع أثناء الليل.

واستهدفت روسيا بشكل منهجي المدن الأوكرانية في وقت مبكر من الغزو الذي بدأ العام الماضي، لكن الضربات الضخمة تراجعت مع استنفاد مخزون موسكو وتعزيز أوكرانيا دفاعاتها الجوية.

وفي الوقت نفسه، كثفت أوكرانيا هجمات الطائرات بدون طيار داخل روسيا.

وقالت السلطات الروسية إنها شنت موجة من الضربات خلال الليل، استهدفت مطارا قرب الحدود الإستونية وشبه جزيرة القرم على البحر الأسود.

وقال حاكم منطقة بسكوف المتاخمة لإستونيا إن أنظمة الدفاع الجوي صدت طائرات بدون طيار استهدفت المطار على بعد حوالي 800 كيلومتر (حوالي 500 ميل) من الحدود الأوكرانية.

ونشر الحاكم ميخائيل فيديرنيكوف، الذي قال إنه كان في مكان الهجوم، مقطع فيديو على الإنترنت لحريق هائل، مع أصوات انفجارات وصفارات الإنذار في الخلفية.

وأضاف أن السلطات تقوم بتقييم الأضرار لكن لم تقع إصابات.

ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن وزارة الطوارئ قولها إن النيران اشتعلت في طائرتين للنقل الثقيل من طراز إليوشن إيل-76. وذكرت تاس أن أربعة متورطين في الهجوم.

ولم يصدر تعليق فوري من وزارة الدفاع.

وأعلن فيديرنيكوف أنه تم إلغاء جميع الرحلات الجوية المقررة الأربعاء في المطار، "حتى يتم توضيح طبيعة الأضرار المحتملة على المدرج".

- توترات البحر الأسود -

وكانت منطقة بسكوف قد استهدفت سابقًا بطائرات بدون طيار في مايو.

وذكرت السلطات في منطقة بريانسك القريبة من الحدود الأوكرانية ومنطقة أوريول الجنوبية ومنطقتي كالوغا وريازان جنوب غرب وجنوب شرق موسكو، أن جميع الطائرات بدون طيار المبلغ عنها قد دمرت أو أسقطت.

وكتب رئيس بلدية المدينة على وسائل التواصل الاجتماعي، أن الدفاعات الجوية دمرت أيضا طائرة بدون طيار كانت متجهة إلى موسكو، مضيفا أنه لم تقع إصابات أو أضرار.

وذكرت وكالة تاس للأنباء التي تديرها الدولة أن مطاري دوموديدوفو وفنوكوفو في موسكو "أغلقا مؤقتا أمام حركة المرور".

وتتعرض موسكو ومناطق روسية أخرى لهجمات شبه يومية بطائرات بدون طيار منذ أن تعهدت كييف هذا الصيف "بإعادة" الصراع إلى روسيا.

كما تصاعدت التوترات على البحر الأسود منذ خروج موسكو من اتفاق يسمح بالصادرات البحرية من أوكرانيا، وهددت بمهاجمة سفن الشحن التي تستخدم الموانئ الأوكرانية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، في وقت مبكر من الأربعاء، إن إحدى طائراتها "دمرت أربعة زوارق عسكرية عالية السرعة" في البحر الأسود حوالي منتصف الليل بتوقيت موسكو.

وأضافت أن السفن كانت تحمل قوات خاصة أوكرانية، وزعمت أن العشرات من أفرادها قتلوا، دون تقديم تفاصيل حول مكان وقوع الحادث بالضبط في البحر الأسود.

وفي وقت مبكر من يوم الأربعاء، صدت الدفاعات الروسية أيضًا "هجومًا بحريًا بطائرة بدون طيار" بالقرب من سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، حسبما نقلت وكالة تاس للأنباء عن الحاكم المعين في موسكو ميخائيل رازفوزاييف.

سيفاستوبول هي قاعدة الأسطول الروسي في البحر الأسود.

وكثفت كل من أوكرانيا وروسيا نشاطهما حول الممر المائي الاستراتيجي بعد انهيار الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة لضمان الملاحة الآمنة لسفن الحبوب الشهر الماضي.

وفي الأسابيع الأخيرة، هاجمت كييف سفنا روسية في مياهها وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014.

وقالت أوكرانيا الأسبوع الماضي إن قواتها رفعت علم البلاد في شبه جزيرة القرم خلال "عملية خاصة" بمناسبة عيد الاستقلال الثاني في زمن الحرب.