نصف سكان غرينلاند تقريباً يجهلون دور الأنشطة البشرية بتغير المناخ

ا ف ب - الأمة برس
2023-08-26

زائران يتنزهان في غرينلاند في 29 حزيران/يونيو 2022 (ا ف ب)

يواجه حوالى 80% من سكان غرينلاند تبعات التغير المناخي، لكنّ نصفهم فقط يدركون المسؤولية الكبيرة المترتبة عن الأنشطة البشرية في هذا الوضع، فيما البالغون الشباب هم من الأقل إدراكاً لذلك، وفق ما أوضح الجمعة باحث مشرف على دراسة علمية في الموضوع.

وقال الباحث في جامعة كوبنهاغن كيلتون ماينور لوكالة فرانس برس "على الرغم من أن لغرينلاند أهمية مركزية في علوم المناخ، فإن حوالى نصف (52%) سكانها يعرفون أن الأنشطة البشرية مسؤولة بشكل أساسي عن تغير المناخ".

وفي دراسة بعنوان "الخبرة تتجاوز الوعي بتغير المناخ الناتج من النشاط البشري في غرينلاند" نُشرت في أواخر حزيران/يونيو في المجلة العلمية "نيتشر كلايمت تشاينج"، حلل ماينور وزملاؤه تصورات ارتفاع درجة الحرارة لدى سكان الجزيرة القطبية الشمالية الشاسعة الذين لم يشملهم أي استبيان بشأن هذه المسألة، خصوصاً بسبب الصعوبات اللوجستية.

وأشار الباحث إلى أن "إحدى أكبر المفاجآت لفريقنا كانت اكتشاف أن سكان غرينلاند الأصغر سناً أقل وعياً بتغير المناخ المرتبط بالبشر من كبار السن".

على مدى العقدين الماضيين، فقد الغطاء الجليدي الضخم في غرينلاند 4,7 تريليون طن، ما ساهم وحده في ارتفاع منسوب مياه المحيطات بمقدار 1,2 سنتيمتر، وفق تقديرات علماء دنماركيين متخصصين في دراسات القطب الشمالي.

ويؤثر زوال الجليد على عادات الصيد البري والبحري، وهو من بين مصادر الدخل الرئيسية لسكان غرينلاند.

ولفت ماينور إلى أنه بين سن 18 و29 عاما، فإن 43% من الشباب من شعب الإنويت يدركون ظاهرة الاحترار المناخي الناجمة عن النشاط البشري، "على عكس نمط حساسية الشباب لتغير المناخ الناجم عن الإنسان والذي لوحظ في بلدان القطب الشمالي الأخرى".

كما أن تجربة تغير المناخ والوعي بدور الإنسان في ذلك تزداد مع التقدم في العمر. من هنا، يقول 85% من الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 50 و64 عاماً إنهم شعروا شخصياً بآثار تغير المناخ، و57% منهم يعزونها إلى أسباب بشرية.

ومع ذلك، يقول الأكاديمي إن الأشخاص الأكثر تأثراً بشكل مباشر بآثار تغير المناخ هم الأقل وعياً بأصله البشري، خصوصاً الصيادون.

وبالنسبة إلى ماينور، فإن هذا النقص في المعرفة مرتبط بالتعليم، إذ إن 58% من الأشخاص الحاصلين على تعليم ثانوي يعرفون الأصول البشرية لتغير المناخ، مقارنة بـ39% من أولئك الذين لم يحصلوا على تعليم ثانوي.

ولتغيير العقليات، من الضروري تحسين وصول السكان إلى الاكتشافات التي سُجلت في الموقع من جانب عدد كبير من العلماء الزائرين.

وشدد الباحث على أن "الوعي بتغير المناخ الناجم عن النشاط البشري عامل مهم في التكيف (...) مع التحديات والفرص الناشئة في القطب الشمالي".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي